يحتفل العالم باليوم العالمي لليوغا، والذي يوافق 21 يونيو من كل عام وتم الاحتفال به لأول مرة في عام 2015، بعدما صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار اعتبار هذا اليوم يوماً لليوغا في العالم.
ربما جميعنا قد مر عليه تعريف لليوغا أو شاهد فيديو لممارسيها على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أو حتى مارسها بنفسه، لكن كثيرين قد لا يعرفون أن هناك نوعاً من اليوغا يمكنك ممارستها بنفسك دون مدرب وهي يوغا الضحك، وبواسطتها يمكنك تقوية جهاز المناعي وتحقيق الفرح الفوري والتخلص من الإحباط أو حتى تحسين الصحة النفسية والمزاجية للمساعدة في علاج أمراض نفسية أو حتى عضوية كالسرطان، ربما يكون الأمر مُستغرباً لكن «يوغا الضحك» كان وسيلة المصرية منال العطار للشفاء التام من مرض السرطان بل وامتد الأمر لسفرها للهند لدراسة اليوغا بشكل علمي وتعود لمصر كأول مدرسة يوغا.
وتقول العطار للرؤية: «أصبت بالسرطان وكانت (يوغا الضحك) وسيلتي للتغلب على هذا المرض اللعين، بعدها قررت التعمق بدراستها أكثر وسافرت للهند من أجل تحقيق ذلك، وحالياً أُنظم جلسات يوغا لمصابي السرطان في مستشفيات السرطان في مصر».
وعن تعريف يوغا الضحك -بحسب العطار- فهي سلسلة من تمارين الحركة والتنفس لتعزيز الضحك المُتعمد أو كما سمتها «التضاحك»، الذي يحقق السعادة الفورية ويتم استخدامها كوسيلة لعلاج الأمراض الجسدية والنفسية، ويحقق الضحك المُتعمد فوائد الضحك العادي ولا يستطيع الجسم تمييزه وفوائده تأتي مُساوية للضحك مثلاً بعد نكتة، وهو ما يُساهم في تحسين المزاج وتقليل التوتر وتقوية جهاز المناعة وزيادة مستويات الطاقة وعلاج الاكتئاب دون تلقي أدوية مُساعدة للتخلص منه.
وعن شروط ممارسة «يوغا الضحك» تقول العطار إنها لا تتطلب لياقة أو مرونة معينة، أو حتى تمارين تنفس معينة، فكل شخص يمكنه ممارستها حتى داخل المنزل ويفضل ممارستها في مجموعات لتعزيز الشعور بالضحك، فتعلم الإنسان للضحك بمفرده يمكنه أن يُساهم في تخلصه من كثير من الضغوط الحياتية.
وعن طريقة تفاعل «يوغا الضحك» مع جسم الإنسان تُشير العطار إلى التحكم في التنفس ثم الضحك يسمح للجسم بامتصاص أكبر من الأكسجين، والضحك المصطنع يكون مثل الحقيقي ويحقق نفس الفوائد.
وتشرح «من تدريبات اليوغا العادية أخذنا تدريبات التنفس وتبدأ الجلسة بالإحماء وتليها سلسلة من تمارين الضحك المُتكرر، ثم يتحول ما قد يُعتقد أنه ضحك قسري إلى ضحك طبيعي، باسترخاء الأشخاص ليبدأ الضحك العفوي في التدفق».
فوائد يوغا الضحك
أما عن فوائد يوغا الضحك فتحددها العطار في تحقيقها نتائج فورية بإفراز هرمونات السعادة كالإندورفين الدوبامين والسيروتونين، ومنع هرمونات التوتر كالكورتيزول، وهو ما يُحقق تأثيراً مزاجياً أفضل وتقليل القلق ومعدلات التوتر، علاوة على تحقيقها زيادة في الترابط الاجتماعي وتقوية العلاقات بين الأفراد مع تعزيز مشاعر الأمن والأمان، بالإضافة لذلك فهي بديلة لمضادات الاكتئاب ومقاومة الأمراض عموماً ومرض السرطان خصوصاً، مع تحسينها كفاءة الجهاز التنفسي عن طريق الضحك العميق والتنفس العميق بتحريك عضلة الحجاب الحاجز بشكل كامل.
وتلفت العطار إلى أنه يمكن أن يمارسها أي شخص داخل المنزل لكن يفضل ممارستها في مجموعات وفقاً لنظرية الخلايا العصبية العاكسة، والتي تقول بعدوى الضحك أو حتى البكاء، كما يمكن لأي شخص من مختلف الأعمار ممارستها، وليس شرطاً أن يكون الإنسان سعيداً أو يتمتع بروح الفكاهة أو في مزاج جيد ليُمارس «يوغا الضحك».