الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

باحث بجامعة الإمارات ينتج أصباغاً غذائية من سعف النخيل

ابتكر باحث بجامعة الإمارات تقنية جديدة لاستخلاص أصباغ نباتية ومحفزات نمو ومحسن للتربة من سعف النخيل عن طريق استخراج مادة تعرف بـ«الأنثوسيانين» بكميات اقتصادية واستخدامها كملون غذائي طبيعي وبديل للأصباغ الصناعية التي أثبتت الأبحاث أضرارها على الصحة.

وأوضح اختصاصي بحوث طبية بكلية الأغذية و الزراعة الدكتور حسن محمد عبدالله أن التوسع في زراعة النخيل في العقود القليلة الماضية في المنطقة فرض تحديات على صعيد التخلص من نفايات النخيل التي يؤدي تراكمها إلى مشاكل بيئية، واستدعى الأمر إيجاد حلول مناسبة للاستفادة من هذه النفايات.

و أكد الباحث أن هذا الابتكار يساعد على إنشاء مشروع على نطاق ميداني وبتكنولوجيا بسيطة ليس فقط للتخلص من نفايات أشجار النخيل ولكن أيضاً للحصول على منتجات ذات قيمة تجارية.

وقال: «تمكنا من استخدام أوراق النخيل بالكامل للحصول على 15 إلى 20% كمستخلص يمكن الاستفادة منه كأصباغ غذائية صحية وحوالى 40% كمخصب نباتي ومحسن لخواص التربة».

وأوضح أن أهمية هذا الابتكار تكمن في أنه يستفيد من سعف النخيل بطرق آمنة بيئياً وذات جدوى اقتصادية، والذي كان يعتبر من النفايات التي تشكل عائقاً بيئياً تصعب الاستفادة منها أو التخلص منها.

وأكد أنه على الرغم من أن استخدام أصباغ الفواكه والخضراوات كبدائل طبيعية للأصباغ الغذائية الاصطناعية ليست جديدة، إلا أن "ما يميز العمل القائم في مختبرنا هو استخراج مادة الأنثوسيانين من النفايات الثانوية، ما يجعل تكلفه الإنتاج زهيدة جداً مقارنة بالأصباغ المستخلصة من الفواكه والخضراوات، بإضافة للاستخدامات الآمنة لهذا المنتج في مجال الأصباغ الغذائية".

و«الأنثوسيانين» عبارة عن مركبات أو صبغات ملونة تكون بألوان متعددة كالأحمر والأرجواني والأزرق وغيرها، وهي توجد في الأزهار والثمار والسيقان والجذور والأوراق، كما أن معظم ألوان الأزهار والثمار تعود إلى صبغة الأنثوسيانين.

و يعكف الدكتور حسن محمد عبدالله بالتعاون مع عدد من الباحثين في مجال التربة، على تحضير منشط حيوي طبيعي مبتكر من أوراق النخيل، والذي أثبت بعد تجربته على النبات فاعليته في تحفيز النمو بنسبة 40 إلى 70% لكل من المجموع الخضري والجذري، ويقلل من تأثير الملوحة واستخدام مياه الري بنسبة 30%.

وأكد الباحثون «أن هذا المنشط صديق للبيئة وآمن، لكونه طبيعياً ولا يحتوي على مواد كيميائية وليست له أثار جانبية ضارة على الأرض».