السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

دراسة تحذر الشباب: أمراض القلب والأوعية الدموية ليست حكراً على الكبار

دراسة تحذر الشباب: أمراض القلب والأوعية الدموية ليست حكراً على الكبار

كشفت إحصائية لمستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» أن المرضى الذين دخلوا المستشفى خلال السنوات الثلاث الماضية إثر تعرضهم لنوبة قلبية خطيرة نصفهم تقريباً تحت سن الـ50 وواحد من كل 10 منهم كان تحت سن الـ40.

وحذر اختصاصيون في المستشفى من أن عدداً كبيراً من الشباب لا يأخذون على محمل الجد الاحتمالية عالية الخطورة لتعرضهم لأمراض القلب ما ينذر بارتفاع خطير في معدل الإصابة بأحد أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية بين البالغين من فئة الشباب مثل النوبات القلبية وغيرها.

وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية سبباً رئيسياً للوفيات في جميع أنحاء العالم.

ويرجع ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب إلى عوامل خطر متعددة بما في ذلك السمنة في منطقة البطن والسكري والتدخين وارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول المرتفعة وهي عوامل تنتشر بشكل متزايد لدى البالغين الأصغر سناً على مستوى الدولة.





وبمناسبة اليوم العالمي للقلب الذي يصادف يوم 29 سبتمبر من كل عام أطلق مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» حملة جديدة لتثقيف أفراد المجتمع حول أهمية المحافظة على صحة القلب والتي حملت عنوان: «معاً من أجل صحة قلبك» حيث تستهدف الحملة زيادة الوعي حول ظاهرة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية - المتصاعدة - في دولة الإمارات بما في ذلك عوامل الخطر وعلامات التحذير التي لا ينبغي تجاهلها.

كما تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على أهمية إجراء الفحوصات الدورية بشكل منتظم ومبكر لقياس المؤشرات الصحية الرئيسية، مثل ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم، فضلاً عن تزويد الأفراد بالأدوات والموارد التي يحتاجونها من خلال الصفحة المخصصة على الموقع الإلكتروني الخاص بالمستشفى والبوابة الصحية ووسائل التواصل الاجتماعي لتشجيعهم على إجراء تغييرات إيجابية في أنماط حياتهم من شأنها مساعدتهم على الوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وأوضح الاختصاصي في معهد أمراض القلب والأوعية الدموية في المستشفى الدكتور فراس بدر الطبيب في شرحه لبعض أسباب هذا الارتفاع المقلق أن العديد من المرضى الشباب لا يدركون عوامل الخطر لديهم لأنهم يمتنعون عن زيارة الطبيب من أجل تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب وذلك حتى ظهور أعراض أكثر خطورة أو تعرضهم لنوبة قلبية لافتاً إلى أن أكثر من 95% من المرضى الذين زاروا المستشفى خلال السنوات الثلاث الأخيرة إثر تعرضهم لنوبة قلبية خطيرة كان لديهم عامل خطر واحد على الأقل.

وأضاف بدر: "إنه لأمر محبط للغاية رؤية عدد كبير من الشباب يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة هذه كما أن حجم الضرر الذي يلحق بالشرايين لدى المرضى الذين تراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً، يُعد أمراً لم نعتد على رؤيته سابقاً إلا لدى المرضى الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً.



ويشكل ذلك مؤشراً خطيراً على أن الأفراد من فئة الشباب لا يولون أهمية كبيرة بمعرفة ومراقبة المؤشرات الصحية المهمة لديهم بما في ذلك مستويات الكوليسترول وسكر الدم وضغط الدم، كما أنهم غير مدركين لمدى تأثير عوامل الخطر هذه على صحة القلب نتيجة اعتقادهم الخاطئ أن هذه الأمراض تقتصر فقط على فئة كبار السن".

وأشار بدر إلى العديد من المفاهيم الخاطئة الأخرى عندما يتعلق الأمر بصحة القلب حيث يعتقد بعض الناس أنّ تمتعهم بمستوى جيد من اللياقة البدنية أو كان لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي يجعلهم محصنين ضد أمراض القلب ولكن في الواقع يمكن أن يتمتع الشخص بوزن مثالي إلا أن لديه نسبة عالية من الكوليسترول لأنه قد يدخن - وهي مشكلة شائعة بين الشباب في الدولة - أو قد يكون الشخص يعاني من نسبة دهون عالية في منطقة البطن نتيجة اتباعه نظام غذائي مليء بالأطعمة المصنعة وكل ذلك يمكن أن يؤثر على صحة القلب إضافة إلى ذلك غالباً ما يتجاهل بعض الأشخاص الدور الذي يلعبه التاريخ المرضي العائلي في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

ونوّه إلى أن السبيل الوحيد لتغيير المسار التصاعدي لمعدل الإصابات بهذا المرض بين فئة الشباب تكمن في زيادة وعيهم حول الفوائد التي يمكن أن يجنوها من خلال اتخاذهم خيارات ذكية بدءاً من اليوم ليتمتعوا بحياة أطول وأكثر صحة.

وقال «يمكن للأفراد المحافظة على صحة قلوبهم والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومنع تطورها من خلال إجراء فحوصات منتظمة بدايةً من سن الـ20 عاماً أو قبل ذلك إذا كان لديهم تاريخ مرضي عائلي للإصابة بأمراض القلب والحرص على ممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي صحي إلى جانب الالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة لهم للأعراض والحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب».