الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

من جسر الحلاقين إلى مصنع الزجاج.. عناق التاريخ مع الطبيعة في التشيك

على الرغم من أنها إحدى الدول الأصغر في القارة الأوروبية، إلا أن جمهورية التشيك لن تخيب آمال السياح الباحثين عن بعض أفضل الأماكن للزيارة في وسط أوروبا.

وتفخر مدينة براغ بعدد هائل من مناطق الجذب الممتازة، إلا أن هناك عوامل جذب ومتعة كثيرة خارجها من بينها رحلة إلى الريف التشيكي، والمتنزهات الوطنية الرائعة والمحميات ومن بينها الجنة البوهيمية، وهي منطقة ذات جمال طبيعي رائع تتميز بالعديد من التكوينات الصخرية الرائعة والعديد من القلاع القديمة الجميلة.

وهناك منطقة أخرى تستحق الزيارة هي منتزه بوديجي الوطني في مورافيا، المشهور بغاباته الكبيرة غير الملوثة.

وعلى طول الطريق، سوف تتعثر في العديد من القرى والبلدات القديمة، والعديد منها لم يتغير منذ العصور الوسطى وموطن للكنائس القديمة الجميلة والقصور والساحات العامة، وكلها تستحق الزيارة.



قلعة براغ

بالنسبة لمعظم المسافرين، فإن النقطة المحورية لزيارة جمهورية التشيك هي قلعة براغ التي تقع في حي هرادكاني بالمدينة ويعود تاريخها إلى أواخر القرن العاشر، وكانت موطناً للأباطرة الرومان، وهابسبورغ، وملوك البوهيميين.

وعلى مدار تاريخها البالغ 1000 عام، خضعت القلعة -الأكبر في العالم من حيث المساحة- للعديد من التغييرات الدراماتيكية في الطراز المعماري، ويمكن رؤية أدلة على ذلك في العديد من المباني التي شُيدت داخل جدرانها على مر القرون.

وتشمل المعالم البارزة في القلعة كاتدرائية سانت فيتوس الجميلة وكاتدرائية سانت جورج وبرج باودر وجولدن لاين مع ورش العمل التي تعود إلى العصور الوسطى. بالإضافة إلى الحديقة الملكية المجاورة التي تعود للقرن السادس عشر مع النافورة المذهلة.

جسر تشارلز

من المستحيل زيارة براغ دون قضاء الوقت في عبور أهم معبر نهر في المدينة، جسر تشارلز الرائع.

تم بناء هذا المعبر الشهير الممتد على نهر فلتافا في عام 1357 ولديه العديد من النقاط الفريدة المثيرة للاهتمام على طول امتداده البالغ 520 متراً، بما في ذلك العديد من التماثيل الجميلة.

ويحظى الجسر بشعبية كبيرة بين السياح والمصورين بسبب مناظره البديعة، ويفضل التقاط الصور عند الفجر والغروب بعيداً عن الزحام ولالتقاط سحر غروب وشروق الشمس ورحلتها بين السحب.

المدينة القديمة وساحة فاتسلاف

كانت ساحة المدينة القديمة في براغ أول سوق في المدينة، ولا تزال تحتفظ بمبانٍ يعود تاريخها إلى القرن العاشر، بالإضافة إلى العديد من منازل العصور الوسطى.

وتعد الساحة موطناً لمعالم تاريخية مهمة، بما في ذلك قاعة البلدية التي تضم الساعة الفلكية، وكذلك كنيسة القديس نيكولاس.

وعلى بعد 5 دقائق فقط سيراً على الأقدام من ساحة المدينة القديمة، تقع ساحة فاتسلاف في قلب المدينة الجديد التي صممت بالأساس في القرن الرابع عشر كسوق للخيول، وتستخدم اليوم في تنظيم المسيرات والمهرجانات، ولها شهرة سياحية كبيرة بمطاعمها ومنشآتها الترفيهية وفنادقها.

قلعة تشيسكي كروملوف

تهيمن القلعة على المدينة القديمة التي سميت على اسمها، ولأهميتها التاريخية ضمتها منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي.

وهي تحتفظ بتاريخ يمتد من القرن الثالث عشر إلى القرن السابع عشر، وتضم عدداً من المباني الأثرية المهمة بما في ذلك قاعة روزنبرغ وقاعة النهضة والشقق الملكية وكنيسة القديس جورج، والمسرح الباروكي الذي بُني عام 1682، ولا يزال يُستخدم في العروض الخاصة.

جسر الحلاقين في كروملوف

يعود أصل التسمية إلى الحلاقين الذين سكنوا هذه المنطقة وما زالت منازلهم القديمة من القرون الوسطى تمتد على طول ضفاف النهر حتى الآن، وهو جسر خشبي يربط البلدة القديمة على نهر فالتافا بالقلعة، ويُزين جانبيه تمثالان.



كاتدرائية برنو

تقع في أعالي مدينة برنو القديمة وتعتبر من أهم المعالم الوطنية في جمهورية التشيك. احتوى موقع الكاتدرائية لأول مرة على كنيسة رومانية تعود إلى القرن الحادي عشر تم توسيعها لاحقاً لتشمل سرداباً وكاتدرائية، ولا يزال من الممكن رؤية بقاياها.

وتعد الكاتدرائية تحفة معمارية باروكية، بتصميمها وقبوها ومنبرها، وبرجيها اللذين يضمان الجرس الذي يدق كل يوم في الساعة 11 صباحاً.

ولهذا التقليد قصة طريفة بعد أن حوصرت المدينة وأعلن قائد الجيش الغازي أنه سينسحب ويتراجع إذا لم يستطع احتلالها قبل حلول الظهيرة، فبادر أهالي المدينة بدق الساعة قبل موعدها بساعة كاملة لإقناع الغزاة أنهم فشلوا في الموعد المحدد!

وتوجد في مدينة برنو أيضاً قلعة سبيلبيرك التي تعود إلى القرن الثالث عشر، وهي موطن لمتحف مدينة برنو، فضلاً عن فيلا Tugendhat الرائعة، التي تم بناؤها في عام 1930 وهي واحدة من أهم الأمثلة على العمارة الحديثة من أوائل القرن العشرين في أوروبا.





التحف الزجاجية في كارلو فيفاري

إضافة إلى العديد من المنتجعات الصحية الفاخرة، لا تزال مدينة كارلوفيفاري الجميلة واحدة من أبرز مراكز صناعة الزجاج في أوروبا، وهي صناعة ازدهرت لأكثر من مائتي عام وتستقطب السياح الساعين بشغف للتعرف على تاريخ صناعة الزجاج وأساليبه.

ويضم متحف الزجاج بالمدينة أكثر من 200 تحفة فنية رائعة من إبداعات الزجاج، ويمكن رؤية نافخات أو صانعات الزجاج التشيكيات وهن يقمن بعملهن في إبداع تحف زجاجية شفافة.



منتجعات كارلو فيفاري

كانت منذ قرون وما زالت وجهة شهيرة للنخبة في أوروبا، من الملوك مثل بيتر الأكبر إلى الملحنين والكتاب المشهورين بمن في ذلك بيتهوفن وشوبان وجوته.

وتحتوي المنتجعات على 13 ينبوعاً رئيسياً ناهيك عن الينابيع الصغيرة التي لا حصر لها، المتناثرة في كل مكان.

بالإضافة إلى المنتجعات الصحية الكبيرة، تمتلئ المدينة بأعمدة من الطراز الكلاسيكي الحديث وفن الآرت نوفو مع نوافير للاستحمام.

وتعد المدينة أيضاً وجهة ثقافية مهمة، فهي موطن لعدد من المعارض الفنية والمتاحف، فضلاً عن مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي الشهير، وهو أحد أقدم مهرجانات الأفلام في أوروبا.