الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التعافي الكامل نهاية 2022.. الرحلات البحرية تتغلب على كورونا

يمثل إبحار السفينة السياحية Celebrity Edge، من الشواطئ الأمريكية بعد أكثر من عام، بسعة ما قبل الوباء «2918» راكباً، خطوة مهمة لصناعة نزفت آلاف الوظائف وملايين الدولارات يومياً أثناء تعليق الرحلات البحرية.

ووفقاً لموقع سي إن إن ترافيل، يأمل خبراء الصناعة في أن تؤدي إجراءات الأمان والسلامة التي يشبهونها بشرائح الجبن السويسري في تعافي القطاع وعودته إلى سابق نشاطه وازدهاره بنهاية العام المقبل.

وهناك الكثير من السفن السياحية التي لا تزال خالية من الفيروسات، تحاول تجاوز الروتين، واستعادة سمعتها والعودة بأمان إلى البحار.

قد تكون «سيليبريتي إيدج» أول رحلة بحرية تغادر من الولايات المتحدة، ولكنها ليست أول سفينة تبدأ في الإبحار في أعقاب الوباء.

جاءت عودة الرحلات البحرية بعد تفشي المرض في أغسطس 2020 عندما غادرت سفينة Grandiosa ميناء جنوة الإيطالي في رحلة في البحر الأبيض المتوسط ​​لمدة 7 أيام مع اتخاذ تدابير شاملة للصحة والسلامة.

وتتواصل الرحلات البحرية الإيطالية منذ ذلك الحين، وتحاول أن تتغلب على الموجات المتقطعة للوباء والتوقف الإيطالي العرضي الذي يفرضه الإغلاق على طول الطريق.

وتقوم شركة MSC Cruises المالكة لها الآن بتشغيل السفن في وجهات أوروبية بما في ذلك إسبانيا وكرواتيا ومالطا.

في المملكة المتحدة، بدأت رحلات «staycation» البحرية في مايو ولكنها كانت مقتصرة على مياه وموانئ المملكة المتحدة، وسوف تحذو حذوها قريباً رحلات إبحار مماثلة في المملكة المتحدة، بما في ذلك رحلات من ديزني وبي أند أو وفيرجين.

في سنغافورة، استأنفت رويال كاريبيان رحلاتها لأول مرة في ديسمبر 2020، وفي الصين، تقوم سفن سياحية عديدة برحلات داخلية.

ويؤكد مارتن جريفز من الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية (CLIA)، لشبكة سي إن إن ترافيل أن 16% من السفن عادت للعمل، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 49% بحلول نهاية سبتمبر 2021.

وبحلول نهاية عام 2022، يتوقع جريفيث أن تعمل كل سفن أعضاء الرابطة مرة أخرى.

بروتوكول السلامة والصحة

طبقت شركات الرحلات البحرية العديد من متطلبات الصحة والسلامة على متنها لتجنب تكرار «ربيع 2020».

وتختلف القيود من بلد إلى آخر اعتماداً على خط الرحلات البحرية، ولكن السفن تعمل بشكل عام بسعة منخفضة تصل إلى 40% في حالة «سيليبريتي إيدج» على سبيل المثال.

ويتم إجراء الاختبارات السريعة أيضاً على متن تلك الرحلات، ومنها إلزامية ارتداء أقنعة الوجه وزيادة المرافق الطبية على متن السفينة، إلى جانب الطاقم و/ أو الركاب بشكل كامل.

بالمقابل، لا يزال الإبحار بعيداً تماماً عن الطاولة في بعض البلدان. وما زالت أستراليا، التي نفذت ضوابط صارمة على الحدود، تواصل فرض حظر على الرحلات البحرية، في حين أن كندا لديها حق الفيتو على تلك الرحلات حتى فبراير 2022.

حتى في المناطق التي استؤنفت فيها الرحلات البحرية، فإن معظم السفن لا تبتعد كثيراً عن ميناء موطنها. ولا توجد رحلات عالمية مدتها 4 أشهر حتى الآن.

وبشكل عام، ما زال السفر الدولي متأثراً بلوائح وقيود السفر الخاصة بكوفيد-19، ولا تختلف عن ذلك الرحلات البحرية.

والإبحار المحلي في الصيف ببريطانيا، على سبيل المثال، هو إلى حد كبير نتيجة للقيود الصارمة التي تفرضها الدولة على السفر إلى الخارج.

لكن حتى الرحلات البحرية المحلية يمكن أن تواجه تعقيدات. ففي رحلة بريطانية أخيرة، مُنع الركاب على متن إحدى السفن من النزول في محطة توقف مقررة في اسكتلندا، بسبب لوائح مكافحة الوباء هناك.

ومع ذلك، يصف جريفز السفن السياحية بأنها «واحدة من أكثر بيئات العطلات المتاحة اليوم أماناً».

ويضيف: «إنه دليل على فاعلية بروتوكولاتنا أن لدينا أكثر من 550 ألف مسافر يبحرون حتى الآن دون أي تفشٍ كبير لكورونا على متن السفن».

حتى الآن، لم تثبت الرحلات البحرية أنها محصنة تماماً ضد الوباء مع ظهور اختبارات إيجابية في بعض الأحيان بين الركاب وأفراد الطاقم، ولكن تم احتواؤها بسرعة.

وحتى عندما تم اكتشاف حالات كورونا على متن السفن في الأشهر الأخيرة، أكدت مصادر الصناعة أنها علامة على أن النظام يعمل.

يقول الدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت، الأمر كله يتعلق بإنشاء طبقات من الأمان مثل «سلسلة من شرائح الجبن السويسري».

«كل واحد لديه حاجز، لكن كل واحد به فجوات صغيرة. لذلك تضع واحداً آخر وآخر بعد ذلك، وآخر بعد ذلك. وإذا قمت بسلسلة كاملة من الأشياء، فإن المخاطر المرتبطة بالنشاط -في الرحلات البحرية- تتضاءل».

ويؤكد الخبير الطبي أن تدابير السلامة المختلفة على متن السفن الآن تشكل «حواجز جيدة».

وبالنسبة له، تعتبر اللقاحات جزءاً مهماً من المعادلة، مطالباً من تمكين تلك السفن من تطعيم جميع الركاب أو ضمان تلقيهم اللقاح.

ويشير شافنر إلى الوضع المعقد في فلوريدا، حيث أدى حظر جواز سفر اللقاح إلى جعل متطلبات التطعيم غامضة بالنسبة لخطوط الرحلات البحرية.

بموجب اللوائح الحالية الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، يمكن لسفينة سياحية أن تغادر ميناءً أمريكياً إذا أبحرت مع طاقم تم تطعيمه بالكامل بنسبة 95%، و95% من الركاب الذين تم تطعيمهم بالكامل.

بالنسبة إلى إبحار إيدج، فإن 5% فقط من الركاب غير مُلقحين، بما يتماشى مع إرشادات مركز السيطرة على الأمراض.

وسيخضع الركاب غير الملقحين الذين تزيد أعمارهم على 16 عاماً لاختبارات إضافية على نفقتهم الخاصة ويجب عليهم ارتداء أقنعة في جميع الأوقات، باستثناء أثناء الأكل أو الشرب. وستكون هناك أيضاً مناطق على متن السفينة لا يمكن الوصول إليها إلا للركاب الملقحين بالكامل.

وفي أماكن أخرى من العالم، تفرض بعض خطوط الرحلات البحرية اللقاحات، والبعض الآخر ليس كذلك، ولا يوجد معيار ثابت لذلك.

ولكن مارتن جريفز من سيليا يرى أن اللقاحات «تعيد الثقة في أن العالم سيتغلب على الوباء».