الخميس - 14 نوفمبر 2024
الخميس - 14 نوفمبر 2024

شباب يروون قصة دخولهم عالم الإعـلام

يجمعهم شغف الكلمة .. سحر الصورة وحس التحدي الذي قادهم لتحقيق الحلم بأن يصبحوا أحد صناع الإعلام في العالم العربي.

ورغم كل ما يجمع بين هؤلاء الشباب المشاركين في برنامج القيادات الإعلامية، إلا أن لكل واحدٍ منهم قصته الخاصة حول دخوله عالم العمل الإعلامي، وكيف استطاعوا أن يعملوا ويجتهدوا للوصول إلى هدفهم.

خالد عبد الرحمن: رغم إصرار الأسرة اخترت الإعلام


رغم إصرار أسرته على الالتحاق بدراسة الشريعة الإسلامية والقانون، إلا أنه كان يملك طموحاً آخر، وشغفاً يربطه بصناعة الإعلام، وهنا بدأت رحلة البحث عن قنوات وطرق أخرى لتحقيق أهدافه بعيداً عن الدراسة الأكاديمية.


يرى خالد عبد الرحمن (24 سنة) من السعودية، أن الإعلام هو المهنة الأكثر اتساقاً مع طموحه وإمكانياته، والتي حاول تطويرها من خلال دورات تدريبية معتمدة خلال العامين الأخيرين، عبر منصات غوغل، سناب شات، فيسبوك، تويتر من أجل صناعة المحتوى الرقمي، وتطور الأمر إلى تأسيسه لشركة «نتاج» للتدريب الإعلامي، والتي نقل من خلالها خبرته وما اكتسبه من مهارات عبر تدريب 150 شاباً على صناعة المحتوى الرقمي.

ويؤكد خالد أن الشباب يملكون العديد من الفرص الجيدة في صناعة الإعلام خلال الفترة الحالية، وعليهم فقط البحث عنها بجدية، والتعامل معها بانضباط وعقل منفتح لاكتساب الخبرات والمهارات التي تؤهلهم لصنع إعلام يشبههم ويعبر عن قضايا أوطانهم، معتبراً أن المئة شاب المشاركين في ملتقى القيادات الإعلامية العربية الشابة، محظوظون بتواجدهم ضمن مبادرة تهدف لصنع جيل إعلامي أفضل في الوطن العربي.

إبراهيم ملص: التحديات أمامنا لا تنتهي في مجال «الميديا»

عامان فقط هما عمر اللبناني إبراهيم ملص (26 سنة) في مجال الإعلام، ولكنه استطاع فيهما تحقيق خطوات إيجابية قوية، وذلك لحبه وشغفه بهذه المهنة، حيث تمكن من أن يصبح منتجاً للمحتوى الرقمي على مواقع التواصل الاجتماعي عبر العين الإخبارية الإماراتية، وذلك بعد أن قضى ستة أشهر كمتدرب في قناة «سكاي نيوز العربية».

يؤمن إبراهيم أن جيله يمتلك الكثير من التحديات لكي يتمكن من التواجد على الساحة الإعلامية بشكل مؤثر، ويرى أن الطريق الوحيد للتغلب على تلك التحديات، هو المزيد من العمل بجدية ومحاولة تطوير الأدوات والمهارات بشكل يتواكب مع التغيرات السريعة المتلاحقة التي تجري كل يوم في صناعة الميديا، وهو ما يعمل على تحقيقه بشكل شخصي كل يوم عبر القراءة المستمرة والاطلاع، مؤكداً أن مشاركته اليوم في مبادرة القيادات الإعلامية العربية الشابة هي خطوة فعالة ومؤثرة على هذا الطريق، لإتاحتها الفرصة للتواصل مع أفكار متباينة وخبرات متعددة من الوطن العربي كله.

زياد العمرات: الكاريكاتير بوابتي الأولى لصناعة المحتوى

درس زياد العمرات (22 سنة) من الأردن الإعلام في جامعة اليرموك، ولكن علاقته بالميديا بدأت قبل التحاقه بالدراسة، عبر اهتمامه بفن الكاريكاتير منذ سنوات، والتحاقه بالعديد من المسابقات التي نظمت في هذا المجال، محققاً فيها جوائز كثيرة.

حاول العمرات أن يثقل اهتمامه بالدراسة الأكاديمية، واتجه إلى صناعة المحتوى الرقمي والفيديوهات التوعوية في أكثر من مجال، وحصل على عدة جوائز في مجال إنتاج المواد الإعلامية، آخرها جائزة وزارتي الثقافة والشباب بالأردن عن فيلم «رسم» الذي يدور حول حي السلام، كما حصل على المركز الأول في مسابقة مركز الحسين للسرطان، بفيديو توعوي عن سرطان الثدي.

يعمل زياد كمنسق إعلامي للاتحاد الأردني لكرة القدم، ومسؤول الصحافة والإعلام في القمة الأردنية العربية للشباب، بجانب عمله كصانع محتوى، ويرى أن الذاكرة البصرية التي تكونت لديه عبر حبه وشغفه بفن الكاريكاتير هي التي أهلته لأن يتمكن من إنتاج محتوى رقمي مميز، حيث يرى أن الكلمة باتت غير كافية لنقل الصورة الحقيقية بشكل كامل، مؤكداً أن الإعلام في الفترة المقبلة لا بد أن يعتمد على الشباب بشكل أساسي في صناعة المحتوى لأنهم يملكون رؤى مختلفة تتماشى مع التحديات التي تواجه الإعلام

ربيع فهمي: المتابعة للتطورات سلاح الإعلامي

نحو 10 سنوات قضاها المصري ربيع فهمي (27 سنة) في مجال الإعلام تنقل خلالها بين الكثير من المؤسسات ليصنع خبرة تراكمية أهلته للمشاركة في مبادرة القيادات الإعلامية العربية الشابة، حيث تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 2013، ولكن بداية عمله بالمجال ترجع لـ2009 حين كان متدرباً في راديو «حريتنا»، ثم تدرج في العمل به ليصبح مسؤول الشفت المسائي، ثم رئيساً لقسم المراسلين، فمديراً للتحرير، واكتسب بعض الخبرات عبر العمل بالعديد من الصحف اليومية المصرية مثل «الشروق» و«الوطن» و«المصري اليوم»، ومجلة «نصف الدنيا»، وعمل في مجال المحتوى الرقمي أكثر من غيره خلال تلك الفترة، وأنتج العديد من القصص المصورة وبالتحديد للموبايل.

يرى ربيع أن إيقاع التطور والتحديث في مهنة الإعلام متزايد ومتلاحق بشكل كبير على مدار اليوم والساعة، وخاصة مع تداخل منصات التواصل الاجتماعي في المجال بشكل قوي، الأمر الذي فرض متابعة مستمرة ويقظة دائمة ممن يريد أن يكون له شأن ودور لافت بها.

أحمد الكويتي: السينما عبّدت طريقي نحو الإعلام

يعتبر أحمد الكويتي «23 سنة» صحافياً ومصوراً حراً في مجال الثقافة والفنون بالصحافة البحرينية، كان يعمل في البداية بشركة إنتاج محتوى رقمي في دبي، حيث تخرج في كلية محمد بن راشد للإعلام، وتخصص في كتابة القصص الإخبارية والإنتاج للمحتوى الدرامي، وأخذ في تطوير أدواته والتفاعل المستمر مع وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها منصات إعلامية حرة، حقق من خلالها متابعات كثيرة، ورصد تفاعلات مع ما يقدمه من محتوى تمكن من خلالها من تحديث رؤيته وتجديدها دائماً.

اهتم أحمد في بداية علاقته مع الميديا بمجال السينما، حيث صنع فيلمه القصير الأول «موعد صلاة» وشارك به في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي، كما عرضه في متحف اللوفر بأبوظبي، وفي مهرجانات الإسكندرية وأسوان وبيروت، وفي زاوية الفيلم القصير بمهرجان «كان» كفيلم إماراتي بحريني.

يرى أحمد أن الميزة الأهم في مبادرة القيادات الإعلامية العربية الشابة هي إتاحة الفرصة للتلاقي مع أبناء جيله من الإعلاميين الشباب من دول مختلفة، بجانب ورش العمل المختلفة التي شملت مجالات كثيرة يحتاجها أي إعلامي شاب في الفترة المقبلة، حيث أثرت معارفهم كجيل جديد يتعطش للمعلومات واكتساب الخبرات التي تؤهله للدخول إلى سوق العمل بشكل أكثر احترافية.

أمان المعراوي.. من مسابقات المدرسة إلى منصات التواصل

منذ صغرها امتلكت السورية أمان المعراوي (23 سنة) شغف الكتابة وخاضت مسابقات عدة في المرحلة المدرسية جعلتها تدرك أن الإعلام هو هدفها ومجالها الذي ينبغي أن تعمل فيه، لذا درست الصحافة في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وتدربت لفترة بمفوضية اللاجئين ولكنها توقفت، لتحاول البدء من جديد في مجال الإعلام الرقمي، إذ ترى أنه المستقبل الحقيقي، وتحاول صقل مهاراتها بشكل مستمر في هذا المجال، لأنها تشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل من يجد في نفسه القدرة على الكتابة ومن لديه الكاريزما للعمل بالميديا، خاصة أنها تنتمي إلى جيل نشأ في أجواء سوشيال ميديا وصنع هذا العالم جزءاً كبيراً من وعيه.

وتعتبر المعراوي أنه في الوقت الحالي، لم تعد الدراسة الأكاديمية المتخصصة، أو الخبرة العملية وحدها هي المصدر الوحيد للإعلامي لكي تتكون لديه رؤية تعينه على خوض المجال بتميز، بل إنهم باتوا في حاجة لكثير من البرامج والمبادرات التي تشبه مبادرة القيادات الإعلامية العربية الشابة، والتي تمكنهم من توسيع مداركهم وتمنحهم أفكاراً جديدة، بجانب التحدث مع قيادات إعلامية متميزة عن قرب.

أميرة شحيح.. إعلامية بـ 5 لغات حية

تخرجت الجزائرية أميرة شحيح (20 سنة) في كلية الحقوق، ورغم أنها تعمل في مجال المحاماة حالياً، إلا أنها تملك شغفاً واهتماماً كبيرين بمجال الإعلام بدأ في المرحلة الثانوية التي قامت فيها بإجراء تدريبات من خلال المدرسة لصنع حوارات ولقاءات مصورة، جعلتها تدرك أن مستقبلها لا بد أن يستقر في الإعلام، ولكنها رغم ذلك فضلت دراسة القانون في البداية، ثم تعلمت إلى جانب العربية أربع لغات في وقت قصير هي الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والتركية ليكون لديها قدرة على الاطلاع على كل المستجدات في مجال الإعلام بتجارب عالمية مختلفة.

وترى أميرة أن الجيل الحالي يملك الكثير من المنافذ التي يتمكن من خلالها من التواصل مع الجمهور وصناعة محتوى خاص به، دون الاعتماد على المؤسسات سواء كانت خاصة أو حكومية، مؤكدة أن السوشيال ميديا الآن هي الإعلام البديل.

خالد البلوشي: لبرنامج القيادات الشابة أثر ملموس

يعمل الإماراتي خالد البلوشي (27 سنة) كموظف في المكتب الإعلامي لحكومة رأس الخيمة، بعد أن تخرج في جامعة الإمارات وتخصص في الإعلام والعلاقات العامة.

ويؤكد خالد حرصه على المشاركة في المبادرة قائلاً: «باعتباري متابعاً جيداً لبرنامج القيادات الإعلامية للشباب العربي في العامين السابقين، لاحظنا نتائجه وتأثيره على الشباب العربي، واستفادوا منه وصار لهم شأن في مؤسساتهم ومجالاتهم الإعلامية، وهذا كان دافعاً لي لأن ألتحق بهذا البرنامج، للاستفادة من كافة المحاضرات والورش، ولقاء كبار صناع الإعلام للتعرف على أفكارهم».

وبدأ خالد بالتدريب الميداني في فترة الجامعة بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة بقسم الإعلام والعلاقات العامة، ثم التحق بدائرة النيابة العامة كموظف اتصال حكومي، ثم دائرة الآثار والمتاحف، وأخيراً المكتب الإعلامي لحكومة رأس الخيمة.

وتخصص خالد في التصوير الفوتوغرافي، ويرى أن الصورة في العصر الحديث بات لها مكانة خاصة في التعبير عن الأفكار، لكونها تختزل مئات الكلمات وتحمل الكثير من المعاني، ويحاول من وقت لآخر، أن يحصل على دورات تدريبية، ويطلع على أحدث التقنيات المتاحة في العالم بمجاله.