الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

باحثون عن عمل بتقدير «امتياز مع مرتبة الشرف»

أكد شباب إماراتيون باحثون عن عمل أن معدلاتهم بتقدير «امتياز مع مرتبة الشرف» و«جيد جداً» المسجلة على شهاداتهم الجامعية خذلتهم عند التوظيف، لكون الجهات والهيئات التي يقدمون لديها لا تأخذ في الاعتبار التميز الجامعي.

وذكروا أن هذا الأمر أصابهم بالإحباط وجعلهم زواراً دائمين لمعارض التوظيف، علماً بأنهم يجدون أصحاب التقديرات الجامعية الأقل يحصلون على فرص وظيفية وبمناصب إدارية.

في المقابل، أوضحت جهات ودوائر حكومية معنية بتأهيل وتطوير الكوادر الوطنية، أن المعدلات التراكمية العالية ذات أهمية ومطلوبة في سوق العمل لكنها ليست الأهم، مشيرين إلى معايير أخرى تحقق الأولوية في التوظيف، أهمها الرغبة في العمل والمهارات الذاتية والدورات التأهيلية التي التحق بها المتقدم، علاوة على شرطَي التخصص الدراسي وعمر المتقدم للوظيفة.


وأوضحوا أن المعدل التراكمي هو أحد عناصر المفاضلة، إذ ترجح كفة الحاصل على معدل أكبر عند تقدم شخصين لوظيفة واحدة تتوافر عند كليهما معايير واشتراطات التوظيف ذاتها.


رواتب متواضعة

وقالت مريم مطر (باحثة عن عمل) إنها تخرجت بدبلوم محاسبة في كليات التقنية العليا بتقدير «جيد جداً»، وظلت بعد تخرجها تبحث عن فرص عمل لأكثر من عامين لكن دون جدوى، ما اضطرها إلى التسجيل في قاعدة بيانات الدوائر والجهات المختصة بالبحث عن فرص عمل للمواطنين، موضحة أنه بعد تسجيلها في هذه الجهات بنحو ثمانية أشهر وردها اتصال من إحدى الموظفات في هذه الدوائر تطلب منها الحضور لعمل مقابلة وظيفية إلا أنها لم تذكر لها اسم الجهة التي تطلب موظفين.

وتابعت: «حين توجهت في اليوم التالي لعمل مقابلة فوجئت بوجود أعداد كبيرة من الباحثين عن عمل حضروا لعمل مقابلة في التخصص الدراسي ذاته، بينما المتوافر هو شاغر واحد فقط، ولم يكن لي حظ الحصول على الوظيفة».

وذكرت أنها ما زالت زائرة دائمة لمعارض التوظيف بحثاً عن فرصة وظيفية تتناسب ومؤهلاتها الدراسية، إلا أن المتوافر عبارة عن شواغر لموظفي استقبال أو مدخلي بيانات برواتب متواضعة.

رحلة 5 أعوام

وأكدت عزة الكعبي (باحثة عن عمل) أنها ظلت تبحث عن وظيفة لأكثر من خمسة أعوام، على الرغم من أنها تحمل شهادة بكالوريوس من كلية الإعلام بجامعة الشارقة مسار العلاقات العامة، وبتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، في حين أن معظم الجهات التي تجري معها مقابلة وظيفية رفضت توظيفها لعدم إتقانها اللغة الإنجليزية، نظراً لأن معظم المساقات التي درستها في التخصص الجامعي كانت باللغة العربية».

وأضافت: «طوري مهاراتك» أضحت جملة تتردد باستمرار على مسامعي من قبل الجهات التي أقدم لديها، على الرغم من دراستي لاحقاً بكلية المجتمع التابعة لجامعة الشارقة مدة عام وحصولي على دبلوم تأهيل وظيفي في الأعمال الإدارية والسكرتارية والمحاسبة واللغة الإنجليزية، إلا أنني لم أنجح في الحصول على وظيفة، وبعد هذه الرحلة الشاقة من البحث عن عمل اكتشفت أن التقدير العلمي في الشهادة الجامعية لا يضمن الحصول على وظيفة كما يظن البعض.

وتابعت الكعبي: «حصلت بعض صديقاتي اللواتي يحملن المؤهل العلمي ذاته على فرص وظيفية إدارية في أماكن عدة وبرواتب عالية، أما بالنسبة لي فاضطررت لقبول وظيفة في إحدى الشركات الخاصة براتب إجمالي لا يتعدى 14 ألف درهم».

«امتياز» ولا عمل

وروت مي الفردان (باحثة عن عمل) تجربتها في رحلة البحث عن وظيفة قائلة: «تزوجتُ بعد تخرجي في الثانوية العامة مباشرة، وانشغلت بتكوين أسرة وتربية الأبناء، إلا أنه وبعد مرور أكثر من 12 عاماً على تخرجي في الثانوية قررت الالتحاق بإحدى جامعات الدولة لإكمال دراستي وتمكنت في أقل من أربعة أعوام من الحصول على بكالوريوس في تخصص «تاريخ الحضارة الإسلامية»، وحصلت على شهادة بتقدير امتياز، وحينها كنت متفائلة بالحصول على وظيفة معقولة على المعدل التراكمي العالي، لكن الواقع كان مخالفاً لتوقعاتي، إذ خذلني المعدل حين قدمت لدى جهات وشركات كانت تنشر إعلانات للشواغر المتوافرة لديها، لكن دون نتيجة.

بانتظار الرد

وقالت موزة محمد عبدالله الغفلي (باحثة عن عمل) إنها تخرجت في الجامعة عام 2014 من كلية العلوم السياسية بتقدير «جيد جداً»، ولأنها لم تجد الوظيفة المناسبة في مجالها، تابعت تعليمها، فقدمت على دراسات عليا وحصلت على شهادة الماجستير، مشيرة إلى أنها ما زالت تسعى للتقديم في كل الجهات والدوائر الحكومية علها تحصل على وظيفة مناسبة، أما آخر مقابلة لوظيفة تقدمت لها فكانت خلال شهر فبراير الماضي بإحدى الوزارات الاتحادية التي أكدت لها نجاحها بالمقابلة ووعدتها بالوظيفة وإلى اليوم لم يأتها الرد.

عنصر مفاضلة

من جانبه، ذكر رئيس الكوادر الوطنية في برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية (كوادر) عيسى الملا، أن الوضع اختلف عن السابق من حيث معايير التوظيف، ففي الوقت الذي تعتبر الشهادة الجامعية مقياساً رئيساً للتوظيف مع أهمية حصول حاملها على معدل تراكمي عالٍ، إلا أنه ليس الدافع الرئيس الذي يضمن للباحث عن عمل الحصول على الفرصة الوظيفية التي يطمح لها».

وأوضح أن المعدل التراكمي هو أحد عناصر المفاضلة، ففي حال تقدم شخصان للوظيفة ذاتها وتوافر لدى كليهما المستوى ذاته من المهارات الوظيفية والتخصص الدراسي وأعوام الخبرة، تكون التزكية لصاحب المعدل الأكبر، داعياً الباحثين عن عمل إلى تطوير مهاراتهم عبر الالتحاق بدورات وورش تدريبية تجعلهم مؤهلين وبجدارة للالتحاق بالعمل.

وبيّن أنه خلال المقابلة الوظيفية يتم مراعاة عناصر رئيسة، أهمها الرغبة في العمل والتدريب المهني، مدللاً بنماذج حققت النجاح المهني من خلال انطلاقتها في سوق العمل ووصلت إلى مناصب إدارية عليا، في حين لم يحصل أصحابها على معدلات تراكمية عالية في الشهادة الجامعية.

وأشار إلى أن بعض الحاصلين على معدلات تراكمية عالية بتقدير جيد جداً أو امتياز في الشهادات الجامعية تكون تخصصاتهم العلمية غير مطلوبة في سوق العمل، وهنا يبرز دور الأسرة في توعية أبنائهم عند الالتحاق بالجامعات والكليات بأهمية دراسة التخصصات التي تضمن لهم الحصول على وظائف مستقبلاً، وكذلك تحفيز وتشجيع الأبناء لقبول الفرص الوظيفية المتوافرة في سوق العمل، سواء في القطاعين الحكومي أو الخاص، بغض النظر عن قيمة الرواتب المخصصة لها، باعتبار هذه الوظائف تتطور مع الوقت وهي فرص تكسبهم خبرات ومهارات مهنية.