الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كافيه ديانا.. يخلد ذكرى أميرة القلوب

عند ذهابك إلى عاصمة الضباب لندن، لا بد من أن تأخذ جولة سيراً على الأقدام بالقرب من قصر كينزينغتون، سيلفت نظرك مقهى صغير يقبع قبالة أحد مداخل القصر، فهذا المقهى الحميمي يخلد ذكرى أميرة القلوب الراحلة ديانا سبينسر التي لا تزال محل اهتمام وحديث الناس حتى اليوم، وبعد مرور 22 عاماً على وفاتها، لكن ما القصة وراء هذا المقهى. وكيف أُطلق عليه هذا الاسم ولماذا؟





من الكباب العراقي إلى أشهر معلم سياحي في لندن!





لم يكن يتخيل المواطن العراقي عبد الباسط داوود المقيم في لندن منذ سنين طويلة أن يتحول مطعمه البسيط إلى أشهر معلم سياحي في لندن، حيث ابتسم الحظ له عندما كان يشاهد الأميرة ديانا خلال إيصالها لولديها هاري وويليام إلى المدرسة يومياً، بحكم وقوع المقهى قبالة مدخل قصر كينغيستون في حي "نوتينغ هيل جايت،" عبدول كما يحب أن يطلق عليه أصدقاؤه ينحدر من إحدى العائلات العراقية المعروفة بأشهر مطعم في حي المنصور في بغداد، وهو "كباب نينوى"، ولدى قدومه إلى لندن في عام 1977 قرر أن يفتتح فرعاً آخر للمطعم، ونظراً لظروفه المادية آنذاك، والتي لم تسمح له بافتتاح المطعم، قرر العمل في مجال العقارات لفترة، ليقوم فيما بعد بافتتاح "مقهى ديانا" ودفعه حبه وعشقه لأميرة القلوب، وأعمالها الإنسانية في مختلف أنحاء العالم لإطلاق اسمها على المقهى الصغير.



اللقاء الأول

يوم 6 يناير من عام 1989 وبعد عودة الأميرة ديانا من إجازة رأس السنة الميلادية، توقفت يومها سيارة أمام المقهى، ليلمح عبدول الأميرة ديانا وهي تشير بيدها لاسم المقهى، ليلمح عبدول ابتسامة دافئة منها ليفهم حينها موافقتها على الاسم.

شكل هذا الأمر مفاجأة بالنسبة لعبد الباسط، لكن المفاجآت لم تتوقف هنا، حيث فاجأت الأميرة ديانا عبد الباسط بزيارة بعدها بعدة أيام، وبعد الترحيب بها، جلست ديانا تتحدث لعبد الباسط عن سبب إطلاقه هذا الاسم، وهل تحمل زوجته نفس اسم ديانا، كما تبادلت الحديث معه حول أنواع الكباب العراقي، وعن بغداد، ورحلت تاركةً خلفها ذكرى لا يمكن نسيانها، وفي اليوم التالي فوجئ عبدول بزيارة الحارس الشخصي لديانا حاملاً معه صورة للأميرة بالأبيض والأسود، مع توقيعها الخاص.

ويشير عبدول إلى أن زيارات ديانا لم تتوقف للمقهى، وأحياناً كانت تصطحب ولديها لتناول الكرواسون، وشرب الكابتشينو أحد مشروباتها المفضلة.

ونظراً لهذه الذكريات الجميلة، تحول المقهى لأشهر معلم سياحي في لندن، حيث يحرص العديد من السياح على زيارته والتقاط الصور التذكارية، مع خلفيات الحائط التي تحمل صوراً مختلفة للأميرة ديانا في مختلف المناسبات.

علاقة عبد الباسط لم تنتهِ عند هذا الحد، فقد كان يحرص أن يرسل لها باقات ورد في أعياد ميلادها، وكانت ترد ديانا بالشكر الخاص له ولطاقم العاملين في المقهى عبر رسائل خلدها في موقع المقهى الإلكتروني، وننشر بعضاً منها.

وعن علاقته مع أولادها، لم يعمل أي منهما على زيارة المقهى بعد وفاة والدتهما، لكن عبد الباسط يحتفل بأي مناسبة تخصهما، كتعليق زينة المواليد الجدد بعد ولادة الطفل الملكي للأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون.