السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الاستهلاك العائلي العشوائي وراء 50% من مسببات التلوث

الاستهلاك العائلي العشوائي وراء 50% من مسببات التلوث

كشف رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة الدكتور المهندس راشد الليم، أن الاستهلاك العائلي العشوائي للموارد الطبيعية والطاقة وراء أكثر من 50% من مسببات البصمة البيئية، ما يعكس أهمية ودور وعي الأفراد وتغيير سلوكهم الاستهلاكي كأهم عامل لخفض نسبة التلوث.

وقال «يعد التلوث الكربوني من التحديات الرئيسة التي تحتاج لتضافر جهود كافة الجهات للعمل على تقليلها باستخدام الأنظمة الذكية التي تطرح حلولاً ووسائل لخفض هذه الانبعاثات والاستخدام الأمثل للأجهزة، وكذلك بناء القدرات الوطنية ورفع مستوى الوعي البيئي بالمخاطر التي تنطوي عليها ظاهرة تغير المناخ، وتطوير آليات وعمليات الاستهلاك لتصبح أكثر كفاءة وأقل حاجة للطاقة وتقليل الهدر الناجم عنها لعوامل فنية وتقنية، بالإضافة إلى نشر الوعي البيئي بين الأفراد أنفسهم لتقليل الاستهلاك وعدم الهدر سواء في الطاقة أو الموارد الطبيعية الأخرى».

وعرّف الليم البصمة البيئية بأنها مؤشر لقياس تأثير مجتمع معين على كوكب الأرض ونُظمه الطبيعية، ويوضح مؤشر البصمة البيئية مدى مستوى استدامة نمط عيش سكان دولة محددة، ومدى تأثيرهم وضررهم بكوكب الأرض، موضحاً أنه يتم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال مقارنة استهلاكنا للموارد الطبيعية مع قدرة الأرض على تجديدها، ويمكن استخدام البصمة البيئية لحساب أنماط الاستهلاك الخاصة بدولة معينة أو مدينة أو شركة أو فرد، وهي ترتبط باستهلاكنا الصافي للموارد الطبيعية.

ولفت إلى أن الهيئة وضعت برنامجاً محدداً شمل تنفيذ العديد من المشروعات التي تساهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية في مجالات إنتاج الطاقة والمياه، وستستمر في السعي نحو دراسة وتنفيذ الفرص المناسبة فنياً واقتصادياً لتقليل البصمة الكربونية، ومن هذه المبادرات والمشاريع استعمال الغاز الطبيعي للإنتاج بشكل أساسي، ورفع كفاءة إنتاج الوحدات الحالية، وإدارة الأحمال، وتقليل الفاقد من الشبكات إلى نسب تعد الأفضل عالمياً ومشروعات إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في إنتاج المياه المعبأة بأفضل جودة وكذلك رفع كفاءة وحدات الإنتاج وإلغاء الفواتير الورقية وتحويلها لإلكترونية واستخدام البرامج المتقدمة في إنجاز معاملات خدمة المشتركين وكذلك إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية لترشيد الاستهلاك في استخدام الطاقة والمياه ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.

وشدد الليم على ضرورة تبني استراتيجيات مستقبلية لتخفيض الانبعاثات الكربونية في ظل التسارع بالتطور العمراني والاقتصادي والبشري، وتحديد المعايير الخاصة بتحسين مؤشر الأداء البيئي وتخفيض الانبعاث الكربونية وتوفير آليات لتطبيق هذه المعايير ونشرها في المجتمع خاصة أن سلوك الأفراد يلعب دوراً أساسياً في التأثير على نسبة التلوث التي تزيد نتيجة استهلاك الموارد بشكل خاطئ وكذلك تضافر جهود وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم ومراكز البحوث الاجتماعية وكافة الجهات الحكومية والخاصة في التأثير، بشأن سلوك الفرد والعائلة في الاستهلاك، وتشخيص العناصر التي تحفز على الاستغلال الأمثل للموارد دون هدرها.

وأكد «تخطو إمارة الشارقة نحو المستقبل بثبات وثقة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنمية الوعي بقضايا المجتمع الحيوية ومن أهمها تخفيض الانبعاثات الكربونية والمشروعات البيئية من أجل حماية وضمان مستقبل أفضل للسكان».