الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كيف يمكن حماية الطفل من مخاطر الجلوس أمام شاشات الهواتف المحمولة؟

مشهد الأطفال الذين يحملون الهواتف المحمولة طوال الوقت في المنزل وفي المطاعم وفي النوادي، أصبح متكرراً بشكل مبالغ فيه، إذ أصبح الموبايل جزءاً أساسياً من حياة الطفل لا يمكن الاستغناء عنه، خاصة مع تطور التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية التي يتم تحميلها على تلك الأجهزة، ما جعل الوقوف أمام كل تلك المغريات أمراً صعباً في منع الطفل عن الهاتف، رغم خطورته الشديدة.

وفي هذا الصدد تحدث لـ«الرؤية» استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، حول مدى خطورة الهواتف المحمولة على الطفل، وكيفية موازنة الأهل بين انجذاب الطفل نحو مغريات الهواتف المحمولة ورغبته في مواكبة المجتمع والأصدقاء من حوله، وبين مخاطرها على الطفل.

مخاطر الهواتف المحمولة على الطفل



أوضح الدكتور جمال فرويز، أن حمل الهواتف المحمولة له تأثير شديد الخطورة على صحة الطفل، جسدياً ونفسياً، فالموبايل قد يكون أحد الأسباب الرئيسية وراء إصابة الأطفال بالتوحد، وصعوبات في التعلم، وقلة الحركة والنشاط، وربما يتفاقم الأمر بأن يُصاب الطفل بنوبات صرع خاصة إن كانت العوامل الوراثية في تاريخ عائلته تسمح بذلك.

وأضاف، يتسبب الجلوس على شاشة الهاتف لساعات طويلة في إصابة الطفل بالسمنة المفرطة، وضعف الإبصار، وقلة التركيز، ومشكلات في الذاكرة، والعصبية الزائدة.

كيف يمكن حماية الطفل من مخاطر الجلوس أمام الهواتف المحمولة؟



أكد فرويز أن الحد من عدد الساعات اليومية التي يقضيها الطفل أمام شاشة الهاتف هو الحل الأمثل، ويمكن للأهل القيام بذلك عن طريق تخصيص ساعات معينة على مدار اليوم، ليجلس فيها الطفل أمام الهاتف، لأنه من الصعب منع الطفل تماماً ونهائياً من حمل تلك الهواتف، بسبب التكنولوجيا والتطور الذي نعيش فيه، والمغريات التي تقدّمها الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى الاشتراك للطفل في الأنشطة البدنية التي تساعده على تفريغ طاقته، وتحسين صحته العقلية والجسدية.

على سبيل المثال، يمكن تخصيص 3 ساعات في النهار، و3 ساعات في المساء كحد أقصى، ليلعب الطفل على الهاتف، ومن المهم أن يحرص كل من الأب والأم، على أن تكون هناك فترات راحة للطفل كل 50 دقيقة أو أقل من ذلك، لتنشيط حركة جسمه.

كما أضاف فرويز، أن هناك خطأ شائعاً أن بعض الأمهات يسمحن لأطفالهن بالجلوس أمام التلفزيون، وكأنه وسيلة أكثر أماناً من الموبايل، إلا أن أضرار الجلوس أمام التلفزيون لوقت طويل لا تقل عن أضرار الهاتف، فكلاهما يطلق أشعة كهرومغناطيسية تؤثر على المخ.

متى يمكن التدخل لحماية الطفل من مخاطر تعامله مع الإنترنت عبر الهاتف؟



في هذا الأمر، أشار جمال فرويز إلى أن الطفل إذا كان يستخدم الإنترنت ومواقع التواصل، فلا بد من مراقبته جيداً، حتى نحميه من التعرض لمخاطر الإنترنت، كالتعرض للابتزاز، أو التحرش، أو غيرها من تلك الأمور.

كما أكد جمال فرويز، أن وجود العلاقة الجيدة بين الوالدين وطفلهما، بمعنى علاقة صداقة جيدة، سوف تجعل الطفل يخبرهما بما يقوم به عبر الهاتف، طالما أن العلاقة مبنية على الثقة.

ورغم ذلك أوضح فرويز، أنه من المهم أن يراقب الأب والأم طفلهما، وكل ما يفعله عبر الهاتف، ولكن دون أن يلاحظ الطفل ذلك، حتى لا يصبح لدى الطفل نوع من أنواع التشكك، ويبدأ بفقدان الثقة في أهله، والقيام بأمور سيئة دون علمهما مع أخذ احتياطاته في إخفاء كل ما يفعله.

متى يُسمح للطفل بحمل الهاتف المحمول؟



أوضح الدكتور جمال فرويز، أنه في هذا العصر ومع التطور الهائل الذي نعيشه، يصعب تحديد سن معينة لكي يحمل الطفل الهاتف، خاصة أن منع الهواتف عن الطفل ربما يصيبه ببعض الضيق والإحباط، خاصة عندما يشاهد الأصدقاء من حوله يحملون الموبايل.

ولكن، الأفضل أن يكون جلوس الطفل على الهاتف تحت رقابة شديدة، وفي مواعيد محددة، وعدم ترك الهواتف للطفل على مدار اليوم، لتفادي خطورتها.