الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

خبيرة تغذية للنباتيين في العيد: اللحم ضروري والتوازن مطلوب

حول مائدة الغذاء طوال أيام عيد الأضحى المبارك يجتمع الأهل لتناول كل ما لذ وطاب من لحم الأضحية المتنوع ما بين المشوي والمحمر، وتستمر الولائم العامرة داخل المنازل احتفالاً بالعيد، لكن ماذا لو هناك شخص نباتي داخل الأسرة؟

في الأساس دعونا نُفرّق بين نوعين من متّبعي النظام الغذائي النباتي؛ الأول هو «vegan» وهو الأسلوب النباتي الصرف حيث يستبعد أصحابه المنتجات الحيوانية بمختلف أشكالها وأنواعها من نظامهم الغذائي أو أي من المنتجات التي تدخل في تكوينها مشتقات حيوانية.

أما الشخص «vegetarian» فهو يستغنى عن المنتجات الحيوانية في نظامه الغذائي لكنه لا يستبعد مشتقاتها.

«الرؤية» أجرت استطلاعاً على أحد الجروبات المختصة بالترويج للنظام الغذائي النباتي، الجميع أكدوا أنهم يشاركون طقوس عيد الأضحى المبارك بعيداً عن تناول اللحوم، والبعض اتفق على حضور مشهد ذبح الأضاحي كطقس مهم لكن دون تناول لحمها حسبما يتبع في نظامهم النباتي.

كريم البحيري أحد متّبعي النظام النباتي الذي لا ينكر الأضحية كطقس ديني رغم أنه يستنكر مشاهد الذبح العشوائي التي تمت في الشوارع ويقول: «كوني نباتياً فهذا لا يتعارض مع ديني، أنا أتبع هذا النظام لأسباب صحية وإنسانية بحتة، ولا أنكر على الناس القيام بذبح الأضاحي، وهذا العام شاركت في عملية الذبح لأول مرة لإيصال اللحوم لبعض الأسر المتعففة».



الجزائري محمد الصادق أمينائيل يقول لـ«الرؤية» إنه لا يشارك أسرته تناول حصتهم العائلية من اللحوم ويكتفي بتناول الملفوف والسلطة.

أمّا الأردنية بسمة شوقير فتقول إن أهلها لا يذبحون في العيد، لكن وفي كل الأحوال يكون شراء اللحوم حلاً، لكنها لا تشارك في وجبة المنسف التي يلتف حولها جميع أفراد الأسرة، وتكتفي بتناول الخرشوف أو الفول والفلافل والحمص أو حتى العيش والزعتر وزيت الزيتون.



أمّا المقدسية سلامة محمد فتتنوع وجباتها في العيد بين المعكرونة والإندومي وساندوتش الفلافل.

التوازن مطلوب



خبيرة التغذية الدكتورة ليندا جاد تقول لـ«الرؤية» إنه رغم أن البعض قد يعتقد أن الشخص النباتي هو الأكثر صحة وعافية بسبب تجنبه تناول اللحوم أو المنتجات الحيوانية، لكن هناك عدداً من الفيتامينات لا يمكن الحصول عليها سوى بتناول البروتين الحيواني وليس مشتقاته.

وتُضيف جاد: «التوازن دائماً هو الصحيح بمعنى أن الجسم يحتاج إلى البروتين والنشويات والكربوهيدرات والمعادن والأملاح، فلا بُد أن نتناول من البروتين على قدر احتياجاتنا سواء من اللحوم والألبان والجبن. والبروتين النباتي رغم أهميته لكنه ليس كاملاً إذ لا يحتوي على كل الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم خصوصاً لدى الحوامل والمٌرضعات والأطفال في طور النمو».



وتُتابع: «الدراسات أثبتت أن مَن يتبعون النظام النباتي لا بُد أن يحصلوا على فيتامينات بي 12 والكالسيوم والحديد، لأنهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأنيميا وفقر الدم، ولا مصدر لتلك الفيتامينات سوى البروتين الحيواني المسؤول عن تكوين كرات الدم الحمراء التي يُغيّرها الجسم بشكل دوري، لذا فالتغذية المتوازنة التي أتحدث عنها لا بُد أن تشمل جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من فواكه ونشويات وخضراوات ودهون صحية، وتناول اللحوم ولو مرة واحدة في الأسبوع».

وتستطرد: «بدائل اللحوم التي قد يلجأ إليها النباتيون لإعطاء طعم اللحوم لن تغني أبداً عن تناول البروتين الحيواني، وألوم على «السوشيال ميديا» للترويج لبعض الأنظمة الغذائية غير الصحية دون «كنترول»، فالكل أصبح خبير تغذية دون ضوابط صحية أو بُعد علمي.. وتلك هي الكارثة».