السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أحمد أبوالغيط: الإمارات نموذج للجرأة في الأداء والتحديث

أحمد أبوالغيط: الإمارات نموذج للجرأة في الأداء والتحديث
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن المنطقة العربية تتعرض لتحديات من داخلها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، كما تواجه مخاطر أمنية متزايدة في محيطها الإقليمي، مبيناً أن دولة الإمارات تعد نموذجاً للتفكير والتأمل من حيث الجرأة في الأداء والتحديث ومناصرة توجهات الأمة.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها أبوالغيط، اليوم الأربعاء، في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي، تحت عنوان «العالم العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية»، احتضنتها قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ضمن المركز.

وقدم أبوالغيط قراءة ذاتية للتطورات العالمية والإقليمية، مبيناً أن حالة السيولة واللايقين على المستوى العالمي تمثل أول عامل جوهري للاضطرابات، مؤكداً أن التنبؤ بالتوجهات أمر تكتنفه صعوبة شديدة وأن الواقع على الأرض سيكشف اللايقين في الوضع الدولي.


وأشار إلى أن الهيمنة الأمريكية في العالم انتهت بسبب التغيرات العميقة داخل أمريكا، إذ باتت غالبية المجتمع الأمريكي مقتنعة بأن العائد من وراء القيادة الأمريكية لا يبرر الكلفة الكبيرة التي تحملتها، لتبدأ هذه النزعة الانسحابية من القيادة العالمية في عهد أوباما.


وقال أبوالغيط: «رأينا الولايات المتحدة تفكر لأول مرة في الكلفة.. ترامب أكد لحظة وصوله البيت الأبيض أن على أوروبا المساهمة بحصصها كاملة مثلما يقر ميثاق الأطلسي»، وأكد أن أمريكا «لن تتحمل كلفة الدفاع عن العالم الغربي بمفردها كما فعلت منذ 40 عاماً».

وتنبأ أبوالغيط بمنافسة حادة ستبدو للعيان بغضون 20 أو 30 عاماً قبل انتهاء القرن بين أمريكا والصين، قائلاً: «يخبرنا التاريخ أن لحظات التغيير في قمة النظام العالمي هي الأخطر والأكثر عرضة للانزلاق نحو الصراع، والسبب أن هناك دوماً قوى صاعدة تريد مواصلة صعودها وقوى مستقرة على القمة تريد أن تبطئ عملية إزاحتها عنها.. وهذه الديناميكية تشكل بيئة مثالية لاندلاع الصراعات في العلاقات الصينية الأمريكية مع الدور الجديد الذي تحاول روسيا رسمه لنفسها».

وأضاف:«هذه المتغيرات غير المحسومة في قمة النظام العالمي تضع المنطقة العربية في موقف صعب.. إذ تكون محل تنافس تتصاعد حدته مستقبلاً، وهو ما نلمس مظاهره اليوم بوضوح، ويتعين علينا قراءة دلالات هذه المتغيرات بدقة شديدة لأنها تتعلق بمستقبلنا في المنطقة».

ورأى الأمين العام أن إعادة التموضع الأمريكي تغري قوى إقليمية معينة بتجاوز الخطوط الحمراء على نحو غير مسبوق، قائلاً «هناك بلطجة تحدث في المنطقة العربية.. منها ما رأيناه في السلوك الإيراني والاعتداءات في الخليج كما نراه من جانب تركيا في سوريا وأخيراً ليبيا».

وقال الأمين العام: «إيران وتركيا وإسرائيل كل منها خطر دائم على الأمن القومي العربي بصور ودرجات متفاوتة وبين كل منها تقاطعات.. القضية الفلسطينية يجب أن تبقى في صلب اهتماماتنا».

22 طرفاً برؤى مختلفة

ذكر أحمد أبوالغيط أن الجامعة العربية بمفردها لا تستطيع إطلاق الطاقات التي هي ملك للحكومات وعلى الحكومات استخدامها في نطاق استراتيجي، وأضاف: «حاولنا في الأمانة العامة للجامعة مناقشة مسألة توحيد مفاهيم الأمن القومي العربي، إلا أن المشكلة تكمن في أننا 22 طرفاً ولكل طرف رؤيته لهذا المفهوم».