الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

لماذا الأطفال أكثر مقاومة لكورونا؟.. دراسة جديدة تحل اللغز

لماذا الأطفال أكثر مقاومة لكورونا؟.. دراسة جديدة تحل اللغز

منذ بداية انتشاره لم يكن فيروس كورونا المستجد عدواً مهاجماً للأطفال بنفس الدرجة التي هاجم بها الكبار والبالغين، وهو الأمر الذي حير العلماء.

ولكن دراسة حديثة توضح السبب وراء صمود الأطفال أمام كوفيد-19 وتجيب عن هذه التساؤلات، حيث أوجدت نتائج دراسة حديثة أجرتها محلة علوم الطب الانتقالي ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن استجابة المناعة الفطرية لدى الأطفال تجعلهم أقوى في محاربة الفيروس التاجي.

وتبين في نتائج الدراسة التي شملت 60 بالغاً و 65 طفلاً أن الاستجابة المناعية للأطفال أقوى في الغالب مقارنة بالكبار، حيث كان عدد المتأثرين لدى البالغين أكبر.

وتبين للباحثين أن الأطفال لديهم مستويات دم أعلى بكثير من جزئيين مناعيّين هما، «إنترلوكين 17 إيه» و«إنترفيرون جاما»، وبينت الدراسة أن هذه الجزئيات كانت أكثر وفرة في المرضى الأصغر سناً وتناقصت تدريجياً مع تقدم العمر.

وقالت خبيرة الأمراض المعدية للأطفال في كلية ألبرت أينشتاين للطب الدكتورة بيتسي هيرولد، «يستجيب الأطفال بشكل مختلف مناعياً لهذا الفيروس، ويبدو أنه يحمي الأطفال».

تشير أبحاث هيرولد إلى أنه، في الوقت الذي يستغرقه الجسم البالغ لتشغيل نظام التكيف المتخصص، كان لدى الفيروس وقت لإلحاق الضرر بالجسم.

عندما يواجه الجسم عاملاً ممرضاً غير مألوف، فإنه يستجيب في غضون ساعات بموجة من النشاط المناعي، تسمى هذه الاستجابة المناعية بالفطرية، حيث يتم تجنيد المدافعين عن الجسم بسرعة لمكافحة الفيروس.

وأضافت هيرولد وهي التي قادت الدراسة: «نعتقد أن هذا يحمي هؤلاء الأطفال الصغار، لا سيما من أمراض الجهاز التنفسي الحادة، هذا هو الاختلاف الرئيسي بين البالغين والأطفال».

وأوضحت أن بعض مرضى «كوفيد-19» البالغين، يؤدي عدم وجود استجابة مبكرة قوية إلى حدوث تفاعل تكيفي مكثف وغير منظم من شأنه أن يسبب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والوفاة.

تقول نظرية أخرى إن الأطفال لديهم استجابة أقوى للأجسام المضادة التي تزيل الفيروس بشكل أكثر كفاءة من البالغين، لكن الدراسة الجديدة وجدت أن كبار السن الأكثر مرضاً ينتجون بالفعل أقوى الأجسام المضادة.

وتثير هذه النتيجة قلق الباحثين، حيث أن وجود تلك الأجسام المضادة القوية يساهم في المرض لدى البالغين، بدلاً من مساعدتهم على محاربة الفيروس، وهي ظاهرة تسمى التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة. يراقب مصنعو اللقاحات بعناية الأشخاص الخاضعين للتجربة بحثاً عن علامات على هذه المشكلة.