الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أنور قرقاش: الكُرة في ملعب الحوثيين وعليهم العودة إلى طاولة المفاوضات

أنور قرقاش: الكُرة في ملعب الحوثيين وعليهم العودة إلى طاولة المفاوضات

قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إن القيم التي صاغت شعبنا وصاغت علاقاتنا مع العالم هي قيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه،، التي تتمثل بالاعتدال والتسامح والتعاون والتعاطف والتفاؤل، وهي القيم التي تجسدت في حيوية دولتنا وتحولها إلى مركز اقتصادي وإعلامي وتكنولوجي في الإقليم.

وأضاف قرقاش، خلال الكلمة الرئيسة لفعاليات «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس» الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبرعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وبمشاركة نخبة كبيرة من صناع القرار وخبراء تحليل السياسات والباحثين المختصين من مختلف بقاع العالم، أن المنطقة تمر باضطرابات وتحديات غير مسبوقة، وأن الإمارات تنطلق في مجابهة هذه التحديات من مبادئ أساسية هي احترام السيادة والتعددية والتعاون ودعم الاستقرار.

وأوضح قرقاش أن هناك مجموعة عناصر تقوي الاستقرار في المنطقة، أولها الحاجة إلى تحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية القائمة، وهذا التحالف لا بد من أن يرتكز على السعودية ومصر لدورهما القيادي بالمنطقة، كما يعد مجلس التعاون الخليجي لاعباً رئيساً في هذا التحالف. والعنصر الثاني لدعم الاستقرار هو احترام السيادة الوطنية وإنهاء التدخل في شؤون الآخرين، وهذا يتطلب مجابهة سلوك إيران الداعم للميليشيات والمزعزع لأمن الدول، وفي هذا الصدد أكد قرقاش أن دولة الإمارات تدعم سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران.



وبيّن أن من عناصر الاستقرار في المنطقة مواجهة مهددات الأمن النابعة من الإرهابيين، ولئن شهدنا في الفترة الأخيرة نجاحات مهمة في محاربة «داعش» في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، إلا أن النجاح الكامل يقتضي أيضاً إحراز تقدم في مجابهة فكر التطرف. وأشار قرقاش أيضاً إلى ضرورة أن تتمتع دول المنطقة بالحوكمة، منبهاً إلى أن الإمارات داعم قوي للإصلاحات في المنطقة، وقدمت أيضاً مليارات الدولارت في سبيل تعزيز التنمية المستدامة في الإقليم برمته.


وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية على أنه لن يكون هناك أي سلام واستقرار في المنطقة من دون حل النزاعات والصراعات فيها، ومن هذا المنطلق لعبت الإمارات دوراً في حل الخلاف بين إثيوبيا وإريتريا، كما تدعم الإمارات الجهود الأممية والأمريكية لإنهاء الحرب في اليمن.

ودعا قرقاش الحوثيين إلى خفض التصعيد والبدء بمحادثات جديدة، كما دعا المجتمع الدولي إلى المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال دفع الحوثيين إلى المشاركة في مباحثات السلام، وقطع السلاح والتمويل الذي يصل إليهم من إيران. وفي هذا الصدد أكد أن التحالف العربي سيبذل كل جهوده لتيسير العملية السياسية وإطلاق المفاوضات.

وفيما يخص الأزمة الإنسانية المتفاعلة في اليمن، أشار قرقاش إلى أن الإمارات تقوم بجهد كبير لتجاوز هذه الأزمة، فقد قدّمت الإمارات ما يقرب من مليار دولار في شهر مارس الماضي إلى الأمم المتحدة، كما أعلنت عن حزمة مساعدات بقيمة 70 مليون دولار لدفع رواتب المعلمين حتى في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

من ناحيته، أكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى أن الدور الإيراني في المنطقة أصبح مزعجاً لجميع الدول العربية في المنطقة، لا سيما بعد تصريحات إيران أن لديها نفوذاً كبيراً في بعض العواصم العربية، ما أدى إلى ردود أفعال غاضبة.

وأضاف موسى أن تحركات إيران في المنطقة تضع السياسات الإيرانية في المنطقة قيد التساؤل، ما يعقد الأمور إضافة إلى تعقدها بسبب القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن تجاهل القضية الفلسطينية يؤدي إلى نزع الصدقية عن سياسات كثيرة.

وبيّن موسى أن رؤيتنا في حل القضية الفلسطينية تنطلق من منطلق سلمي سياسي بإقامة دولة فلسطينية تستطيع البقاء وعاصمتها القدس الشرقية لأن القضية الفلسطينية ما زالت موجودة في أذهان جميع دول المنطقة لأنها تتصل بالضمير العربي والانتماء، مضيفاً «هنا نتحدث عن عملية سلمية في حل النزاع وليس عملاً عسكرياً».

من ناحيتها قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات إن الملتقى يهدف منذ تدشينه إلى مساعدة صانعي القرارات على العمل في بيئة أقل غموضاً وتعقيداً، وذلك من خلال تطوير وتنويع منهجيات تحليل القضايا الاستراتيجية الكبرى؛ وتفكيك تفاعلاتها وتداخلاتها، وفهم حركيّتها وأسبابها، والتنبؤ بتأثيراتها ومآلاتها.

وأضافت أن الملتقى في نسخة هذا العام يسعى إلى سبر أغوار التحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية الدولية والإقليمية، وتفكيك الشيفرة الوراثية للسياسة الدولية وتداعياتها على المنطقة والإقليم، وتقديم تجربة الإمارات في بناء القوة الناعمة وتوظيف القوة الذكية كنموذج في بناء القوة؛ واستقراء تغير مفهوم القوة وتوزيعها دولياً وإقليمياً، إذ تبقى القوةُ «الجينَ» المهيمنَ على السياسة الدولية والمسؤول عن التحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية.

وينعقد ملتقى أبوظبي الاستراتيجي على مدى يومين، وتتناول جلسات اليوم الأول توزيع خارطة القوة العالمية وتتطرق لتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج لبناء القوة، كما ستناقش محور إغراء القوة في السياسات الأمريكية خلال إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، والطموح الروسي للقوة من ناحية التقييم الموضوعي لهذه القوة والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها وتحد منها، وصعود الهند كقوة آسيوية رئيسة، والحدود الجغرافية والاقتصادية التي تحيط بقوة الصين، وبحث أوروبا عن دورها القديم أو سعيها لدور جديد في ميزان القوى العالمي، وطرق استخراج القوة الكامنة في القارة الأفريقية ذات الإمكانات والموارد الهائلة في ظل تحديات الأمن والاستقرار والتنمية الداخلية، بينما ستتناول جلسات الملتقى في اليوم الثاني صفقة القرن وتفكيك شفرتها بعيداً عن التهويل فيها أو التقليل منها في محاولة لفهم إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد، والتحديات التي تواجه العالم العربي داخلياً وإقليماً مثل الحرب في سوريا والوضع في اليمن وليبيا، كما ستتطرق جلسات الملتقى إلى سوق الطاقة المضطرب في ظل التحولات الجيواقتصادية الدولية، كما ستبحث جلسات الملتقى التقييم الحقيقي للقوة التركية المتخيلة، وخرافة القوة الإيرانية ووهم القوة لدى قطر