أعلنت دبي العطاء ـ جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ـ عن منح 7.986.920 درهم إماراتي (2.174.199 دولار أمريكي) لـ4 مقترحات بحثية، في إطار الغلاف المالي الموجه للبحوث ضمن التعليم في حالات الطوارئ.
يذكر أن الغلاف المالي أُطلِق في شهر سبتمبر من عام 2016 على هامش الدورة الـ71 من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بالتعاون مع الشبكة العالمية لوكالات التعليم في حالات الطوارئ INEE)، وهي شبكة عالمية مؤلفة من عدد من الأعضاء العاملين على ضمان حصول جميع الأفراد على حق التعليم السليم، والآمن، والملائم، والعادل. وبعد إجراء عملية مراجعة صارمة وأخذ آراء فريق استشاري يتكون من خبراء في هذا المجال، تم اختيار 11 مقترحاً من بين 63 مقترحاً مقدماً بـ4 لغات (العربية، الإنجليزية، الإسبانية والفرنسية)، ليتم منح 4 مشاريع بحثية منها. وتم منح 4 منظمات أكاديمية وتنموية تتضمن «بلان إنترناشيونال كندا» وجامعة مكغيل، وجامعة ميشيغان، ومؤسسة «وورلد إديوكيشن»، وكلية المعلمين في جامعة كولومبيا.
وفي تعليقها على أهمية البحث لتعزيز النهج المتبع للتعليم في حالات الطوارئ، قالت رئيسة إدارة البرامج في دبي العطاء أنينا ماتسون: «يكون التعليم في حالات الطوارئ والأزمات عادة أول القطاعات التي تتأثر بشدة. وفي مثل هذه الحالات، يعد انخفاض معدلات الالتحاق بالمدارس وارتفاع معدلات التسرب وضعف مستويات التعليم، وكذلك عدم المساواة بين الجنسين من بين أكثر القضايا إلحاحاً التي يواجهها البلدان. ولمعالجة هذه القضايا، تلعب البحوث دوراً محورياً في إيجاد حلول فعّالة ومستدامة للاستجابة لهذه التحديات. وتتطرق البحوث أيضاً إلى التحديات التي يواجهها التعليم في حالات الطوارئ، وبالتالي تساعدنا على تقديم أدلة للاستعداد بشكل فعّال ووضع استراتيجيات للاستجابة في الوقت المناسب».
هذا وقد تم تقديم المقترح الأول بعنوان "البحث التشاركي حول التعليم وتعزيز القدرات في مالي (PREAM)«، من قبل»بلان إنترناشيونال كندا" (بلان كندا) وجامعة مكغيل (McGill). وسيسلط هذا البحث الضوء على العلاقة بين الجنسين وتعزيز القدرات والتعليم في سياق الأزمات مع مساهمات من المشاركين المراهقين في مالي. وسيقدم البحث معلومات حول عمل الجهات التعليمية، والتنموية، والإغاثية المعنية، إضافة إلى تعزيز قدرات الفتيات والفتيان المراهقين على تقديم المعلومات اللازمة لإثراء الحوارات المجتمعية حول المسائل المتعلقة بالتعليم، وتعزيز القدرات، إلى جانب المساواة بين الجنسين.
وقد تم تقديم المقترح الثاني، بعنوان «اتخاذ القرارات التعليمية عقب الكارثة: الدليل من إعصار إيداي في موزمبيق»، من قبل جامعة ميشيغان. تسعى هذه الدراسة لاستكشاف مدى تأثير التعرض لإعصار إيداي على القرارات التعليمية المتعلقة بالالتحاق والحضور المدرسي، وما إذا كانت التدخلات الصحية والتعليمية المجتمعية قد أدت دوراً وقائياً وكيفية ذلك.
أما البحث الآخر، فتم تقديمه من قبل مؤسسة «وورلد إديوكيشن» ويحمل عنوان «الشباب اللاجئون خارج التعليم في إثيوبيا: تحليل لعقبات ودوافع المشاركة في التعليم الأساسي بين السكان المحرومين». وتسعى هذه الدراسة لاستقصاء العوامل والتحديات المتعلقة بالمشاركة في الدراسة والالتحاق بالمدارس في مجتمعات اللاجئين في إثيوبيا، مع التركيز على الفوارق بين الجنسين والطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتسعى نتائج هذا البحث لدعم التخطيط المستقبلي المتعلق بالاندماج الآمن للاجئين في أنظمة التعليم الوطنية.
أما المقترح الرابع، فقد جاء تحت عنوان «التعليم من أجل العدالة الانتقالية، والمصالحة، وتحقيق السلام: حالة كولومبيا»، وتم تقديمه من قبل كلية المعلمين في جامعة كولومبيا. سيتقصى هذا البحث كيفية تضمين عمليات تحقيق السلام في قطاع التعليم والفصول الدراسية في سياقات ما بعد النزاع في كولومبيا. وبشكل أكثر تحديداً، يسعى البحث إلى إدماج كيفية تفاعل الطلبة والمعلمين مع تحقيق السلام، وخلق حوار عالمي ووطني حوله.
وقال مدير الشبكة العالمية لوكالات التعليم في حالات الطوارئ دين بروكس: «إننا متحمسون جداً لرؤيتنا الانتشار الجغرافي والتنوع في سياق مقترحات هذه الدورة. ومع ازدياد فرص منح البحوث في التعليم في حالات الطوارئ، فإنه من الضروري كمجتمع أن نركز بشكل جماعي على إنتاج المعرفة فيما يخص التعليم في حالات الطوارئ والعمل على ضمان أن يكون تصميم البحوث وتنفيذها ونشرها بشكل شامل، حيث تقودها أصوات الأشخاص والمؤسسات الأكثر تضرراً من الأزمات».
وسيتم الإعلان عن الدورة الرابعة لتقديم المقترحات للغلاف المالي الموجه للبحث ضمن التعليم في حالات الطوارئ في مارس 2020. وسيُفتح باب تقديم المقترحات البحثية أمام المؤسسات الأكاديمية، والمؤسسات البحثية، والمؤسسات الخاصة وغير الربحية، ووكالات الأمم المتحدة، والوكالات الحكومية، والشركات الخاصة، ويمكن تقديم المقترحات باللغات الإنجليزية، والفرنسية، والعربية، والإسبانية، والبرتغالية.
ويسعى الغلاف المالي الموجه للبحوث إلى تعزيز قاعدة الأدلة العلمية الخاصة بالتعليم في حالات الطوارئ، من خلال منح البحوث التي تعتمد على أدوات صارمة والموجهة لتوفير المعلومات اللازمة للسياسات والممارسات الخاصة بالفاعلين الدوليين والإقليمين والوطنيين والمحليين في مجال التعليم في حالات الطوارئ. إقامة شراكات بين الأواسط الأكاديمية والوكالات المنفذة تعتبر ممارسة تأمل دبي العطاء في أن تعززها من أجل التنسيق الفعال بين الفاعلين المختلفين في مجال التعليم والطوارئ، وبالتالي ضمان أن تكون البحوث مناسبة وقابلة للتنفيذ ومتاحة بحرية دون قيد للحصول عليها.