الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

دراسة: مضار الجلوس الطويل تشبه التدخين

دراسة: مضار الجلوس الطويل تشبه التدخين

كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الحصول على مزيد من وقت الفراغ لا يجعل الناس أكثر سعادة بالضرورة، وأن زيادة أوقات الفراغ تجلب التعاسة لنا، كما وصفت دراسة أخرى الجلوس لمدة طويلة بأنه «التدخين الجديد» من حيث ضرره على الصحة.

وأوضحت صحيفة ديلي ميل أن الدراسة التي أجرتها جامعة بنسلفانيا الأمريكية استندت نتائجها على استبيان ملأه أكثر من 21000 أمريكي. طُلب منهم تقديم وصف مفصل لما فعلوه خلال النهار وتسجيل إحساسهم بالرفاهية، ومدى شعورهم بالرضا حيال حياتهم.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم القليل من وقت الفراغ كانوا أقل سعادة، وكلما زاد وقت الفراغ، زاد الشعور بالرفاهية.





لكن هذا استقر بمجرد حصول الناس على حوالي ساعتين من وقت الفراغ يومياً (الوقت الذي يمكن أن يقضوه بالطريقة التي يريدونها، دون عمل أو أعمال منزلية)، وبدأ في التراجع إذا كان لديهم أكثر من 5 ساعات فراغ.

التفسير ببساطة أنه من المنطقي أن انشغال المرء يمنحه إحساساً بوجود هدف ومعنى في حياته، كما أنه يساعد في الحفاظ على أدمغتنا في حالة جيدة.

وتتوافق تلك النتيجة مع العديد من الدراسات الأخرى، بما في ذلك دراسة أجرتها جامعة تكساس قبل بضع سنوات، طلب فيها الباحثون من متطوعين في منتصف العمر وكبار السن إجراء اختبارات الدماغ وملء استبيان "الانشغال".

ووجدت الدراسة أن الناس يميلون إلى أن يصبحوا أقل انشغالاً مع تقدمهم في السن، وأن النساء من جميع الأعمار يبدون أكثر انشغالاً من الرجال.

واكتشف أيضاً أن الأشخاص المشغولين من جميع الأعمار في الدراسة لديهم ذكريات عمل أفضل (القدرة على الاحتفاظ بأكثر من شيء في ذهنك في نفس الوقت)؛ وذكريات عرضية أفضل (القدرة على تذكر الأحداث الماضية)؛ وسرعة معالجة أكبر، أي أن أدمغتهم تعمل بشكل أسرع.



يعزو الباحثون ذلك إلى أن الأشخاص الذين لديهم أنماط حياة مزدحمة يخوضون تجارب جديدة ويلتقون بأشخاص جدد - وكلها تتطلب مهارات عقلية أكبر ما يحفز العقل على التطور والعمل بصورة أفضل.

كما أن الأشخاص المنشغلين غالباً ما يضطرون إلى تعلم أشياء جديدة، ما يؤدي إلى نمو خلايا دماغية جديدة، خاصة في منطقة الدماغ المرتبطة بالذاكرة.

وأظهرت الدراسات أن قضاء وقت فراغك في مواجهة لغة جديدة، أو ممارسة نشاط بدني صعب عقلياً، مثل الرقص، مفيد للدماغ في منتصف العمر.

ويكمن الجانب السلبي للانشغال في أنه يمكن أن يكون مرهقاً، خاصة إذا كان عليك العمل لساعات طويلة أو لم يكن لديك سيطرة على ما تفعله في أوقات فراغك. لأن هذا يعني أيضاً أنك قد لا تخصص وقتاً للقاء الأصدقاء والعائلة.



وهذا سيئ لأن الحفاظ على العلاقات الوثيقة مهم للغاية لصحتنا الجسدية والعقلية.

ووصفت دراسات حديثة الجلوس لفترات طويلة بأنه «التدخين الجديد»، ليس فقط لأنه ضار بالقلب، بل ويزيد أيضاً من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويرتبط أيضاً ببعض أنواع السرطان.

ومن أفضل الطرق لمواجهة آثار الجلوس المطول هو النهوض والتحرك كل 30 دقيقة.