الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

ندوة تناقش دور الإعلام السعودي في تنفيذ رؤية المملكة 2030

ندوة تناقش دور الإعلام السعودي في تنفيذ رؤية المملكة 2030
أكد المتحدثون في ندوة استضافها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية اليوم تحت عنوان «واقع الإعلام السعودي بين التحول والتغيير» على أهمية تضافر الجهود الحكومية والإعلامية لتوحيد الرسائل الموجهة للرأي العام حول رؤية المملكة 2030، وتصحيح ما قد يكون خطأ حولها، وتطوير الخطط الإعلامية والبرامج التنفيذية المرتبطة بها بشكل عام، فضلاً عن ضرورة تعزيز الجهود لتغيير الصورة الذهنية لدى الغرب عن المملكة العربية السعودية، مشيرين إلى أنه بالرغم من البرامج والمبادرات التي أطلقتها المملكة خلال الفترة الأخيرة لدعم المرأة السعودية أو لمكافحة الفساد والتصدي للإرهاب، إلا أن تلك الجهود لم تترك أثراً أو تغييراً واضحاً في الصورة الذهنية القديمة.

وأشار مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي في كلمته إلى أن الندوة تناقش مجموعة من الموضوعات التي تتعلق بالإعلام السعودي، من بينها الدور الذي يقوم به في تحقيق رؤية المملكة 2030، وفي تعزيز الصورة الذهنية للمملكة في الخارج، وفي نشر الوعي بالتحولات المجتمعية التي تشهدها المملكة، وفي تناول صورة الآخر.

وذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة ندوات الإعلام العربي 2020، التي سينظمها المركز انطلاقاً من إدراكه المتعاظم بأهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة ما بات يعرف بـ"وسائل الإعلام الجديد" التي يتصاعد دورها يوماً بعد يوم بفعل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وما أفرزته من تقدم مذهل في التقنيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي.


وسلط المتحدثون الضوء على أبرز الإنجازات والتطور في وسائل الإعلام السعودي خلال الفترة الماضية، وخاصة أن 68% من سكان المملكة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.


ويتصدر «يوتيوب» وسائل التواصل بنسبة استخدام تصل إلى 73 % من إجمالي السكان، و72 % من السكان يستخدمون برنامج «واتساب»، فيما يتفاعل 46% من مواطني ومقيمي المملكة مع «سناب شات» و36% مع «إنستغرام» و30% مع تويتر.

وأكد المتحدثون على أهمية تعزيز برامج التوعية والبرامج الإعلامية الحكومية عبر الوسائل التقنية الحديثة، وخاصة أن عدد مستخدمي الإنترنت يبلغ 30.3 مليون مستخدم من بين 34 مليون نسمة بالسعودية.

وذكر المتحدثون أن أول صحيفة سعودية تدعى "أم القرى" صدرت عام 1924، وأول بث إذاعي سعودي عام 1949، وأول بث تلفزيوني في 1965، فيما انطلقت الخدمات الرقمية في المملكة بحلول عام 1994.

ودعا المتحدثون في الندوة إلى أهمية مواكبة المحتوى الإعلامي لمتطلبات المرحلة المقبلة من الأهداف الاستراتيجية السعودية، فضلاً عن تعزيز دور الإعلام لمواجهة المشاكل والمعوقات التي تتعلق بالثقافة المعرقلة والهدامة عبر طرح الآراء الصائبة والمعلومات الإيجابية.

وطالبوا بأهمية وجود إعلام موضوعي في المملكة، قادر على النقاش بعمق وبموضوعية واستضافة صناع السياسات، وذلك من أجل تعزيز برامج رؤية 2030 للملكة العربية السعودية.

وشددوا على أهمية إيجاد وكالة إعلامية عربية قادرة على نقل الصورة بوضوح وشفافية ومصداقية لمواجهة التقارير المسيئة الموجهة من الوكالات الغربية عن المملكة العربية السعودية، وخاصة أن العديد من الدول العربية تعتمد على تلك الوكالات كمصدر للأخبار عن العالم ودول الوطن العربي.

ولفت رئيس تحرير ومقدم برامج في قناة MBC، علي العلياني خلال عرضه ورقة بعنوان "مهمة الإعلام السعودي في ضوء رؤية المملكة 2030" إلى أهمية الإعلام بصفته شريكاً مقترناً لكل نجاحات مؤسسات الدولة، فضلاً عن دوره في مواجهة الهجمات الشرسة الخارجية، وبناء الكفاءات، وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية.

وتحدث العلياني حول مهمة الإعلام السعودي في ضوء رؤية المملكة 2030، وقال «إن الإعلام من أهم أدوات تعزيز نجاح الاستراتيجيات الوطنية المختلفة وتسويقها محلياً وخارجياً، ورأس حربة الدفاع عن الوطن ومكتسباته وقوة ناعمة لا يمكن الاستغناء عنها».

بدوره، سلط رئيس تحرير جريدة الحياة بالسعودية والخليج العربي، سعود الريس، الضوء على الصورة الذهنية عن المملكة بالماضي والحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن الماضي لم يشهد وجود إعلام عربي، فيما خلقت أحداث "سبتمبر" نوعاً من الإعلام والحراك الدافع للإعلام العربي.

وأردف "الحديث عن الصورة الذهنية للمملكة في المرحلة الحالية لا تقل تعقيداً عن الفترة السابقة، ولكن لـ "رؤية 2030" صدى كبير وخاصة في مكافحة الفساد والإرهاب والتي انعكست بشكل واضح في الشارع العرب، ولكن الصورة ما زالت لا تنقل كما ينبغي إلى الغرب بل يتم تشويهها، وذلك بالرغم من البرامج الحكومية المهمة بما فيها برنامج الإقامة المميزة والإصلاحات الإدارية، واختيار سفراء ووزراء شباب."

ومن جهته، تحدث مساعد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط الدولية بالمملكة المتحدة، زيد بن كمي، حول أهمية الوعي الإعلامي في ظل التحولات المجتمعية بالمملكة، لافتاً إلى أن الرياض تعد أول عاصمة رقمية بالعالم العربي والثالثة عالمياً في أولوية استخدام شبكة الجيل الخامس.

وأشار إلى دور الإعلام في تعزيز التعليم ونشر الأخبار والرقابة والترفيه والإعلان والترويج وتكوين الآراء والاتجاهات، مشيراً إلى الدور الكبير والتأثير المهم لوسائل الإعلام الحديثة والتقليدية، منوهاً بأن عدد المواقع الإخبارية في السعودية تصل إلى 660 موقعاً و45 صحيفة توزع بالمملكة.

وتطرق المشرف العام على منتدى الإعلام السعودي ورئيس مجلة سيدتي والرجل بالسعودية، محمد الحارثي إلى أن نظرة الكثير من الشعوب العربية إلى الآخر صورة مبالغ فيها، محذراً من خطورة الصمت عن الصورة النمطية لدى الغرب عن السعودية، إذ إنه من المهم التحرك بقوة من أجل تغيير تلك الصورة.

وسلط الضوء في كلمته على "صورة الآخر في الإعلام السعودي"، ودعا إلى أهمية تركيز الوسائل الإعلامية السعودية على المهنية والواقع والانفتاح وتعزيز مبادئ السلام والتسامح وتقبل الآخر والتعايش، إذ إنه الطريق الوحيد لتعزيز النجاح.