الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

10% بدون أعراض.. أطباء إماراتيون يضعون منهج فحص كورونا لمرضى السرطان

10% بدون أعراض.. أطباء إماراتيون يضعون منهج فحص كورونا لمرضى السرطان

الدكتور حميد بن حرمل الشامسي

نشر فريق إماراتي من المختصين في مجال علاج مرضى السرطان والأورام في مستشفى الزهراء دبي، أول دراسة توفر نظرة عميقة حول أفضل الممارسات الطبية التي يجب اتباعها خلال علاج مرضى السرطان أثناء وباء كورونا المستجد (كوفيد-19).

يعد السرطان مرضاً يهدد الحياة في كثير من الأحيان، ولذلك فإنه لا يمكن تعليق علاجه. وعادة يخضع مرضى السرطان لجلسات علاج يومية أو أسبوعية لفترات طويلة لعلاج الأورام الخبيثة بمختلف أنواعها. وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في المناعة الذي تسببه العديد من علاجات السرطان، تظل استمرارية الرعاية ذات أهمية حيوية حتى أثناء جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، مما لا يترك خياراً لمرضى السرطان سوى المتابعة الدورية والعلاج المستمر. وبالتالي تجري مناقشات دائمة بين الأطباء في مجال علاج مرضى السرطان والأورام فيما يتعلق بالمخاطر المتزايدة التي قد يشكلها (كوفيد-19) لمرضى السرطان خلال فترة العلاجات.

في مايو 2020، أجرى الدكتور حميد بن حرمل الشامسي، استشاري أمراض الأورام والسرطان الأستاذ المشارك بجامعة الشارقة ورئيس قسم الأورام بمستشفى الزهراء ورئيس جمعية الإمارات للأورام، والدكتور سدير الراوي رئيس قسم الجراحة واستشاري جراحة الأورام السرطانية في مستشفى الزهراء دبي، دراسة لفحص (كوفيد-19) على 89 شخصاً من مرضى السرطان الذين لم تظهر عليهم أي أعراض قبل بدء العلاج الكيميائي والإشعاعي. ووجدت الدراسة أن ما يقرب من 10% من مرضى السرطان الذين لا يعانون من أعراض (كوفيد-19) كانوا إيجابيين للفيروس وتم عزلهم.



وقال الدكتور حميد بن حرمل الشامسي: «العلاج الكيميائي والإشعاعي يقلل بشكل كبير من مناعة المريض، وإذا كان المريض مصاباً بـ(كوفيد-19)، فهناك خطر كبير من احتمال تعرضه لمضاعفات خطيرة أو حتى مميتة خلال تلقيه علاج السرطان الخاص به. ووجدت الدراسة أنه بالرغم من أن بعض المرضى ليس لديهم أعراض، فإنهم يمكن أن يكونوا حاملين للفيروس، والذي يمكن أن يصبح خطراً على الحياة إذا تمت متابعة علاجات السرطان. وأوضح الدكتور الشامسي أنه من خلال إجراء اختبارات (كوفيد-19) بشكل دوري لمرضى السرطان قبل العلاجات وعزل المرضى الإيجابيين، فإننا نقوم بإنقاذ المرضى من المضاعفات المحتملة، والحد من خطر نقل العدوي لمرضى السرطان الآخرين».

تعتبر هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (جاما)، أشهر المجلات العلمية المختصة في المجال الطبي على وجه الخصوص مرض السرطان، المصدر البحثي الأول الذي يوضح الحاجة إلى إجراء اختبارات (كوفيد-19) بشكل مستمر لمرضى السرطان.

وأضاف الدكتور سدير الراوي استشاري جراحة الأورام السرطانية في مستشفى الزهراء دبي، «تولي المستشفى أهمية قصوى للبحوث الطبية القائمة على الأدلة العلمية ووضع بروتوكولات مثبتة علمياً من حيث التعامل مع علاج مرضى السرطان خلال هذه الأوقات الصعبة، وأنه أصبح أمراً ضرورياً لتقليل خطر المضاعفات الناتجة التي قد تحدث بسبب الفيروس لهذه الفئة الحساسة من المرضى خلال فترة العلاج، وأنا على ثقه بأن المؤسسات الطبية الأخرى في جميع أنحاء العالم ستطبق هذه الدراسة للحفاظ على الأرواح والتقليل من خطر انتقال العدوى».