السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أسواق تراثية بلمسات عصرية تحتفي بالأجواء الرمضانية في الإمارات

تشكل الأسواق ذات الطابع التراثي وجهة للكثير من الزوار والمقيمين في الإمارات خلال شهر رمضان، إذ تمتلك أجواء خاصة وتصاميم معمارية مستوحاة من الماضي العريق لدولة الإمارات.

وتمنح تلك الوجهات الزوار أجواء من الدفء والقرب، إذ تجتمع فيها العديد من ملامح الحياة اليومية البسيطة والراقية في الوقت ذاته، فيجد فيها الزائر خيارات متنوعة من المقاهي والمطاعم الشعبية التي تعكس مختلف الثقافات بما فيها الإماراتية والعربية والآسيوية والأوروبية والعالمية بوجه عام، ذلك إلى جانب أسواق الأقمشة والتوابل والحقائب والأثاث والتحف الفنية والتراثية.

وتحظى العديد من تلك الأسواق بإطلالات طبيعية خلابة بما فيها الشواطئ وممرات المياه، ويتمكن الزائر فيها بالاستمتاع بالأجواء الهادئة، كما استوحيت البعض منها من الأسواق الشعبية الأوروبية والعربية القديمة بما فيها الخليجية.



السوق الرمضاني

ومن أبرز الأسواق التراثية التي تقدم أجواءً رمضانية خاصة للزوار خلال الشهر الجاري، السوق الرمضاني المسائي في قرية السيف بأبوظبي، الذي يضم نحو 16 متجراً لبيع أشهى المأكولات والهدايا التذكارية والإكسسوارات، والأزياء الأنيقة ومستحضرات العطور والتجميل والعناية بالبشرة.

كما يخصص السوق الرمضاني أنشطة مميزة وتفاعلية للأطفال، كما يضم شاشات سينما خارجية مع بث حي، إضافة إلى عروض أدائية تراثية أصيلة تمنح الزوار البهجة والسعادة وذكريات لا تنسى، بما فيها عروض «النار» والتنورة المدهشة، كما يمكن للزوار المشاركة في التمارين الرياضية واللياقة البدنية.

ويتزين ممشى القرية المعروف بـ«ذا ووك» بألوان مبهجة نابضة بالحياة على طراز أسواق البحر الأبيض المتوسط، فيما يرحب السوق يومياً بالزوار بدءاً من الساعة السادسة مساءً، علماً أن السوق يعتبر من أكثر المواقع الشعبية للتسوق والترفيه في العاصمة، كما يضم مركزاً للتجميل والفنون ومقاهي مبتكرة مثل مقهى «بومة كافيه» الذي يمنح الزوار فرصة التقاط الصور مع أنواع مختلفة من طيور البوم.



قرية البري

ومن الأسواق التي تحظى بإقبال لافت من الزوار والسياح خلال شهر رمضان، نظراً للعروض الكبيرة التي تخصصها المطاعم والمقاهي العربية والبرازيلية والهندية على وجبات الإفطار والسحور الفردي والجماعي، هو سوق قرية البري الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من مجمّع فندق شانغريلا في منطقة خور المقطع في أبوظبي، فيما تمزج هندسته المعمارية بين الطراز العربي الأصيل ورونق مدينة البندقية.

ويشكل سوق قرية البري نسخة عصرية من الأسواق العربية التراثية، ويحظى الزوار بفرصة التنقّل عبر القنوات المائية الاصطناعية المتعرجة داخل السوق على متن العبرات، علماً أن السوق يمتلك إطلالة خاصة وفريدة من نوعها على القناة الكبرى وجامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي.

ويضم السوق العديد من المتاجر والأكشاك المتخصصة في مجال بيع المجوهرات والإكسسوارات والملابس والعطور والتحف والأثاث والسجاد، كما يمكن للزوار زيارة المعارض الفنية التي تعقد بالسوق لشراء أعمال ولوحات فنية تعكس ملامح التراث الإماراتي.

ومن أبرز الأسواق التراثية الفريدة في العاصمة، سوق «المركز التجاري العالمي» الذي تحول قبل 10 سنوات من سوق شعبي تقليدي إلى سوق تراثي عصري يمزج بين فن العمارة العربية الكلاسيكية والتصميم الحديث، ويحيي أجواء خاصة من المنطقة التاريخية التي كانت محوراً للتجارة والأعمال.

ويقدم السوق للزوار باقة كبيرة من السلع والهدايا التذكارية، بما فيها القطع الفنية التقليدية والحنة والتوابل والمجوهرات والعطور والملابس والإكسسوارات، وعلى سطح مبنى السوق يمكن للزوار الجلوس في حديقة مميزة وفريدة من نوعها للاستمتاع بأجواء عائلية خاصة أو للاجتماع مع الأصدقاء لتناول أطعمة ومأكولات ذات مذاق رائع.





أسواق العين

وتمتلك مدينة العين مجموعة من الأسواق التراثية الفريدة من نوعها، من بينها سوق العين والبوادي والقوس والزعفرانة، ولكل منها مميزاته الخاصة، ولكنها تجتمع في قدرتها على نقل الثقافة والتقاليد الإماراتية الأصيلة إلى الزوار.

فعلى سبيل المثال، يعد سوق الزعفرانة الوجهة المنشودة للكثير من الباحثين عن العبايات التقليدية أو البخور أو التوابل أو الحنة أو العود أو التحف والدلال التراثية، فيما يقع السوق على بُعد 90 دقيقة من أبوظبي ويعكس الثقافة والتقاليد الإماراتية بإطلالة حديثة، كما يضم السوق قرية خاصة للنساء تدعى «قرية موبديا» تستضيف النساء وتتولى مهام خدمتهن سيدات أيضاً.

أما سوق البوادي وسوق القوس فيقعان في الهواء الطلق بمركز بوادي مول بمدينة الواحات، وتمتاز متاجرهما بالطابع العلمي بطابعها العملي، وبهما أكثر من 90 منفذاً للخدمات ومتجراً لبيع السلع والهدايا التذكارية، بما في ذلك المصارف ومكاتب الصرافة ووكالات السفر.

أما سوق العين فيعتبر بمثابة وجهة مثالية للاستكشاف والتقاط أروع الصور والانغماس في الأجواء المحلية، ويمتلك طابعاً تراثياً أصيلاً مستوحى من الماضي العريق.





أسواق دبي

من جانب آخر، ابتكرت العديد من الأسواق والوجهات التراثية والسياحة في دبي أجواء رمضانية خاصة تعكس ملامح التراث العريق والعادات والتقاليد الرمضانية بالمنطقة العربية، بما فيها الجلسات العربية وتجارب ركوب الجمال والاستماع إلى الحكواتي والموسيقى العربية، وذلك بالتعاون مع حملة «رمضان في دبي» التي أطلقتها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة.

ففي «مول الإمارات»، يستكشف زوار سوق «رمضانيات زمان أول» العادات والتقاليد الفريدة للشعوب الخليجية والعربية خلال ذلك الشهر الروحاني الإيماني، ويستمتع الزوار بالعديد من الأنشطة وورش عمل الترفيهية، كما يمكن خوض العديد من تجارب تناول وجبات الإفطار والسحور ويستمتعون بباقات وعروض خاصة في المطاعم والمقاهي.

أما سوق «بحبك يا رمضان» المتواجد في مول ميركاتو بدبي، فيستعرض معظم المستلزمات الرمضانية حتى غدٍ الأحد، ومن جهة أخرى، يمكن للمقيمين والزوار التوجه إلى خيمة الإفطار الرمضانية في «سوق المرفأ» الذي يمتلك نحو 35 كشكاً لبيع المنتجات العربية التقليدية.

ومن الأسواق التي تعكس أجواءً رمضانية خاصة، سوق «بلوواترز» الرمضاني الذي يقدم لزواره تشكيلة من المأكولات المحلية والعطور العربية والتحف ومنتجات الفخار المصنعة يدوياً، بالإضافة إلى منتجات التمور والقهوة العربية.

سوق ليلي

ومن التجارب الرمضانية الأخرى في الأسواق التراثية العصرية في دبي، يتعاون السوق الليلي في دبي في مركز «فستيفال سيتي» وسوق «رايب باي ذا باي»، لتقديم عروض خاصة على وجبات الإفطار والسحور، كما يضم الحدث جلسات ترفيهية وموسيقية عربية.

ويشتمل سوق السيف الرمضاني الليلي على ديكورات رمضانية خاصة، إذ يتزين بالفوانيس الرمضانية، ويقدم لضيوفه تشكيلة واسعة من الحلويات العربية الرمضانية، ويقدم لزواره عروضاً فنية وأنشطة حية.

ومن الأسواق التاريخية الفريدة التي يمكن لزوارها الاستمتاع بأجواء رمضانية فريدة، سوق البحار بدبي، الذي استوحي تصميمه من الأسواق العربية التقليدية، ويستمتع زواره بتناول أشهى وجبات الإفطار والسحور أثناء مشاهدة عروض نافورة دبي، فضلاً عن فرصة اقتناء التمور والبخور والمجوهرات والعبايات والهدايا التذكارية.





سوق العرصة

أما الشارقة، فتعرف بأسواقها التراثية العديدة المميزة التي تقدم أجواء رمضانية فريدة من نوعها، ومن أبرزها سوق العرَصة، الذي يعكس عبق الماضي وروح الحاضر.

ويعد «العرصة» أحد أقدم الأسواق الشعبية في الإمارات، كما كان يشكل قبل أكثر من نصف قرن نقطة التقاء رحلات تجار البدو وجمالهم المحملة بالبضائع.

وأعيد ترميم السوق خلال الأعوام الأخيرة ليضم أزقة مكيفة وأبواباً خشبية كبيرة وجدراناً مشيدة من الحجر المرجاني تتزين والفوانيس المعلقة، ويشتمل على مجموعة لافتة من المطاعم والمقاهي ذات التصاميم الجذابة، كما يضم نحو 70 متجراً تستعرض كافة المشغولات اليدوية الشرقية، والمقتنيات ذات القيمة التاريخية، والتحف الخشبية والصناديق العربية المطعمة باللؤلؤ، وأباريق القهوة النحاسية، والمصوغات اليدوية والمجوهرات التراثية، والعطور والبخور، والملابس المصنوعة يدوياً، والسلال المصنوعة من سعف النخيل، والأعشاب الطبية، والسجاد والهدايا التذكارية.