السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تطبيق التواصل المرئي عن بعد للإصلاح الأسري في دبي قريباً

تطبيق التواصل المرئي عن بعد للإصلاح الأسري في دبي قريباً

كشف رئيس محكمة الأحوال الشخصية في دبي القاضي خالد يحيى الحوسني أن المحكمة بصدد إعداد لائحة للتوجيه الأسري سترفع للجنة التشريعات تتضمن تطبيق التواصل المرئي عن بعد للإصلاح والتوجيه الأسري، إذ تتيح الخدمة الإصلاح والتواصل وتوثيق الاتفاقيات عن بعد، خاصة في حالات تواجد أحد أطراف النزاع خارج الدولة، مشيراً إلى أنه من المتوقع تطبيق الخدمة في النصف الثاني من العام الحالي.

وقال الحوسني في حوار لـ«الرؤية» إن اللائحة الجديدة تشمل حل مشكلة نقص الموجهين الأسريين في ظل نقص الكفاءات المتعلقة بالتوجيه الأسري في المحاكم، إذ يبلغ عدد الموجهين الأسريين حالياً 13 موجهاً من الجنسين.

وأضاف الحوسني أنه بالرغم من تواجد متخصصين في التوجيه الأسري خارج المحاكم إلا أن التشريع لم يعطِ المجال للاستفادة من خبرات خارجية، إذ أوضح القانون ضرورة أن تكون الإحالة من لجنة داخل المحكمة فقط، ما يجبر الزوجين على الحضور للمحكمة، مشيراً الحوسني إلى أن المحكمة تتطلع لحل هذه الإشكالية عبر التعاقد مع جهات رسمية معتمدة وذات صلة بمجال الأسرة خلال العام الجاري.

وحول أبرز المشاريع المستقبلية للمحكمة، أفاد الحوسني بأن العمل مستمر لتطبيق مشروع الإشهادات الذكية لتوثيق عقود الزواج ومعاملات الطلاق وحصر الإرث وإثبات الحالة الاجتماعية بطريقة ذكية، بحيث يتم مباشرة العمل به في النصف الثاني 2020.

أبرز قضايا الطلاق في 3 سنوات

وفي سؤال عن أبرز أسباب الطلاق، حدد الحوسني 6 أسباب للطلاق تصدرت في السنوات الثلاث الأخيرة، أبرزها قلة وعي كل طرف لاحتياجات الآخر والحقوق والواجبات المترتبة على كل منهما.

أما السبب الثاني فهو بعض الممارسات السيئة والتي تندرج تحت «العنف الأسري» مثل السب والضرب والبخل وعدم إنفاق الزوج والخيانة وغيرها.

ويكمن السبب الثالث للطلاق في سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتسببها بتفكك المجتمع، أما رابعها فيتمثل في سوء اختيار كل طرف للآخر، خاصة أن دولة الإمارات تضم أكثر عن 220 جنسية من أعراق وجنسيات مختلفة، ما يتطلب التريث في الاختيار ومراعاة ظروف الأسرة والمجتمع والثقافة لأن الزواج يشمل زواج عائلتين وليس فردين.

وأشار الحوسني إلى أن السبب الخامس للطلاق يأتي عبر الخلافات المادية، فيما يكمن السادس في جهل الجيل الحالي بكيفية حل المشاكل الزوجية التي تحتاج إلى فن وحوار وهدوء ودقة وتتطلب مهارة اختيار الوقت وطريقة الحوار كمطلب مهم لاستقرار الحياة الزوجية مع اختلاف هذا الجانب من شخص لآخر.

أزواج سوشيال ميديا

وأوضح الحوسني أن من الأسباب التي زعزعت كيان الأسرة في السنوات الخمس الأخيرة، انتشار ظاهرة أزواج «سوشيال ميديا» أي المشاهير الذين يعرضون حياتهم للعامة كحياة مثالية وعلاقة زواج ناجحة ويبدأ متزوجون بمقارنة حياتهم بأولئك المشاهير دون أن يعوا أن ما يعرض للجمهور في أحيان كثيرة قد يكون مجرد تمثيلية لا تلبث أن تنتهي وتنكشف الحقائق، ودليلنا على ذلك حالات طلاق المشاهير التي نراها بين الفينة والأخرى.

الحياة الزوجية مسؤولية وحقوق وواجبات

وأشار الحوسني إلى أن النشء الحالي لا يلم بمسؤولية الحياة الزوجية ولاحقاً الأسرية، لافتاً إلى أن الحياة الزوجية بالنسبة لهم مجرد متعة أو سياحة لا يعرفون أنها تتضمن مسؤوليات كبيرة وأنه بالرغم من السعادة الموجودة في الحياة الزوجية هناك جانب آخر يقتضي من الشخص أن يعرف حقوقه وواجباته تجاه الطرف الآخر وكيفية إدارة المشكلة لو وقعت بين الزوجين.

مدعو التنمية الذاتية خطر محدق

وحذر الحوسني من ظاهرة انتشرت في السنوات الثلاث الأخيرة تروج لمفاهيم خاطئة يقوم بها أشخاص غير مؤهلين في المجال الأسري سواء النفسي أو الاجتماعي ويدعون الخبرة في مجال التنمية الذاتية، إذ قال: «بدأ هؤلاء يعززون أفكاراً لا تتناسب مع مجتمعاتنا منها تشجيعهم الزوجة أو الزوج أن يعيش كل منهما حياته ويستمتع بمعزل عن الآخر، وأن يكون له وقته الخاص كنوع من النصيحة الهادمة وتعزيز روح الأنانية لدى كل من الزوجين، وللأسف لاقت تلك الأفكار قبولاً من الرجال ولكن النساء كن الشريحة الأكبر دون أن يدركن أن الحياة الزوجية مشاركة تتضمن تنازلات، ودليلنا قوله تعالى «لا تنسوا الفضل بينكم»، ولم يقل سبحانه لا تنسوا العدل ولكن ذكر الفضل لأن الحياة الزوجية مبنية على الفضل والتسامح وكل أسرة تختلف عن الأخرى من حيث الطبيعة والبيئة والعادات والتقاليد والثقافة».

اقتراح بإطلاق "عام الأسرة"

وانطلاقاً من أهمية الأسرة في بناء المجتمع، اقترح الحوسني إطلاق «عام الأسرة» أسوة بعام التسامح وأن تكثف الحملات والمبادرات التوعوية بحيث تركز على موضوع الأسرة التي يخرج من تحت عباءتها القاضي والجندي والمحامي والإداري والمهندس، قائلاً: «إن الدولة التي تعاني من أسر مفككة لا يمكن أن تصنع نهضتها وحضارتها فالإنسان هو أساس كل حضارة ونهضة».