الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الحبسة الكلامية.. مرض بروس ويلز.. أسبابها وطرق العلاج

أعلنت ديمي مور الزوجة السابقة للفنان العالمي بروس ويليس أنه قد اضطر لاعتزال التمثيل، بسبب إصابته بمرض الحبسة الكلامية.

ربما يكون مُصطلح الحبسة الكلامية جديداً على مسامع البعض، لذا اتجهنا بالسؤال للدكتورة آلاء زغلول استشاري التخاطب وعلاج النطق، والتي عرفت مرض الحبسة الكلامية بأنه اضطراب ينتج عن تلف الأجزاء المسؤولة عن اللغة في الدماغ، والموجودة في الجانب الأيسر من المخ، وهو الأمر الذي يجعل الشخص المُصاب غير قادر على فهم الكلام أو التعبير عنه، بخلاف أنه يواجه مُشكلة في القراءة والكتابة والتحدث مع الآخرين.

ما هي الحبسة الكلامية؟

وتوضح زغلول في تعريفها للحبسة الكلامية، بأنها الاسم الشامل لمجموعة أعطاب الكلام الناتجة عن خلل في التحكم العصبي لآلية الكلام وذلك بسبب إصابة في الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي تؤدي إلى خلل في العمليات الأساسية المسؤولة عن الكلام.

وبحسب استشاري علاج النطق فإن العمليات الأساسية المسؤولة عن الكلام هي إصدار الصوت والنطق والتنفس والرنين والإطار اللحني للكلام".

أسباب الحبسة الكلامية

وعن أسباب الحبسة الكلامية فتوضح زغلول أنها تحدث نتيجة إصابة العصبون المحرك الأعلى، ما يعني إصابة للقشرة المخية قد تكون على جانب واحد أو على الجانبين.

وتحدث إصابة القشرة المُخية بسبب حدوث نزيف ناتج عن ارتفاع ضغط الدم أو حدوث جلطة لارتفاع نسبة الكوليستيرول بالدم أو ضيق بالشرايين المخية تؤدي إلى جلطة أو التهاب سحائي.

أو تأثر القشرة المُخية بعد إصابتها بفيروس قد يؤدي إلى ورم، وهذه الإصابة تؤدي إلى حبسة كلامية تشنجية.

وتلفت زغلول إلى أن هناك سبباً آخر للإصابة بالحبسة الكلامية، قد يكون ناتجاً عن إصابة العصبون المُحرك الأسفل وسببها شلل الأطفال أو التهاب الأعصاب المتعدد أو إعطاب في ساق المخ ويسبب هذا النوع الحبسة الكلامية الرخوة.

وتتابع زغلول: «إصابة المخيخ يؤدي لنوع آخر من الحبسة الكلامية وهو الحبسة الكلامية الترنحية، والمخيخ في جسم الإنسان هو المسؤول عن الاتزان في الحركة الإرادية، وإصابته قد تكون بسبب التهابات أو أسباب وراثية أو أورام أو جلطة أو نزيف، إضافة لإصابة الجهاز العصبي الذي يؤدي لنوعين من الحبسة الكلامية هما الحبسة الكلامية الهبط حركية والحبسة الكلامية الفرط حركية».

وتُصيب الحبسة الكلامية الإنسان بشكل مُفاجئ في أي عمر، وتٌعتبر السكتة الدماغية السبب الأكثر شيوعاً في الإصابات، إذ تؤدي لانقطاع تدفق الدم المُحمل بالأكسجين إلى الجزء المسؤول عن اللغة في المخ، ويصاب بالحبسة الكلامية ما بين 25% و40% من الناجين من السكتات الدماغية، ويُعتبر كبار السن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

أعراض الحبسة الكلامية


ومن أعراض الإصابة بالحبسة الكلامية تحدث المريض بجمل قصيرة أو غير كاملة، أو التحدث بجمل ليس لها معنى، أو التحدث بكلمات لا يمكن تمييزها، وصعوبة فهم مُحادثات الآخرين مع صعوبة الكتابة والتعرف على الأرقام واستخدامها.

وبخلاف البرامج العلاجية التي تعتمد بالأساس على تناول عقاقير علاج الناقلات العصبية، فهناك أمور أخرى.

علاج الحبسة الكلامية

وتُشير زغلول إلى أن البرنامج العلاجي التعويضي يكون بديلاً عن تناول العقاقير ويشمل:

- مُحاولة جعل مراكز عصبية أخرى تحمل وظيفة المركز المصاب أو مساعدة المراكز المصابة على استعادة بعض وظائفها

-التدريب المُستمر على الكلام، والتغذية المُرتدة بمعنى تسجيل الصوت وإعادة الاستماع له مع إيضاح جوانب القصور في الكلمات.

وتُوضح: «من الوسائل العلاجية الأخرى أيضاً تدريب عضلات النطق للعمل ببطء وكفاءة ثم الإسراع بالتدريج، مع تقسيم الكلمات إلى مقاطع، والتدريب على التنفس السليم لإخراج الصوت من مكانه الصحيح، والتدريب كذلك على إخراج الصوت مع هواء الزفير وليس الشهيق».

وتتابع: «زيادة الضغط على السواكن وخاصة نهاية الكلام ويتدرج تقديم الأصوات كالتالي: التغني بالصوت منفرداً م م م م وإضافة حركات مختلفة للصوت لعمل مقاطع مضاعفة مثل ما ما -مي مي- مو مو، مع إضافة الصوت نفسه في نهاية كل مقطع مام، ميم، موم».

ومن وسائل العلاج التدريبي أيضاً: «تصحيح الرنين الأنفي عن طريق التغذية المُرتدة بتسجيل الصوت ثم إعادة سماعه مرة أخرى، مع ضبط إيقاع مواقع الكلمات في موعدها وتفادي التطويل غير السليم، والتدريب المستمر على ذلك».