الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بعد احتمالية خضوع دلال عبدالعزيز لزراعة رئة.. أطباء يوضحون خطورتها ونسبة نجاحها

حالة من الغموض تُحيط الوضع الصحي للفنانة المصرية دلال عبدالعزيز مع تداول تقارير طبية تُفيد بأنها بحاجة لزراعة الرئة عقب إصابتها بتليف رئوي يستدعي وضعها بشكل كامل على أجهزة التنفس الصناعي كأحد المُضاعفات التي نتجت عن إصابتها بفيروس كورونا المُستجد كوفيد-19، وما زالت تتلقى العلاج منذ ما يزيد على 3 أشهر ورغم تعافيها من الفيروس إلى أنها ما زالت تعاني من تبعاته وأهمها تليف وتدهور الرئة.

وإلى ذلك قالت وسائل إعلام مصرية إن أسرة الفنانة المصرية رفضت التدخل الجراحي لإجراء زراعة الرئة نظراً لخطورة الإجراء وصعوبة تلك العملية، وهو ما أكده زوج ابنتها الفنانة دنيا سمير غانم الإعلامي رامي رضوان والذي علق أن الوضع الصحي لعبدالعزيز ما زال صعباً والتحسن في حالتها ما زال مُتذبذباً مُتمنياً تحسن حالتها.

خطورة



عملية زراعة الرئة سواء جزئياً أو كلياً تعتبر مُخاطرة غير مضمونة العواقب بحسب استشاريي صدر وجراحة قلب ورئة تحدثت معهم الرؤية، كما أن القانون المصري بحسبهم لا يسمح بإجراء تلك العمليات داخل مصر من الأساس سوى في حالات النقل الجزئي للرئة من الأقارب للمريض ونسبة نجاحها ليست كبيرة.

وفي التفاصيل يقول الدكتور محمد صدقي استشاري الصدر والجهاز التنفسي بطب الأزهر إن اللجوء لزراعة الرئة يأتي في مرحلة مُتأخرة من المرض حال إصابة المريض باضطرابات تنفسية خطيرة كالتليف الرئوي، أو الأشخاص الذين يعتمدون على جهاز تزويد الأكسجين في عملية التنفس ولا يمكنهم الاستغناء عنه.

ويُتابع استشاري الصدر في حديثه مع الرؤية «اللجوء إلى زراعة الرئة مرحلة أخيرة بعد فشل كل العلاجات في الوصول لنتائج مع نقص الأكسجين في الجسم والاعتماد التام على أجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة للضغط العالي للشريان الرئوي، أو السدة الشعبية التي تؤدي إلى تضخم في الرئة ما يؤدي لفشل التنفس، والخضوع لتلك العملية ليس بالسهولة المُتخيلة فالمريض يفقد القدرة على الحركة بشكل تام سوى بالمُساعدات التنفسية».



وبالنسبة لحالة الفنانة دلال عبدالعزيز أكد استشاري الصدر بأنها تنطوي على مُخاطرة كبيرة وينصح بعدم إجرائها.

وناشد استشاري الصدر المواطنين باتخاذ التدابير اللازمة وعدم الانخداع بالأمان الزائف لانخفاض مُنحنى الإصابات بكورونا، واتخاذ كافة التدابير الاحترازية اللازمة لمنع الإصابة بالفيروس الخطير أحد أهم أسباب إصابة الرئة في الوقت الحالي مع اتباع نظام غذائي سليم والبُعد عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين وظائف الرئة.

شروط الجراحة زراعة الرئة



يؤكد الدكتور أحمد الوكيل استشاري جراحة القلب والصدر إن زراعة الرئة تخضع لعدة شروط أهمها ألا يزيد عمر المريض على 65 عاماً وألا يكون مُصاباً بأي إصابات أخرى في الكبد أو الكلى أو القلب أو أية أمراض سرطانية.

ويُضيف الوكيل في حديثه مع الرؤية «من المُهم أيضاً التأكد من عدم إصابة المريض بعدوى فيروسية كـ"كورونا" وتشخيص الحالة من جانب الأطباء المُعالجين».

ومن الخطورة عقب إجراء تلك الجراحة بحسب الوكيل أن تكون المضاعفات المُقترنة بزرع الرئة خطيرة وأحياناً مميتة، ومنها رفض الجسم للرئة إذا تم زراعتها بشكل كامل بنقل رئة كاملة من مُتوفى أو فص من رئة أحد الأقارب.

ويستطرد «في بعض الحالات حتى وإن توافرت أوجه التطابق بين المريض والمُتبرع فإن الجهاز المناعي قد يقوم بُمهاجمة الرئة أو الرئتين الجديدتين ورفضهما، ولذا يتناول المريض أدوية تُثبط المناعة مدى الحياة، وهو ما يؤدي لمُضاعفات صحية أخرى كمشكلات المعدة وزيادة الوزن وهشاشة العظام وتلف الكلى وغيرها».

ويلفت استشاري جراحة الصدر والقلب إلى أن عمليات زراعة الرئة غير موجودة في مصر إذ لا يوجد قانون يُنظم عمليات نقل الرئة من متوفى لمريض حي، وحتى النقل الجزئي لم يثبت نجاحاً كبيراً حتى الآن.

قانون حبيس الأدراج



ينصح الدكتور عبدالحميد أباظة، رئيس اللجنة العليا لزراعة الأعضاء في مصر، أسرة الفنانة دلال عبدالعزيز باللجوء لإجراء جراحة زرع الرئة خارج مصر نظراً لأن هذا النوع من العمليات غير موجود في مصر بسبب التقاعس عن تمرير قانون زراعة الأعضاء.

وأضاف رئيس اللجنة العليا لزراعة الأعضاء في حديثه مع الرؤية «عند الحديث عن زراعة الأعضاء فإننا نتحدث عن زراعات الكلى والكبد أساساً، وهي زراعات تتم من أحياء لأحياء ومنتشرة بشكل كبير في مصر وتتم بنجاح كبير، ولم يتم حتي الآن الدخول في زراعة أعضاء من المتوفى حديثاً، فقانون زراعة الأعضاء الذي تم وضعه بمعرفة اللجنة الفنية العليا لزراعة الأعضاء في مصر ما زال حبيس الأدراج رغم حاجتنا لتفعيله، في ظل الحالة الماسة لعمليات زراعة الرئة أو الأمعاء أو البنكرياس».

ويوضح أباظة «أعتقد أن الأمر لا يتعلق بثقافة الناس حول التبرع بعد الوفاة فمن خلال متابعاتي فهناك نسبة كبيرة من المصريين يؤمنون بالتبرع عقب الوفاة ويوافقون على ذلك، المُشكلة في تفعيل القانون وهو جاهز يبقى فقط تمريره ويحتاج لتدخل سياسي عاجل، وهناك عدد من المُستشفيات المصرية القادرة على القيام بعمليات زراعة الرئة بنسبة 100%، لذا وإن كان إجراء جراحة زرع رئة للفنانة دلال عبدالعزيز فالخيار الوحيد لأسرتها هو السفر للخارج حفاظاً على حياتها».