تمتلك الإمارات العديد من الأسواق التراثية السياحية المميزة، إلا أن «سوق الجامع» التابع لجامع الشيخ زايد الكبير يحظى بمجموعة من المواصفات المميزة، من أبرزها الموقع المميز الذي يتواجد به في قلب مدينة أبوظبي، بالإضافة إلى تصميمه الجذاب من الخارج إذ تعلوه قبتان زجاجيتان تشعان بالنور وتحاكيان في الوقت ذاته القباب الـ80 التي تزين الجامع.
ومنذ افتتاحه قبل عامين من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، يشهد السوق توسعاً مستمراً عبر افتتاح المزيد من المحال التجارية ومتاجر التجزئة التي تلبي رغبة واحتياجات الزوار بمختلف أشكالها، علماً أنه يقع في الجهة الجنوبية من مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.
ويستقبل «السوق» الذي يمتد على مساحة تصل إلى نحو 10 آلاف متر مربع زواره يومياً على مدار الأسبوع، ويمنحهم الفرصة لاقتناء العديد من القطع التراثية المميزة المستوحاة من التراث المحلي والعربي الإسلامي الأصيل.
محال تجارية
كما يضم سوق الجامع قرابة 50 محلاً تجارياً ومتجراً للتجزئة تشمل مجموعة مميزة من أشهر المقاهي والمطاعم بالمنطقة والعالم، بالإضافة إلى منطقة ترفيهية للأطفال، تمنح الآباء والأمهات الفرصة لترك أبنائهم للاستمتاع في موقع آمن قبل التوجه لأداء الصلوات بالجامع في هدوء واطمئنان.
وجالت «الرؤية» في موقع السوق الذي يستقطب المصلين والزوار من الدولة والسياح على مدار العام من مختلف الوجهات حول العالم، واستكشفت أبرز الوجهات والخدمات المميزة بداخله، ومنها خدمة تصميم المسكوكات والتذكارات التي تحمل 4 شعارات مختلفة تعكس جمال وروعة تصميم جامع الشيخ زايد الكبير، فيما تبلغ قيمة المسكوكة التذكارية الواحدة ذات اللون الذهبي 10 دراهم.
هدايا تذكارية
ويعتبر «اتحاد مودرن آرت غاليري» الوجهة الأساسية في السوق لاقتناء الهدايا التذكارية والقطع التراثية والمجسمات النادرة ذات التصاميم الجذابة والفريدة من نوعها، ويقدم لزواره ما يزيد على 100 سلعة مختلفة، تتضمن الملابس والقبعات والأزياء التراثية المخصصة للنساء والأطفال والانتيكات والدلال الذهبية والفضية وغيرها الكثير من التحف الفنية لتزيين المنازل والتي تأتي على هيئة خيول وجمال وفيلة لتعكس ملامح الحضارة العربية القديمة.
ومن المقتنيات الأخرى المميزة في «الغاليري» "سبح" بألوان وتصاميم مختلفة وجذابة وثريات مضيئة ومزركشة بأشكال فريدة من نوعها، بالإضافة إلى الأكواب و"الفناجين" والأطباق التي تحمل معالم إماراتية بارزة كأبراج الإمارات وأبراج الاتحاد وتعكس ملامح البيئة الصحراوية الإماراتية.
كما يضم «اتحاد مودرن آرت غاليري» مجموعة من الإصدارات الأدبية البارزة بعدة لغات، ومن أبرزها إصدارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالإضافة إلى أعمال أدبية محلية وعربية وعالمية لكتاب بارزين، ومنها كتاب «من يجرؤ على الحلم» للكاتب الصحفي رائد برقاوي.
منتجات حليب الإبل
ومن السلع المميزة التي تتوفر في المتجر، منتجات للتنظيف والتعقيم مستخلصة من حليب الإبل، وتأتي بألوان وتصاميم مختلفة وجذابة، أما مقشرات الجسم فتحتوي على المسك وملح الهمالايا سوياً، كما يوفر المتجر خدمة توصيل المنتجات إلى مختلف أنحاء العالم في وقت قياسي.
وتم رصد أبرز المقاهي التي تستقبل الزوار في الوقت الحالي، ومنها على سبيل المثال، كل من مقهى تيم هورتنز الذي استوحي تصميمه من التراث الإماراتي ويوفر لزواره جلسات شعبية مميزة، وكذلك كل من مقهى ستاربكس الشهير، وكوستا، وسينابون وكوفي كلوب.
أما المطاعم فتقدم أشهى المأكولات العالمية بما فيها الآسيوية والعربية والأوروبية والأمريكية، ومنها مطعم بابا جونز الذي يقدم تشكيلة مميزة من البيتزا، وبارنز، وماكدونالدز الذي يمنح زبائنه اختيارات متنوعة للمأكولات السريعة، و«مروش» الذي يوفر لزواره فرصة تناول أشهى الأطباق الشرقية، ذلك إضافة إلى كل من «بينك بيري»، و«هاجن داز» وغيرهما.
ولا يمكن للزوار التجول في سوق الجامع دون أخذ جولة سريعة في متجر «إيرث» المميز، الذي يوفر الاحتياجات المنزلية الرئيسية بأسعار منافسة لغيرها من الأسواق التجارية البارزة في أبوظبي، ويخصص منطقة لتناول الأطعمة والمشروبات الخفيفة مثل «الكرك» الذي يتوفر مقابل درهم للكوب الواحد.
فضاءات من نور
ولعشاق الفنون والتصوير، يمكنهم الاستمتاع بمشاهدة مجموعة من اللوحات الفنية الفائزة في مسابقة «فضاءات من نور» التي يطلقها جامع الشيخ زايد الكبير بصورة دورية لاستقطاب المصورين من مختلف أنحاء الدولة والعالم لالتقاط أجمل الصور للصرح الإسلامي ذي التصميم الإبداعي الخارج عن المألوف، ومدى ثرائه بالعناصر البصرية.
وتبرز اللوحات الفنية المعروضة في مواقع مختلفة من السوق جماليات العمارة الإسلامية وفنونها، فيما تشكل الجائزة دعماً للحركة الثقافية التي تزخر بها دولة الإمارات بشكل عام والعاصمة أبوظبي بشكل خاص، فيما تعتبر الجائزة بمثابة حدث ثقافي دولي يحظى باهتمام ومتابعة شريحة واسعة من الجمهور من داخل الدولة وخارجها.
ولا تنتهي جولات الزوار في سوق الجامع عند هذا الحد، بل يمكنهم زيارة مجموعة من المتاجر الفريدة لاقتناء ملابس واحتياجات الأطفال والأمهات وأفراد العائلة أجمع، بما فيها متجر «مذر كير» و«كاني هوم» و«موموسو» الذي اشتهر في مختلف أنحاء العالم في فترة زمنية قياسية.
عطور ودخون عربية
ويعتبر سوق الجامع وجهة تستقطب عشاق العطور والدخون العربية الأصيلة والفرنسية الساحرة، إذ يمكن للسياح والمصلين وكل أفراد المجتمع، زيارة كل من محال العطور الشهيرة ومنها «أجمل» و«أنفاسك دخون»، بالإضافة إلى محل «باث آند بودي وركس» الذي يقدم عروضاً تجارية باستمرار على منتجاته العطرية الفواحة.
ومن المنتجات التراثية التي يمكن للزوار اقتناؤها في سوق الجامع، الزعفران الذي يمنح الأطعمة والمأكولات وأطباق الحلويات نكهة ورائحة مميزين، وتتوفر أنواع مختلفة من الزعفران وبأسعار منافسة في محل «وادي الزعفران» الموجود في قلب سوق الجامع.
ويضم السوق كذلك كلاً من صيدلية بوتس، وصيدلية ابن سينا، ومركز «دكتور نيتورشن»، التي تعمل جميعها على تلبية احتياجات الزوار والاستشارات الطبية السريعة وتلك المتخصصة في مجال المحافظة على اللياقة البدنية والصحية.
ممشى الجامع
ومن جانب آخر، يحظى زوار سوق الجامع من المقيمين والسائحين بفرصة التجول عبر ممشى جامع الشيخ زايد الكبير الذي يمنحهم تجربة استثنائية في أحد أهم الصروح الدينية والثقافية.
ويعتبر الممشى الذي يمتد لما يزيد على 3 كيلومترات بمثابة وجهة فريدة من نوعها لممارسة الرياضة في ظل الاستمتاع بالمناظر الجمالية الخلّابة التي تمتزج مع روعة مشهد المعماري والحضاري المميز والمساحات الخضراء الشاسعة.
ومن المميزات التي يحظى بها السوق، أن مواقف السيارات تحيط به من كل جانب وتساعد الزوار على الوصول إليه بكل سهولة.
كما يحظى سوق الجامع من الخارج بمجموعة من الأكشاك التي تقدم تشكيلة من المشروبات الدافئة والمأكولات السريعة والخفيفة.
ويمنح سوق الجامع الزوار الفرصة للاجتماع مع العائلة والأصحاب في أجواء إيمانية هادئة بعيدة عن صخب المدينة، كما يوفر لهم الكثير من الخيارات التي تلبي احتياجاتهم وتنال إعجابهم.
جولات ثقافية مجانية
ويمكن لزوار سوق الجامع خوض جولات ثقافية تعليمية تفاعلية مجانية ينظمها مركز جامع الشيخ زايد الكبير، بما يجعلها أحد أكثر النشاطات الثقافية شعبية لدى جميع الفئات العمرية.
ويحظى الزوار خلال الجولة في رحاب الجامع بفرصة التعرف على رسالته الحضارية الداعية للتعايش والتسامح، كما يتم إطلاعهم على تاريخ إنشاء الصرح الكبير، وكذلك على جماليات العمارة الإسلامية وفنونها المتجلية في تفاصيل عمارته الفريدة.
وتُراوح مدة الجولة بين 30 و45 دقيقة، ويتم تنظيمها عادة على مدار أيام الأسبوع وتتضمن جولة واحدة في تمام الساعة الـ11 صباحاً، و4 جولات في الفترة الممتدة من الظهر إلى ما قبل موعد أذان العصر، ومن ثم 5 جولات في الفترة المسائية، بينما تقتصر الجولات الثقافية يوم الجمعة على الفترتين الصباحية والمسائية.