السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كل ما تريد معرفته حول «فيروس نيباه».. وهل سيتحول لوباء عالمي؟

كل ما تريد معرفته حول «فيروس نيباه».. وهل سيتحول لوباء عالمي؟

فيروس نيباه

في الوقت الذي لا يزال فيه العالم مرتعباً من تطورات فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» وسلالاته المتحورة التي ظهرت في بعض الدول، والجميع يحاول مكافحته بشتى الطرق، فوجئنا بالحديث عن انتشار فيروس جديد يدعى «نيباه» مع وجود تكهنات بتحوله إلى وباء عالمي.

فما حقيقة الفيروس الجديد وهل هناك احتمالات بانتشاره حول العالم قبل القضاء على «كوفيد-19»؟

حقيقة انتشار فيروس نيباه في الصين

خلال الأيام الماضية، انتشرت تقارير صحفية حول ظهور فيروس جديد في دولة الصين يدعى «نيباه»، ومن أبرز أعراضه الإصابة بمشكلات تنفسية شديدة والتهاب وانتفاخ في الدماغ، بالإضافة إلى ألم في العضلات والشعور بالدوار، وإمكانية الدخول في غيبوبة لمدة من 24 إلى 48 ساعة، بينما تُراوح نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة بين 40-75%.

بالتأكيد هذا الحديث مقلق ومرعب للبشر، خاصة أننا ما زلنا في محاولات للتخلص من فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 2 مليون إنسان على كوكب الأرض في غضون عام، لكن في الحقيقة هذه التصريحات والأقاويل غير صحيحة بشكل كامل.

تعود الحقيقة إلى أن صحيفة الغارديان البريطانية، نشرت قبل أيام، مقالاً تتحدث فيه عن غياب العلاج لفيروس خطير موجود منذ أعوام وقد يشكل خطراً وبائياً في العالم، لكنها لم تلقِ الضوء على وجود أي إصابات بالفيروس في أي مكان بالعالم.

كما أشيع أن الفيروس مصدره الأساسي هو الصين، وهذه ليست حقيقة، فلم تشر الصحيفة إلى وجود الفيروس في الدولة الآسيوية، بل أشارت بعض التقارير إلى أن فيروس نيباه قد تفشى بالفعل عام 1999 في دولتي الهند وبنغلادش، والأخيرة سجلت 11 حالة خلال فترة 2001 إلى 2011، وأسفر الفيروس عن إصابة 196 شخصاً، ومات منه 150 مصاباً في كل البقع التي ظهر فيها.

من جانبها، قالت أصالة لمع، الدكتورة في البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية والباحثة في المركز الوطني للأبحاث العلمية في تولوز بفرنسا، إن الهدف من مقال الغارديان هو إلقاء الضوء على غياب الأبحاث وتكرار الأخطاء التي ارتكبت مسبقاً، بالإضافة إلى ضرورة استباق أي جائحة مقبلة، لكنها لم تتحدث أبداً عن جائحة حالية أو محتملة في المستقبل، كما حرفت معظم التقارير والأخبار الصحيفة.

منظمة الصحة العالمية ترد على وجود إصابات بفيروس نيباه

مع تداول هذه الأخبار على مدار الأسبوع الماضي، لم تصدر من منظمة الصحة العالمية، أي تصريحات أو تقارير، تشير إلى وجود الفيروس الشائع الحديث عنه في أي دولة حول العالم، حتى صرح أمس ترايك جاساريفيتش المتحدث الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف عن الأمر.

في تصريحات صحفية، قال جاساريفيتش إن فيروس نيباه تم التعرف عليه لأول مرة سنة 1999، وكان ذلك في مزارع خنازير بماليزيا، ولم يرصد أي موجة تفشٍ للمرض في هذا البلد الآسيوي منذ ذلك الحين.

وفي عام 2001 ظهر الفيروس مرة أخرى في دولة بنغلاديش ومنذ ذلك الحين يتم العثور على حالات مصابة به بشكل دوري، وكذلك الأمر في شرق الهند، لكن من دون أن يتحول إلى عدوى سريعة وتحوله إلى وباء.

الصين ترد بحسم على مزاعم موطن الفيروس الجديد

مع انتشار مزاعم أن الصين هي موطن فيروس نيباه حديث الساعة الآن، ردت الدولة بشكل رسمي بأنها لم تسجل أي حالات من الفيروس ولا أساس له في البلاد منذ ظهوره الأول عام 1999.

كما أكدت السفارة الصينية في جمهورية مصر العربية، أن فيروس نيباه ليس صينياً ولم يظهر أو ينتشر بالصين، قائلة «الحديث عن أن الفيروس صينى تروج له بعض وسائل الإعلام بقصد أو بدونه».

أوضحت السفارة في بيان رسمي، أن الفيروس موجود في جنوب آسيا وليس الصين تحديداً، مشددة على أن ربط الفيروس بالصين أمر غير صحيح ولا يوجد أي أدلة علمية تؤكد صحة ما يتم تداوله إعلامياً.

تاريخ فيروس نيباه

كما وضحنا أن فيروس نيباه ليس جديداً كما أشيع عنه خلال الأيام الماضية، بينما كان أول ظهور له في عام 1999 بين مربي الخنازير في ماليزيا، وبعد رصد الحالات المصابة حينها، لم يتم الإبلاغ عن حالات جديدة في نفس الدولة منذ ذلك الوقت.

بعد عامين، ظهر الفيروس مرة أخرى في بنغلاديش، لكن أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك مناطق معرضة لخطر ظهر الفيروس، خاصة الدولة التي تتعامل بشكل مباشر مع أنواع من الخفافيش حيث تم العثور على مصدر الفيروس في تلك الأنواع، ومن بين هذه البلدان كانت: (كمبوديا، غانا، إندونيسيا، مدغشقر، الفلبين، تايلاند).

كيف تنتقل العدوى للإنسان؟

أغلب الإصابات البشرية التي تم اكتشفها لأول مرة في ماليزيا بفيروس نيباه، كانت عن طريق الاتصال المباشر مع الخنازير المريضة، وذلك من خلال التعرض لإفرازات الخنازير التي تحمل الفيروس، ومن هنا انتقل إلى البشر.

أما بالنسبة لوجود حالات إصابة بالفيروس في بنغلاديش والهند، فكانت بسبب استهلاك فاكهة ملوثة ببول أو لعاب خفافيش الفواكه، إذ يعتقد أن هذا هو المصدر الأكثر احتمالاً للعدوى.

أما عن كيفية انتقال الفيروس من إنسان لإنسان، فتشير المنظمة إلى أنه ينتقل من خلال التعرض للإفرازات، ويُذكر أن 75% من الحالات المبلغ عنها بين عامي 2001 و2008 داخل بيئة الرعاية الصحية في بنغلادش، بسبب انتقال العدوى من إنسان لآخر.

طرق العلاج من فيروس نيباه

على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية وضعت «فيروس نيباه» ضمن أولوياتها في خطة البحث والتطوير، إلّا أنه لم يتم التوصل حتى الآن لعلاج محدد للعدوى بفيروس «نيباه»، وكذلك لم يتم اكتشاف لقاح للوقاية منه.

وفي حالة الاشتباه في تفشي المرض بين الحيوانات يجب وضعها تحت الحجر الصحي بشكل فوري، كما يُنصح بعد تنقل الحيوانات من المزارع المصابة إلى مناطق أخرى للسيطرة على المرض، بل ويمكن التخلص من الحيوانات المصابة تحت إشراف طبي دقيق على خطوات دفن الجثث وحرقها.

طرق الوقاية

مثل كل الفيروس المنتقلة من الحيوانات إلى البشر، فإن أفضل طرق الوقاية هي: (التنظيف الدوري والمستمر، التطهير لمزارع الخنازير والحيوانات المصابة بالفيروس، واستخدام المنظفات الفعالة في منع انتقال العدوى).