الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«رفض الكمامة».. أسباب نفسية وحلول عملية

«رفض الكمامة».. أسباب نفسية وحلول عملية

منذ مطلع عام 2020، والعالم يواجه وباءً خطيراً «فيروس كورونا المستجد»، إذ بدأت الدول والحكومات توجّه الشعب لأخذ الاحتياطات الاحترازية، من اتباع قواعد التباعد الاجتماعي، واستخدام المطهرات، وغسل الأيدي، وصولاً إلى أهمية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة والمزدحمة.

ورغم ذلك، ومع مرور ما يقرب من عام على تفشي الوباء، والتحذيرات حول مخاطر عدم ارتدائها، الذي يؤدي إلى الإصابة بالمرض، ونقل العدوى، ما زال هناك الكثيرون لا يلتزمون بارتداء الكمامة، ولذلك أسباب نفسية، بحسب CNN، و psychology today.





نوع من الضعف

يشعر البعض من الناحية النفسية، أن ارتداء الماسك يعني نوعاً من الضعف، بمعنى الخوف الشديد من الوباء، وهو أمر لا يقبلونه، إذ أوضح ديفيد أبرامز، عالم النفس السريري وأستاذ العلوم الاجتماعية والسلوكية في كلية الصحة العامة العالمية بجامعة نيويورك، أن ارتداء القناع يعني بالنسبة للبعض الاعتراف بالخوف الذي ربما لم يواجهوه بوعي بعد، وبناءً عليه سيرفضون ارتداء الكمامة، كنوع من الشعور بالقوة والسيطرة على حياتهم.

الشعور بالخداع

بينما الأشخاص الذين اتبعوا النصائح الأولية وقاموا بارتداء القناع، واقتنعوا بأهميتها، ربما شعروا بالغش أو الظلم عندما التزموا بارتداء الماسك، وانتقلت لهم أو لمن حولهم العدوى، ولهذا قرروا أن ينضموا لهؤلاء الذين لا يتخذون الإجراءات الاحترازية بعين الاعتبار.





نقص المعرفة الطبية

مجموعة أخرى من الناس تفتقر إلى الفهم العلمي والطبي لانتقال «كوفيد-19»، فتفكيرهم يقول إذا لم أتمكن من رؤيته، فهو غير موجود، ويعني ذلك أن معظم الناس الذين أراهم بخير، وسيترتب عليه عدم وجود أي تقدير للعدوى أو لفهم كيفية انتشار الفيروسات، وبالتالي، لا يرون أي سبب لارتداء القناع.

مهددة الأمان

انتشار الوباء يهدد حياة الناس بالخطر، ولهذا يميل البعض إلى البحث عن طقوس تجعلهم يشعرون بالأمان، وسيكون أولها هو عدم ارتداء الأقنعة، ليشعروا أن الحياة بخير، ويقنعون أنفسهم أن الأمور تسير على ما يرام، وتسمى تلك الظاهرة بـ«التفاعل النفسي»، فعندما يتم إجبار الأشخاص على ارتداء الماسك في بعض الأماكن التي اعتادوا الذهاب إليها، وبالنسبة لهم هذا هو المكان الذي يعتقد الناس بشدة أن لديهم الحرية في التصرف بالطريقة التي يرغبون فيها، ويتم تهديد أمنهم، يُصبح عدم ارتداء الماسك كرد فعل ونوع من الرفض لانتهاك حريتهم.



كيف نشجع الأشخاص على ارتداء «الماسك»؟

مثلما ساعد علم النفس في تفسير الأسباب حول ارتداء الأقنعة، يمكن أيضاً إقناع الأشخاص بارتداء الأقنعة، في ظل تفشي وباء كورونا، بالطرق التالية:

التأكيد على الإجماع، فعندما تُظهر للناس أن موقفاً ما يتفق عليه الغالبية، فمن المرجح أن يتبنوه، فإن رؤية شخص ما يرتدي قناعاً تجعل من المرجح أن يفعل الآخرون الشيء نفسه، لذلك يمكن أن يتم التركيز على استراتيجيات الإقناع بالتأكد من أن الناس يرون أن ارتداء القناع منتشر على نطاق واسع، وربما يكون عن طريق تصويره بشكل متكرر في وسائل الإعلام أو بجعله إلزامياً في أماكن معينة.

التوضيح الطبي بطريقة سهلة يستوعبها الجميع، قد يساعد بصورة كبيرة في تشجيع الأشخاص على ارتداء الماسكات، وأن الأمر ليس فقط لكبت الحرية، لكنه للحفاظ على سلامة الشخص ومن حوله، مع توضيح الأسباب العلمية والنتيجة من وراء ذلك.