الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

يكثُر في الصيف.. كيف تحمي أطفالك من الغرق الجاف؟

مع درجات الحرارة الشديدة التي يشهدها العالم العربي تلجأ الأسر إلى الشواطئ للتخفيف من حدة الحر، وقضاء وقت مُمتع مع الأسرة لكن ربما غياب المراقبة الجيدة للأطفال أثناء نزولهم للمياه قد يُشكل خطراً على حياتهم، خصوصاً مع انتشار ما يُسمى بالغرق الجاف بين الأطفال والذي يُمثل 2% من حالات الغرق المُسجلة بينهم.

ويحدث عند استنشاق الطفل لكمية كبيرة من الماء لتصل إلى الجهاز التنفسي ليُوشك على الغرق لكن كرد فعل دفاعي من الجسم يتم إغلاق الحنجرة لمنع وصول الماء للرئتين، وبالرغم من أن الماء لا يصل للرئتين إلا أنه يؤثر على الأحبال الصوتية التي تنكمش، وتتشنج الحنجرة مما يؤدي إلى صعوبة التنفس والاختناق، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى وفاة الطفل حال عدم إسعافه.

الفرق بين الغرق الجاف والثانوي



ويُميز الدكتور حاتم بدران أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب القصر العيني في حديثه مع الرؤية بين 3 أنواع من الغرق لا بد من الفصل بينها ومعرفة أعراضها لتلافي حدوث مُشكلات خطيرة أولها هو الغرق العادي الذي ينتج عن دخول المياه للرئتين وهو ما يتسبب في امتلاء الحويصلات الهوائية -المسؤولة عن إمداد الجسم بالأوكسجين- بالماء، ما يؤدي إلى الاختناق والموت.

ويُشدد بدران على ضرورة التفريق بين نوعين آخرين من الغرق وهم الغرق الجاف والغرق الثانوي، فالغرق الجاف يحدث نتيجة فعل لا إرادي يقوم به الجسم في محاولة للدفاع عقب دخول الماء للمجرى التنفسي رغم عدم وجود ماء في الحقيقة داخل الرئتين، لكن الجسم يقوم بغلق المجري التنفسي العلوي فتُغلق الحنجرة لمنع دخول الماء، ما يؤدي للاختناق الذي تظهر أعراضه بعد دقيقة واحدة من دخول الماء للمجري التنفسي العلوي لعدم كفاية الأكسجين الواصل للجسم، وتحدث تلك الحالة في الأطفال من عمر سنة إلى 4 سنوات.

ويتابع "عند ترك الطفل داخل حمام السباحة وعدم الانتباه لحمايته يمكن أن تحدث تلك الحالة، وهي من الحالات الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة".

ومن أعراض تلك الحالة بحسب بدران زيادة الكحة لدى الطفل وعدم القدرة على التنفس أو الكلام بسبب انغلاق الحنجرة ويبدأ في عدم القدرة على الحركة بسبب ارتخاء الجسم كله، ويجب فوراً اصطحاب الطفل للطوارئ لإنقاذ حياته.

خطورة الغرق الثانوي



يمكن الخلط بين الغرق الجاف والغرق الثانوي فكلاهما قد يؤدي للوفاة إن لم يتم إسعاف الطفل بسرعة، لكن الغرق الثانوي عكس الجاف فالطفل الذي أوشك على الغرق يمكن أن يبدو طبيعياً دون ظهور أي أعراض إلا بعد ساعات.

ويشرح بدران أن الغرق الثانوي يحدث عندما تدخل كمية من الماء إلى الرئتين بالخطأ "الطفل الذي أوشك علي الغرق" لكنها لا تمنع الرئة من القيام بدورها في إيصال الأوكسجين للجسم لكن تتراكم السوائل داخل الرئة وتُسبب ما يُسمى "الوذمة الرئوية".

وفي تلك الحالة وعندما تدخل كمية من الماء إلى الرئتين فإن الطفل تتملكه الكحة لفترة لكنها تختفي ويُمارس حياته الطبيعية مرة أخرى وهنا مكمن الخطورة لأن الأعراض المُميتة تحدث فيما بعد، وبعد 24 ساعة من دخول الماء للرئتين والتي تُسبب حدوث التهابات الشُعب الهوائية.

أعراض تستدعي الطوارئ



يمكن إنقاذ الطفل إن تم نقله في حالتي الغرق الجاف أو الثانوي إن تم نقله للطوارئ بشكل سريع، وإن ظهرت تلك الأعراض التي عددها أستاذ الأنف والأذن والحنجرة في الكحة الشديدة والترجيع نتيجة تهيج الرئتين، إضافة للخمول الشديد وكثرة النوم وتغير لون الجلد إلى الأزرق نتيجة نقص الأوكسجين، وجميع أنواع الغرق تقع تحت بند حالات الطوارئ القصوى.

نصائح



من النصائح التي يجب عدم تجاهلها بحسب بدران عدم ترك الطفل بمفرده في حمام السباحة ويُفضل أن ينزل لحمام سباحة مُناسب لعمره حال عدم قدرته على العوم، مع ضرورة وجود أحد الوالدين بجواره حتى وإن كان ماهراً في ممارسة السباحة، ويجب ألا ينصرف نظر الأب أو الأم عنه حتى ينقذه في حالة حدوث أي خطر.

ويُضيف "لا بد من مُتابعة تنفس الطفل بعد السباحة لملاحظة أنه لا يُعاني مُشكلات في التنفس أو زُرقة في الجلد أو الشفايف، ووضعه تحت الملاحظة 24 ساعة إن كان قد تعرض للغرق مع التدرب على عمليات إنعاش وإفاقة الأطفال في حالة الغرق".