الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كيف تُساهم الرياضة في علاج «الوذمة اللمفاوية» لمُحاربات سرطان الثدي؟

تُعرف «الوذمة اللمفاوية» بأنها تورم يحدث في إحدى الذراعين أو الساقين نتيجة إزالة ورم سرطاني، وفي النساء تحدث تلك الوذمة عقب إزالة أورام سرطان الثدي بسبب إزالة أو تلف العُقد اللمفاوية كجزء من العلاج، ويحدث التورم بسبب انسداد الجهاز اللمفاوي، والذي يعد جزءاً من جهاز المناعة المهم في جسم الإنسان، وما يحدث هو منع السائل اللمفاوي من التصريف بشكل جيد؛ ما يؤدي لتراكم السوائل داخل الأنسجة الرخوة بالذراع عقب إزالة أورام الثدي، وهو ما يؤدي لعدم انسياب السائل اللمفاوي داخل الأنسجة اللمفاوية وبالتالي تورمها.

ويٌعرف الجراح العراقي قصي جمعة البهادلي السائل اللمفاوي بأنه سائل يُشبه الدم دون ما يحويه الدم من كرات حمراء، كما يميل للصُفرة، وله دور مُهم في الحفاظ على سلامة الجسم حيث يتم توزيعه على الجسم بواسطة الجهاز اللمفاوي، ويُصبح مسؤولاً عن جمع البكتيريا، والفيروسات والفضلات، عبر العقد اللمفاوية ثم يتم تصريفها خلال الخلايا اللمفاوية وهي المسؤولة عن مُكافحة العدوى التي تعيش بالغدد اللمفاوية ليتخلص منها الجسم في نهاية المطاف.

أسباب وأعراض

وتحدث الوذمة اللمفاوية لأسباب مُتنوعة يُحددها الجراح العراقي إلى سببين رئيسين: أسباب خلقية أي وُلد بها الإنسان، وتظهر آثارها في عمر سنة إلى عمر 35 سنة، أما السبب الآخر؛ فهو حدوثها لأسباب مُكتسبة قد تكون بسبب الإصابة بطفيل ناتج عن البعوض وتكثر الإصابة به في مناطق الهند وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، والسبب الأكثر انتشاراً في منطقتنا العربية لحدوث الوذمة اللمفاوية هو استئصال الغدد اللمفاوية بعد عمليات استئصال للثدي أو العلاج الإشعاعي للأمراض السرطانية.

ومن مُضاعفات الإصابة بالوذمة اللمفاوية بحسب البهادلي:

-الإصابات البكتيرية المُتعددة بسبب قلة مناعة الطرف المُصاب، وزيادة حجمه وتورمه.

- آلام مبرحة ومضار نفسية واجتماعية بسبب فقد جمالية الطرف المُصاب بسبب تضخمه.

- زيادة مخاطر الإصابة السرطانية بالطرف المُصاب.

وتمر مراحل الإصابة بثلاث مراحل هي:

المرحلة «زيرو» وفيها لا يوجد تورم واضح فقط تشعر المُصابة بِثقل في الذراع، وتتشابه معها المرحلة الثانية.

المرحلة الثالثة يُصاحب الورم تضرر الجلد حيث يُصاب بالتصلب والتليف، وتشعر المريضة بآلام شديدة في استخدام الذراع المُصابة.

العلاج

في حين أنه لا يوجد علاج حالي للوذمة اللمفاوية، يمكن إدارتها من خلال التشخيص المبكر، وينقسم العلاج إلى 4 أنواع بحسب الجراح العراقي هي العلاج التثقيفي والعلاج الكيميائي والعلاج الفيزيائي والعلاج الجراحي.

بالنسبة للعلاج التثقيفي فيشمل توعية المريضة وعائلتها بطبيعة المرض، وما هي المحاذير الواجب اتباعها لمنع تعرض الطرف بالعدوى البكتيرية ومنها الاهتمام بنظافة الطرف المُصاب وغسله وتنشيفه بواسطة الهواء الحار وليس مِنشفة.

مع تجنب استخدام وسائل إزالة الشعر التقليدية من الطرف كـ«الشيفنج» مثلاً، وفحص مناطق طيات الجلد خاصة مناطق بين الأصابع لأنها أكثر الأماكن عُرضة للإصابة البكتيرية.

أما العلاج الكيميائي فيشرحه المناهلي على أنه العلاج بعقاقير طبية معروفة هدفها الحفاظ على نضارة الجلد وتقليل تورم الطرف المُصاب وتُستخدم بحسب سبب التورم وحجمه.

أما عن العلاج الفيزيائي؛ فهو أهم مراحل العلاج لمريضة سرطان الثدي، وأكثر أنواع العلاج تحقيقاً لنتيجة ملموسة، ويُقسمه لـ3 أنواع هي تمرينات رياضية، والمساج الطبي ومساند ضاغطة.

بالنسبة للتمارين، فالغاية منها تنشيط العضلات الموجودة في الطرف والمُساعدة في انسياب السائل اللمفاوي وعدم تجمعه في الطرف المُصاب.

أما المساج الطبي فتُجريه المريضة بنفسها لمنع تجمع السائل اللمفاوي.

أما عن التدخل الجراحي فلا ينصح به المناهلي لأن نتائجه غير مُشجعة.

نصائح ومحاذير

ينصح الطبيب العراقي كل امرأة بالكشف المُبكر عن سرطان الثدي، لما له من أهمية كبرى في العلاج المُبكر إن وجدت بوادر سرطانية، لأن الكشف المُبكر له أهمية بالغة أيضاً في تقليل نسبة الإصابة بالوذمة اللمفاوية، فإنه كلما كان اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي مُبكراً؛ كان التدخل بإزالة الغدد اللمفاوية أقل.

ويُتابع البهادلي في حديثه مع «الرؤية» على كل مريضة ضرورة إجراء التمارين الرياضية للأطراف العليا بعد إجراء جراحة استئصال الثدي أو الورم؛ لأنه كلما التزمت المريضة بممارسة الرياضة؛ خففت من أعراض تورم الذراع المُصابة وتقليل مخاطر الوذمة اللمفاوية أيضاً.

وينصح البهادلي كل مريضة بضرورة تثقيف نفسها حول العناية بجسدها عقب الإصابة بسرطان الثدي وكيفية التعامل عقب استئصال الورم، خصوصاً فيما يخص الذراع المُصابة بعدم استخدامها لقياس الضغط، أو ارتداء ملابس ضيقة، أو استخدام «القصافات» للأظافر، أو وضع الكانولا وسحب عينات الدم، وكلها أمور بدهية يجب الحذر الشديد منها.