الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إطلاق الدليل الاسترشادي لترشح ودخول المرأة مجالس الإدارة

إطلاق الدليل الاسترشادي لترشح ودخول المرأة مجالس الإدارة
قالت حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة إن مشاركة المرأة في مسيرة التنمية مثلت ركيزة رئيسية في بناء ونهضة الدولة طوال العقود الخمسة الماضية.

وأضافت سموها أن القيادة الرشيدة للدولة تحرص على ترسيخ هذا النهج الذي يستند إلى مبدأ تكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين ضمن الخطط الاستراتيجية التي ترسم مستقبل الإمارات والهادفة إلى أن تصبح أفضل دول العالم في كافة المجالات.

وأكدت سمو رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين أن المجلس، منذ تأسيسه عام 2015 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عمل على ترجمة رؤية قيادتنا الرشيدة في دعم مكانة المرأة الإماراتية وإعداد كفاءات وقيادات وطنية قادرة على التعامل مع تحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل، من خلال مشاريع ومبادرات متنوعة، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بتعزيز مكتسبات ودور المرأة في مسيرة التنمية الشاملة، ودعم تواجدها عالمياً.


جاء ذلك بمناسبة إطلاق مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين اليوم الاثنين الدليل الاسترشادي لترشح ودخول المرأة لمجالس الإدارة، ضمن فعاليات منتدى المرأة العالمي - دبي 2020، المنظم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بمشاركة أكثر من 3000 شخص من القادة والمسؤولين والأكاديميين والخبراء من 87 دولة، ويعقد تحت شعار "قوة التأثير".


وتم إطلاق الدليل في مؤتمر صحفي تحدث فيه الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع الدكتور عبيد الزعابي، والمدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة شمسة صالح.

وأوضحت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم أن تطوير هذا الدليل الاسترشادي هو مبادرة جديدة لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين ضمن جهوده الرامية لتقليص الفجوة بين الجنسين في كافة قطاعات الدولة كهدف استراتيجي مع زيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية ومراكز صنع القرار في القطاعين الحكومي والخاص، بما في ذلك التمثيل المناسب في مجالس الإدارة، باعتبارها المحرك الأهم بالشركة أو المؤسسة والمحدد الأول لنجاحها، انطلاقاً من مسؤولية مجالس الإدارة عن وضع الخطط الاستراتيجية ومتابعة تنفيذها التنفيذ الأمثل، مؤكدة سموها أن أهمية هذا الدور تتزايد إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الشركات هي من أهم دعائم الاقتصاد الوطني.

وأعربت سموها عن اعتزازها "بأن دولة الإمارات كانت أول دولة في المنطقة وثاني دولة في العالم تصدر تشريعاً ملزماً في عام 2012 بضرورة تمثيل المرأة في مجالس إدارة المؤسسات والجهات الحكومية وذلك بقرار من مجلس الوزراء، حيث تبنى المجلس مبادرة "المرأة في مجالس الإدارة" التي أطلقناها في نوفمبر 2011، بهدف زيادة تمثيل المرأة في مجالس إدارة المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة، كما أصدرت هيئة الأوراق المالية والسلع قراراً للشركات المساهمة العامة المدرجة في أسواق المال برفع نسبة تمثيل المرأة في مجالس إداراتها، ما يتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك لتحقيق هذه الأهداف الوطنية، فضلاً عن دور المرأة الإماراتية في الاستفادة من هذه التشريعات والرؤى الحكومية الداعمة من خلال العمل على تعزيز معارفها وبناء قدراتها بما يمكنها من الترشح والانضمام لمجالس الإدارة، مع إدراكها لما يمثله ذلك من قيمة مضافة لأداء المجالس ومردود الشركات والمؤسسات"، وأكدت سموها أن المرأة الإماراتية قادرة على هذه الإضافة لما تتمتع به إمكانيات معرفية ومهنية وما تتحلى به من مسؤولية وقدرة على مواصلة مسيرة النجاح التي ميزتها في كافة المجالات طوال السنوات الماضية.

مردود إيجابي

ويتطرق الدليل إلى أهمية عضوية المرأة في مجالس الإدارة بالنسبة لها ولأداء المجلس والمؤسسات والاقتصاد بشكل عام، ويتناول مواصفات الشخص الذي يترشح للعضوية وكيف يعد نفسه معرفياً ومهنياً لهذا الدور الذي يعتبر مسؤولية كبرى أكثر منه تشريفاً، وما يجب أن يتحلى به من سمات ومهارات ومعارف كي يكون إضافة في أداء المجلس، ويتناول المردود الإيجابي لتمثيل المرأة في المناصب القيادية، والتي أكدته الدراسات والأبحاث المتخصصة في مجال تميز المرأة، منها قدرتها على إلهام الآخرين، وتنمية الأفراد، والاتصال الفعال، كما أثبتت هذه الدراسات أن الأداء المالي للشركات التي بها تنوع بين الجنسين في مجالس إداراتها كان أفضل من الشركات الأخرى، وأن الشركات التي تضم عدداً أكبر من النساء في المراكز القيادية أحرزت أداء أفضل من الشركات التي تضم عدداً أقل من النساء في عدد من مقاييس الأداء المؤسسي مثل المساءلة والابتكار ومهارة القيادة.

كما أكدت التجارب أن انضمام المرأة بشكل فعال وإيجابي في مجالس إدارات الشركات بجميع أنواعها وأحجامها يضيف منظوراً جديداً ومختلفاً إلى أسلوب الإدارة، إضافة إلى أن وجود العنصر النسائي في مجلس الإدارة يؤدي إلى المزيد من الاستقلالية، والابتكار، وتعظيم أداء الشركة من حيث القيمة المضافة للمساهمين، كما أن الحوكمة الإدارية والمجتمعية لدى الشركات التي لديها عنصر نسائي في مجالس إداراتها كان أفضل من الشركات الأخرى.

دعم اقتصادي

وقالت نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين منى غانم المري، إن الدليل الاسترشادي لترشح ودخول المرأة لمجالس الإدارة يأتي ضمن المبادرات التوعوية والمعرفية للمجلس، والهادفة إلى تسليط الضوء على أحد أشكال الدعم الاقتصادي للمرأة الإماراتية والمتعلق بتمثيلها المناسب في مجالس إدارة المؤسسات الحكومية والخاصة وانعكاساته الإيجابية العديدة، موضحة أن اهتمام المجلس بتعزيز هذا الدور ينطلق من رؤية قيادتنا الرشيدة التي تعتبر المرأة ركيزة رئيسية من ركائز نجاح المجتمع ومسيرة التنمية بكافة أشكالها، وما تتضمنه رؤية الإمارات 2021 من أهداف تؤكد على رفع مستوى مشاركة المرأة في المجتمع، لا سيما على الصعيد الاقتصادي.

وأضافت أنه "انطلاقاً من النتائج الإيجابية التي أكدتها لممارسات والتجارب العالمية لتمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات والمؤسسات، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة بتعزيز الدور الاقتصادي للمرأة الإماراتية، عمل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين على بناء شراكات قوية مع الجهات المعنية في الدولة لتفعيل مبادرة (المرأة في مجالس الإدارة)، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة المجلس، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة في عام 2011، حيث أبرمت مذكرة تفاهم مع هيئة الأوراق المالية والسلع في عام 2017 لتعزيز التعاون وتكثيف الجهود المشتركة في مجالات التأهيل والتثقيف التوعوي وتنظيم برامج تدريبية وورش عمل لبناء القدرات وإعداد قياديات مؤهلات للترشح والانضمام لمجالس إدارة الشركات، وبما يسهم كذلك في تنفيذ قرار الهيئة برفع نسبة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات المساهمة العامة المدرجة بأسواق المال إلى 20%، وهي خطوة رائدة واكبت اتجاه العديد من البورصات العالمية لتخصيص نسبة إلزامية من عضوية مجالس إدارة الشركات المدرجة بها للمرأة أو وضع نسب استرشادية لتمثيلها".

وأشارت إلى أن هذه الجهود المشتركة للمجلس والهيئة عززت النتائج المتحققة في القطاع الحكومي المترتبة على القرار الإلزامي لمجلس الوزراء بضرورة تمثيل المرأة في مجالس إدارة المؤسسات والهيئات الحكومية الاتحادية، حيث ارتفعت نسبة تمثيل المرأة فيها إلى 17% عام 2018، كما شهدت مجالس إدارة شركات المساهمة العامة نمواً في التمثيل النسائي بلغ 5% بالشركات المدرجة في سوق دبي المالي عام 2017، مقابل 2.49% عام 2016، و1.2% فقط عام 2008.

وثيقة مهمة

وخلال المؤتمر الصحفي، أشاد الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية والسلع الدكتور عبيد الزعابي بجهود مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين والتعاون القائم مع هيئة الأوراق المالية والسلع لتعزيز الدور الاقتصادي للمرأة ورفع نسبة تمثيلها في مراكز صنع القرار، مضيفاً أن هذا الدليل الذي أعده المجلس يعد وثيقة مهمة لرفع الوعي بأهمية مشاركة المرأة في مجالس إدارات الشركات المساهمة العامة، مشيراً إلى أن الهيئة قدمت الدعم الاستشاري وفقاً لمذكرة التعاون المبرمة لإنجاز هذا الدليل والتعاون على تطبيقه.

مراكز صنع القرار

بدورها، قالت المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة شمسة صالح إن استراتيجية دولة الإمارات لتحقيق التوازن بين الجنسين تتضمن قطاعاً رئيسياً يتعلق برفع مشاركة المرأة في مراكز صنع القرار، وأن مجالس الإدارة هي من أهم مراكز صنع القرار، لذلك اهتمت الدولة بهذا الملف بشكل كبير كونه يشكل دعامة رئيسية لتمكينها اقتصادياً، ضمن النهج العام للدولة بدعم وتعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، وهو نهج ثابت منذ تأسيس الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وأضافت أن إعداد هذا الدليل يأتي في سياق الاستراتيجية التي ينتهجها مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في تبني أرقى الأسس والمعايير للوصول إلى تمكين المرأة الإماراتية في جميع مجالات العمل ومنها مجالس الإدارة بما يحقق التوازن بين الجنسين في مراكز صنع القرار.