الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الصحف الورقية تتراجع وتقنيات الذكاء الاصطناعي تقود الدفة

الصحف الورقية تتراجع وتقنيات الذكاء الاصطناعي تقود الدفة

جانب من جلسات منتدى الإعلام العربي في دبي. (تصوير: محمد بدر الدين)

أكد إعلاميون مشاركون في منتدى الإعلام العربي أن الصحافة الورقية تشيخ بسبب نقص الدعم المادي والإعلانات، بعد التطورات التكنولوجية المتسارعة التي بدأت تقود دفة الإعلام وتستقطب جيل الشباب، فيما رأى آخرون أن الصحافة الورقية ورغم معاناتها فإنها ما زالت تراهن على المصداقية وثقة القارئ في المحتوى الذي تقدمه.

وتفصيلاً، قال الإعلامي عماد الدين أديب إن الصحافة الورقية تحتضر مقابل الإعلام الإلكتروني، مشيراً إلى أن من يقاومون فكرة احتضار الصحافة الورقية ستكشف لهم السنوات القليلة المقبلة خطأ اعتقادهم.

وأضاف «الفكرة نفسها تطبق في مجال احتضار الإعلام التلفزيوني الذي يعاني مقابل انتشار الفيديوهات الخبرية على المنصات الإلكترونية التي تنشر محتويات إعلامية آنية»، لافتاً إلى أن التلفزيون خلال السنوات المقبلة أيضاً سيحتضر مقابل منصات إلكترونية متخصصة.


ولفت أديب إلى أن نوعية المتلقي في الفترة الحالية اختلفت عن العقود الماضية، إذ إن المتلقي الآن أصبح يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها من التكنولوجيات الحديثة التي لا تستوعب آليات عمل الصحافة الورقية والتلفزيونية.


من جانبه، ركز الكاتب والإعلامي السعودي خالد المعينة على الحاجة إلى صحافيين جدد يتصدون للأخبار المفبركة التي تروجها بعض المواقع الإلكترونية من خلال مواقع أخرى تكتسب ثقة الجمهور، مشيراً إلى أن الصحافة الورقية لن تتلاشى إذا ما تم التزاوج بينها وبين الصحافة الإلكترونية وهذا هو السبيل الأمثل لبقاء الصحافة الورقية.

وتابع «لا بد من تغيرات جذرية في الورقي لكي تضمن البقاء، حيث إن قضايا التوزيع وكلفة النشر أبرز ما يضيق على الصحف الورقية»، ضارباً المثل بأن انخفاض توزيع جريدة من 100 ألف نسخة إلى 20 ألفاً ربما لن يؤدي إلى إغلاقها لكن يجعلها تواجه الكثير من المشكلات.

وذكر مدير تحرير صحيفة مكة السعودية خالد صايم الدهر أن الصحف الورقية ما زالت تراهن على المصداقية وثقة الجمهور فيها، لكون الخبر لا يعد موثقاً لدى شريحة كبيرة من الجمهور إلا إذا شاهدوه في الصحف الموثوقة، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يتنافى مع ضرورة أن تطور الصحف العربية أداءها وتنتقل بشكل تدريجي إلى الصحافة الإلكترونية الحديثة.

واتفق الكاتب الصحافي جميل الذيابي على أن الصحف الورقية تعاني نقص الموارد المادية مقابل الطفرة الإلكترونية التي يعيشها العالم مع توافر الهواتف الذكية التي تتيح للقارئ متابعة أي خبر دون الحاجة إلى دفع المقابل.

من جهة أخرى، أكد إعلاميون أن الإعلام العربي في مجمله أخفق في إدارة الأزمات التي ألمت ببعض البلدان بسبب ابتعاده عن الشفافية وعدم الصدق في نقل الحدث وغياب الإعلاميين المتخصصين في إدارة إعلام الكوارث.

ودعا إعلاميون إلى ضرورة تعيين مختصين صحافيين في إدارة الأزمات وقواعده ونظرياته وأسسه وآلياته واستراتيجيته والاهتمام بتخريج الكوادر في هذا المجال.

وقال مدير تحرير غلف نيوز محمد المزعل: «يجب أن يتحلى الإعلام بالشفافية والسرعة في التعامل مع الأزمات وهاتين النقطتين هما الأهم في إدارة الأزمة، وللإعلام دور مهم جداً في إدارة الأزمات وهو من أهم المكونات التي تؤدي لحل الأزمات بسلاسة».

وتابع «لو نظرنا إلى حادث نيوزيلندا لوجدنا الإعلام الشفاف وإدارة الأزمة بمنتهى الحرفية من قبل الإعلام والحكومة، ما أدى إلى تهدئة الأزمة والسيطرة على مخاوف الناس وجعل شفافية وسرعة مخاطبة الجمهور في الحادثة أكبر دعاية لنجاح المجتمع الإعلامي في نيوزيلندا».

بدوره، رأى الكاتب والباحث السياسي البحريني عبدالله الجنيد أن إعلامنا فشل في أن يكون شريكاً فاعلاً إما في احتواء الأزمات أو الإعلان عنها، وأضاف: «يجب أن يكون الإعلامي صانعاً للحدث وأن يعتمد الشفافية في نقل الواقعة والرد والوضوح في التعامل مع الأحداث».

وذكر مدير مكتب جريدة الرياض السعودية في الإمارات الدكتور علي الفحيص أن إعلامنا العربي للأسف أخفق في أزمات عدة، ما يدل على أن إعلامنا غير مؤهل ليكون في الصف الأول للدفاع عن الأوطان لعدم امتلاكه إدارات لأزمات الإعلام ومتخصصين في هذا القطاع.

من جهته، يرى مدير أول برامج في تلفزيون دبي أحمد عبدالله أنه على الصعيد العربي والعالمي واجبنا نقل الصورة الصحيحة لمواجهة الأزمة وليس تأجيجها، ويجب العمل على إيجاد حلول للأزمة عند نقلها، ما يتطلب متخصصين في إدارة أزمات الإعلام.

من جهته، أكد رئيس صحيفة يوروتايمز السعودية ورئيس اتحاد الصحفيين العرب في السويد الدكتور علي الجابري أن الأزمات كثيرة في أوطاننا ونجحنا في التعامل مع بعضها وفشلنا في أخرى، لكن هناك شقاق كبير في تعامل وسائل الإعلام العربية مع ملفات الأزمات العربية والقضايا التي تهم المواطن.