الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

تُعوق الحمل.. ما هي مُتلازمة بطانة الرحم المهاجرة وعلاجها؟

على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر تناثر الحديث عن أسباب بطانة الرحم المُهاجرة وعلاجها بعد تصريحات للطبيب المُعالج للفنانة المصرية ياسمين عبدالعزيز بأن ما تعرضت له من دخول في غيبوبة استمرت نحو 16 ساعة كان نتيجة خضوعها لعملية جراحية لإزالة كيس دموي ناتج عن إصابتها ببطانة الرحم المُهاجرة وليس كيساً دهنياً أو ثقباً في المعدة كما تداولت وسائل إعلام مختلفة.

ويبقى التساؤل المُهم عن ماهية هذا المرض وكيف يمكن للمرأة اكتشافه؟

ما بطانة الرحم المهاجرة؟

الدكتور عمرو حسن أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بكلية طب القصر العيني يقول للرؤية، إن بطانة الرحم المُهاجرة تعني نمو النسيج المُبطن للرحم خارجه وعادة ما يحصل هذا النمو بشكل غير طبيعي في منطقة البطن السفلية أو عند الحوض.

ويضيف «بطانة الرحم تهجره وتنتقل خارجه فيمكن أن توجد على المبيض أو قناة فالوب أو المثانة أو الأمعاء، ومن الطبيعي ومع كل شهر تجري عملية إدخالها وخروجها بشكل طبيعي لنزول الدورة الشهرية، لكن في حالة تواجدها في أماكن أخرى تؤدي إلى مشاكل صحية صعبة، وتبدأ رحلة بطانة الرحم المهاجرة مُنذ سن البلوغ وتبدأ شكوى الأنثى منه في العشرينات أو بداية الثلاثينات بسبب تكوين كيس دموي على جدار الرحم ناتج من تجمع نقط الدم وعدم نزولها خلال الدورة الشهرية لفترات طويلة، ما يُسبب آلاماً شديدة».

ويستطرد «يجب التفريق بين أعراض هذا المرض قبل الزواج وبعده، فقبل الزواج تحدث آلام شديدة في الحوض أثناء الدورة الشهرية وقبلها بأيام ثم يقل تدريجياً بعد انتهائها لكنه ما يزال موجوداً، وغالباً ما يتم تجاهل أعراض متلازمة بطانة الرحم المهاجرة وكأنها آلام الدورة الشهرية (الطمث) ما يجعل من الصعب على العديد من النساء الحصول على الاهتمام والعلاج الذي يحتاجونه لتحمل الألم الشهري، ويتم اكتشاف هذا المرض عقب الزواج بسبب تأخر الإنجاب حيث تمثل تلك الحالة عائقاً لحدوثه».

الأعراض والتشخيص

ويشرح حسن مجموعة من الأعراض الأكثر شيوعاً والتي تكشف عن هذا المرض ويُعددها بآلام في الحوض عند حدوث الطمث وقبله وبعده مع نزول دم كثيف ونزيف قبله أو بعده، وأحياناً العقم وصعوبة الحمل والشعور بآلام عند منطقة الظهر مع إسهال أو إمساك والشعور بالغثيان.

واستطرد أستاذ النساء والتوليد في حديثه مع الرؤية أن التشخيص يكون من خلال السونار الذي قد يوضح وجود الأكياس الدموية على المبايض وهي ما تسمى غالباً بـ«أكياس الشيكولا» لأن لونها يكون بنياً، ويمكن ألا يستطيع السونار اكتشاف «أكياس الشيكولا» لصغرها فيمكن اكتشافها بالمنظار عن طريق البطن.

ويُضيف «المنظار في تلك الحالة يكون علاجاً أيضاً حيث يمكن استخدامه في إزالة الالتصاقات وكَي نقاط الدم الصغيرة الناتجة عن بطانة الرحم المُهاجرة والتي تكون بلون أزرق أو أسود أو بني على المبيض أو قناة فالوب».

العلاج

بحسب أستاذ النساء والتوليد فإن العلاج يتمثل في تناول المُسكنات أو حقن منع الطمث بالنسبة لغير المتزوجة، أما المتزوجة فيكون الحمل والإسراع به حلاً لعلاج بطانة الرحم المُهاجرة.

ويشرح «المرأة المُتزوجة التي تُعاني من بطانة الرحم المُهاجرة لا بد أن تُعجل بالحمل لسببين الأول هو أن حملها صعب ولأن الحمل أيضاً علاج، إذ يمنع نزول الطمث وبالتالي منع بطانة الرحم من التكون وزيادة حجم الكيس الدموي المتكون الذي يُسبب الألم، وفي حال عدم حدوث حمل قد نلجأ للحقن المجهري».

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن بطانة الرحم المُهاجرة تُصيب ما يقارب 10% من النساء حول العالم وهو ما يُقارب 176 مليون امرأة من مختلف الأعمار.