الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ما هي أهمية مستويات الأجسام المضادة في ظل استخدام أنواع مختلفة من اللقاحات؟

ما هي أهمية مستويات الأجسام المضادة في ظل استخدام أنواع مختلفة من اللقاحات؟

لقد بدت نتائج التجارب السريرية الكبيرة التي أجريت قبل 10 أشهر، جيدة للغاية لدرجة يصعب تصديقها، حيث تمكن 2 من لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (إم. آر. إن. إيه)، من تقليل أعداد الحالات التي تعاني من أعراض الإصابة بمرض «كوفيد-19»، بنسبة 90% بين كل مجموعة حصلت عليها تقريباً.

وذكرت وكالة «بلومبيرغ» في تقرير لها أعده الصحفيان جيسون جيل وروبرت لانجريت، أنه ثمة اختلافات طفيفة بين لقاحات «فايزر/بيونتك» و«مودرنا»، صارت تظهر حالياً بين مجموعات المرضى مع مرور الوقت.

وكشفت إحدى الدراسات الأمريكية الصغيرة انخفاض مستويات الأجسام المضادة مع استخدام اللقاح الخاص بشركة «فايزر»، ولا سيما ضمن مجموعة الأشخاص من الأكبر سناً. وتوصلت دراسة أكبر أجريت في بلجيكا إلى أن جرعة لقاح «مودرنا» قد تولد أجساماً مضادة أكثر من تلك التي تنتجها شركة «فايزر»، ولكن ما زال من غير الواضح ما يعنيه كل ذلك في العالم الحقيقي.



وبينما يتم حاليا إعطاء المليارات من جرعات اللقاح في أنحاء العالم، مازال الباحثون يعملون على فهم الفروق الدقيقة المتعلقة بالفترة التي تستمر خلالها الحماية التي يوفرها اللقاح، وكيف تختلف من شخص لآخر.

ويعد الحصول على إجابات لتلك الأسئلة خطوة ضرورية لتحديد من قد يحتاج إلى جرعة معززة، ولا سيما بين كبار السن والأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة. ومن ناحية أخرى، أدت سلالة «دلتا» الأكثر عدوى، والتي تزامن انتشارها مع انخفاض طفيف في فعالية اللقاح، إلى زيادة المخاطر، ودفع الحكومات إلى البدء في طرح جرعة ثالثة من اللقاح.

ومن المقرر أن تستمع إدارة الغذاء والدواء في 17 من سبتمبر الجاري، إلى حجج عامة بشأن ما إذا كان يجب المضي قدماً في استخدام اللقاحات المعززة من لقاح شركة «فايزر» أم لا، بحسب وكالة «بلومبيرغ» للأنباء.

وانصب الكثير من التركيز على مستويات الأجسام المضادة، التي تعمل كواحدة من دفاعات الخط الأمامي لجهاز المناعة. ومن بين النظريات المتعلقة بلقاح شركة «مودرنا»، هو أنه ينتج المزيد من تلك الأجسام المضادة لأنه يستخدم جرعة أكبر، ويتم إعطاء الجرعتين على مدار فترة أسبوع أطول من اللقاح الخاص بشركة «فايزر».

ولكن الأجسام المضادة هي مجرد مكون واحد من عناصر المناعة، وليس من الواضح ما إذا كانت هي العنصر الأهم، ولا سيما على المدى الطويل.

ويتساءل بول بيرتون، كبير المسؤولين الطبيين في شركة «مودرنا»، قائلاً: «هل نعرف مستوى للأجسام المضادة يحمي من مرض كوفيد؟» ويقول: «الإجابة ببساطة هي أننا ما زلنا لا نعرف». ومع ذلك، تُظهر بيانات التجارب الخاصة بشركة «مودرنا» أن الحصول على الجرعة الثالثة بعد 6 أشهر من الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح، يرفع مستويات الأجسام المضادة «إلى درجة مطمئنة» فوق المستويات التي شوهدت أثناء التجارب الأولية للمرحلة الثالثة.

وبالإضافة إلى الأجسام المضادة التي تستمر لفترة أقصر، فإن اللقاحات المضادة لمرض «كوفيد» تؤدي أيضاً إلى تنشيط ذاكرة طويلة المدى في الجهاز المناعي. وتقول «بلومبيرغ»: يبدو أن هذه الذاكرة تزداد وتصير أفضل في صنع أجسام مضادة تقاوم السلالات المتحورة مع مرور الوقت.



ويشار إلى أن تلك الحماية طويلة المدى، والتي تتضمن ما يعرف باسم خلايا «تي» وخلايا الذاكرة «بي»، يصعب قياسها في المختبر بالمقارنة مع قياس الأجسام المضادة. ولكن يُعتقد أنها تقوم بدور مهم في الوقاية من الإصابة بأعراض شديدة وضرورة نقل الحالة المصابة إلى المستشفى.

وقد أجريت دراسة أمريكية صغيرة شملت مجموعة من المرضى والعاملين في دار لرعاية المسنين ممن حصلوا على جرعتين من لقاح «فايزر»، وتوصلت إلى أن مستويات الأجسام المضادة تضاءلت لدى المجموعتين بمرور الوقت، إلا أن المشاركين في الدراسة، وعددهم 120 شخصاً ومتوسط أعمارهم 76 عاماً، بدؤوا بمستوى أقل بكثير من الأجسام المضادة مقارنة بالمستوى الذي بدأ به العاملون الأصغر سناً.



وبعد أسبوعين من حصولهم على الجرعة الثانية، تراجع مستوى الأجسام المضادة المعادلة إلى أقل من مستوى الكشف لدى 16% من سكان دور رعاية المسنين الذين لم يصابوا بمرض «كوفيد» قبل أن يحصلوا على اللقاح.

وبعد مرور 6 أشهر من التطعيم، كانت المستويات منخفضة جداً لدى 70 منهم. وعلى عكس ذلك، وجد البحث أن 16% فقط من أصل 64 من العاملين على تقديم الرعاية الأصغر سناً، لديهم مثل هذه الأجسام المضادة الضئيلة خلال 6 أشهر.

وقال كانادي إنه «من المؤكد أن الحماية ستنخفض بنسبة معقولة في ظل هذه المستويات من خسارة الأجسام المضادة». لكن من غير المحتمل أن تؤدي هذه الخسارة إلى انعدام الحماية، بحسب «بلومبيرغ».