الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ميسي وبيل غيتس أشهر المُصابين بها.. كل ما تريد معرفته عن «أسبرجر» مُتلازمة العباقرة

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مؤخراً بالحديث عن حالة اليافع بيبرس ممدوح (15 عاماً) الذي لا يُجيد التحدث سوى باللغة الإنجليزية دون سعي من عائلته لذلك، وهو ما أعاد للأذهان شخصية أمجد في مسلسل «حكاية بنت اسمها ذات» لـ«نيللي كريم» والذي كان يُعاني من صعوبة في التعلُم بسبب عدم قدرته على نطق اللغة العربية فهو يتحدث الإنجليزية فقط.

وإن كان المُسلسل قد انتهى دون شرح لحالة أمجد، إلا أن الأمر اختلف مع بيبرس، حيث تقول والدته إنها بعد زيارة أكثر من طبيب عرفت أن ابنها مصاب بمُتلازمة «أسبرجر» وهي سمة من سمات التوحد التي تجعل الطفل انطوائياً رغم أنه يتمتع بنسبة عالية من الذكاء مقارنة بالأطفال ممن في عمره.

عن المتلازمة



يُعرِّف طبيب التخاطب بمعهد السمع والكلام سابقاً واستشاري التخاطب الدكتور أحمد الصباغ في حديثه مع «الرؤية» «مُتلازمة أسبرجر» أو اضطراب التواصل الاجتماعي، بأنه أحد الاضطرابات الحديثة والتي لم يستوفِ العلم أسبابها أو التوصل لطرق تشخيصيها أو برامج مُمنهجة لتأهيل المُصابين أو طرق علاج لها.



ويشرح «تتمثل مُشكلات مرضى اضطراب التواصل الاجتماعي في عدم القدرة على استخدام الكلمات في موضعها الصحيح وأحياناً عدم القدرة على تمييز معناها، أو عدم القدرة على تنويع معاني الكلمات أو الكلمات التي تحمل أكثر من معنى، إضافة لمشكلات أيضاً في التعبير عن مشاعره واستخدام الألفاظ ونبرة صوت مختلفة وتنويعها بحسب ما يقتضيه الموقف».

وتابع: مريض متلازمة «أسبرجر» مثلاً يستخدم طريقة كلام واحدة لا يُغيرها بحسب الموقف فلا يفرق بين طريقة الكلام أو نوع الملابس في النادي أو مكان العمل، ولكي يحكي قصة أو موقف يواجه مُشكلة فلا يستطيع حكي موضوع كامل بتفاصيله بل الدخول من موضوع لآخر دون أي رابط بينهما.



ويستطرد «تبدأ أعراض تلك المُتلازمة في سن مُبكرة وهناك صعوبة في التشخيص لتشابه أعراضها مع التوحد، وتبدأ الأعراض بتأخر الكلام ولذا لا بد من مُساعدة الطفل على تطوير الكلام خصوصاً بالنسبة للضمائر مثل (هو وهي وهم وأنتم وخلافه)، ومن ثم يأتي التشخيص لأن تطور الكلام يُمكن من تحديد حالته سواء توحد أو (أسبرجر)».

ويُشدد الصباغ على أن استخدام الطفل للغة واحدة دون أخرى لا يرتبط بمتلازمة «أسبرجر» لكنه يرتبط أساساً بشخصية الطفل، فمثلاً في مجتمع يتحدث اللغة العربية قد تجد طفلاً يميل لاستخدام الألمانية أو الفرنسية بصرف النظر عن كونه مُصاباً باضطراب أو لا.



وأضاف: أما بالنسبة للمُصابين باضطرابات فقد يميل الطفل المُصاب بـ«أسبرجر» مثلاً لاستخدام اللغة العربية الفصحى أو الإنجليزية ويرفض التعامل بأي لغة أخرى وهو أمر نابع من داخله وليس له علاقة بالمتلازمة في حد ذاتها إذ يرفض التحدث باللغة النمطية المُتداولة.





ويلفت «حتى الآن لا يوجد اختبار مُمنهج لاكتشاف تلك المتلازمة لكن البدء في العلاج مع الطفل المُصاب باضطراب التواصل الاجتماعي مُبكراً عن طريق المراكز المُتخصصة يُساهم في توفير العلاج السلوكي المعرفي الذي يهدف إلى تغيير طريقة تفكيره وتدريبه على كيفية التعامل الأمثل مع مشاعره، ونفرقه عن التوحد باستبعاد أعراضه

متلازمة المشاهير



يُصاب بهذه المتلازمة نحو 1.3 طفل بين كل ألف طفل ونحو 20% منهم يمكنهم التعافي بشكل كامل في مرحلة البلوغ وإن كانوا قد يُصابون بالقلق والاكتئاب، بحسب استشاري الطب النفسي الدكتور وليد هندي.

ويتابع هندي في حديثه مع «الرؤية» عن متلازمة «أسبرجر»: «يتميز أصحابها بالذكاء الحاد والتفرد في نشاطات رياضية مختلفة، وهناك مشاهير كُثر أُصيبوا بتلك المُتلازمة منهم ميسي وبيتهوفن ونيوتن وإيلون ماسك وبيل غيتس وموزارت وغيرهم».



ويضيف «يُظهر أصحابها مهارة في مجال واحد ولا يستخدمون في الغالب اللغة النمطية ولذا فمعظم المشاهير المُصابين بها قد تجدهم مخترعين أو فيزيائيين وعلماء عباقرة في تخصصات مُختلفة».

ويشرح هندي «تجد أن المُصابين بها يكونون مُتميزين في الأداء الفردي وليس الجماعي، فمثلاً تجد ميسي لاعب الكرة الأشهر يحقق نجاحات في لعبة كرة القدم والأكثر تميزاً في الفريق، كما يتميز أصحابها بالصمت الانتقائي بمعنى اختيار شخص واحد للحديث معه وفي تلك الحالة يكون لديه إسهاب في الحديث مع هذا الشخص دون غيره، فلديه صعوبات في تكوين صداقات جديدة بسبب فشله في التواصل اللفظي».



ويختم «من أبرز مشاهير كرة القدم حالياً مهارة وتفوقاً ليونيل ميسي حيث عانى من تلك المُتلازمة في طفولته واليوم هو واحد من أساطير كرة القدم بسبب موهبته غير الاعتيادية، أما الممثل العالمي أنتوني هوبكنز فقد أعلن أنه عانى من تلك المُتلازمة طوال حياته لكنه لم يكتشف إصابته بها سوى في سن الـ70».