رغم أن دراسات كثيرة أثبتت أن المخ البشري يخزن المعلومات الدلالية، وينظمها في مناطق وشبكات مختلفة، حيث ركزت دراسات سابقة في مجال علم الأعصاب على فحص بعض هذه الشبكات بعمق كبير، إلا أنه لا تزال العلاقة والتفاعلات بينها غير واضحة بالكامل.
وأجرى الباحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي دراسة مؤخراً بشأن العلاقة بين التمثيلات الدلالية المرئية واللغوية في المخ.
وتشير نتائج الدراسة التي أوردها الموقع الإلكتروني مديكال إكسبريس، إلى أن المعلومات الدلالية المرئية واللغوية يتم تنظيمها على هيئة خريطة موحدة في المخ، ويلتقي الاثنان على طول حدود القشرة البصرية.
وقال جاك إل. جالانت، وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، لمديكال تكسبريس: "أحد الأنظمة الفرعية المهمة داخل المخ البشري هي شبكة دلالية لا نمطية تمثل محتويات الذاكرة العاملة الحالية، والانتباه".
وأضاف: "تعمل الشبكة الدلالية كوصلة بين تدفق المعلومات من أنظمة إدراكية ومعلومات مخزنة في الذاكرة طويلة الأمد. وكان الهدف من دراستنا هو تحقيق فهم أفضل للطريقة التي تدخل بها المعلومات الإدراكية الشبكة الدلالية اللانمطية".
وقال جالانت: "تعتمد وظائف معرفية كثير - مثل القراءة والاستجابة لأحداث غير متوقعة ومراقبة الأداء والتخطيط للمستقبل وتقييم الأدلة واتخاذ القرارات، إلى آخره- على الشبكة الدلالية".
وأضاف: "قد تتضمن الكثير من الأوضاع العصبية التي تؤثر على الوظيفة المعرفية أو التعلم، الشبكة الدلالية. ومن شأن فهم أفضل للتنظيم التشريح والوظيفي لهذه الشبكة أن يوفر معلومات مهمة لتحسين الوظيفة المعرفية لدى الأشخاص الأصحاء، والتعامل مع المشكلات الخاصة بالوظيفة المعرفية".
وبشكل عام، تشير النتائج التي جمعها فريق الباحثين إلى أن الشبكات المعرفية المرئية واللغوية في المخ متصلة، وأنها تشكل خريطة موحدة. ويمكن أن تمهد هذه الملاحظة الطريق في المستقبل أمام بحث جديد يهدف إلى فهم أفضل للصلة بين شبكات المخ الدلالية المختلفة".