الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

هل تتحاشى حضور مشهد ذبح الأُضحية؟ انتبه ربما تكون مُصاباً بالـ«هيموفوبيا»

هل يُشعرك منظر الدماء بالإغماء أو القلق؟ ربما يجعلك مجرد التفكير في الخضوع لبعض الإجراءات الطبية التي تنطوي على الدم تشعر بالغثيان في معدتك، أو قد يتملكك خوف شديد من الدماء أثناء ذبح الأضاحي وهو ما يجعلك لا تُشارك مُطلقاً فيها أو أن تُقرر عدم النزول مُطلقاً للشارع للمُشاركة في طقوس عيد الأضحى. الأمر الذي قد يصيبك بصعوبة في التنفس وسرعة في دقات القلب مع ضيق وألم في الصدر والاهتزاز والارتجاف والدوار مع الشعور بالغثيان عند رؤية الدماء، وومضات ساخنة وباردة تُصيب الجسم مع زيادة نسبة العرق وارتفاع درجة الحرارة.

الأعراض

وبحسب الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي فهناك عدد من الأعراض الأخرى التي قد تُصيب الإنسان نتيجة الإصابة بـ«رهاب الدم»، والتي قد تشمل مزيجاً من مشاعر القلق والذعر وحاجة ماسة للهروب من مكان ذبح الأضحية أو الهروب من الخضوع لأي إجراء جراحي مع مجموعة من المشاعر العاطفية المُتداخلة كأن الشخص قد فقد السيطرة فيمكن أن يجري في أي مكان دون هدف، مع محاولة للانفصال عن الذات وتنمية الشعور بأن مشهد الدم غير واقعي.

وتشمل أعراض مرضى «رهاب الدم» عدم الرغبة في زيارة طبيب الأسنان أو ممارسة التمارين الرياضية، أو العزوف عن الالتحاق بالكليات الطبية وتغيير المسار التعليمي والوظيفي بشكل كامل.



ويُضيف استشاري الطب النفسي في حديثه مع الرؤية «رهاب الدم يبدأ مع الإنسان مُنذ الطفولة ويُصيب من 1 إلى 2% من أفراد أي مجتمع، وتبدأ أعراضها في الظهور لدى الذكور الفترة من 9 إلى 16 عاماً وتستمر مع الإنسان بعد ذلك مدى الحياة، أما معظم الإناث تظهر لديهم في سن 7 سنوات».

الأسباب



ويُشير هندي إلى مجموعة من الأسباب التي تؤدي للإصابة بالهيموفوبيا أو رهاب الدم، ومنها أن الإنسان قد يكون تعرض لعملية جراحية تسببت في مشكلات دائمة أو مشكلات صحية طويلة الأمد، فأضافت ألماً فوق الألم.

ويتابع هندي: لدى الإناث قد يتشكل رهاب الدم من الخبرة الأولى لنزول دم الحيض، خصوصاً إن صاحبها ألم، فيترسخ لدى النساء هلع من رؤية الدماء ناتج من تلك التجربة.

ويلفت إلى أن بعض مشاهد الذبح العشوائي في الشوارع يكون سبباً من أسباب زيادة «فوبيا الدم» لدى الأطفال فيدخلون في نوبة من الفزع والبكاء الشديد، فتترسخ لدى الطفل مشاهد الخوف من الذبح.

العلاج

ويختم هندي حديثه مع الرؤية مُؤكداً أن علاج مرضى «فوبيا الدم» في الأساس يكون سلوكياً ونفسياً بعد قياس درجة الخوف لدى الشخص المُصاب، لاختيار أنسب طريقة للعلاج، سواء «بالغمر» أي تعرضه لمشاهد دم بقدر مُعين ثم تخفيف حدته بالتدريج، أو إخضاع الشخص لعلاج دوائي وإخضاعه لفنيات الاسترخاء وتدريبه على طرق مختلفة لتفادي الإغماء حال تعرض لمناظر الدماء.