الخميس - 10 أكتوبر 2024
الخميس - 10 أكتوبر 2024

الإمارات تؤسس في 48 ساعة مركزاً للصحة الوقائية لرعايا الدول العائدين من الصين

أسست الإمارات، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، مركزاً للصحة الوقائية ضمن «المدينة الإنسانية» في أبوظبي لتقديم الرعاية العلاجية وإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم من مقاطعة هوباي الصينية، بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد - 19»، للتأكد من سلامتهم، وذلك في إطار نهج الإمارات الإنساني في مساعدة الأشقاء ومد يد العون لهم في الظروف الطارئة.

وساهمت الجهود الوطنية المشتركة في إنجاز هذا المشروع الإنساني في زمن قياسي خلال 48 ساعة منذ الإعلان عن إجلاء الإمارات لرعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من الصين، ما يؤكد قدرة الإمارات وإمكاناتها في التعامل مع الحالات الطارئة في أوقات الأزمات.

ويوفر المركز، الذي تم تجهيزه بكافة المستلزمات الضرورية للعائدين من مقاطعة هوباي الصينية، منظومة رعاية صحية متكاملة طوال فترة الحجر الصحي المقررة بـ14 يوماً وبما يتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية إلى حين التأكد التام من سلامتهم.

ويقدم مركز الصحة الوقائية الذي تم رفده بالمعدات والأجهزة الطبية الحديثة خدمات إجراء الفحوص الطبية لكافة الفئات العمرية من الذين تم إجلاؤهم من الصين للوقوف إلى جوارهم في هذه الظروف الطارئة التي يمرون بها، ما يؤكد صواب هذا القرار الإنساني المسؤول في نجدة الأشقاء والأصدقاء.

وتم تجهيز مركز الصحة الوقائية، الذي يقدم خدمات الطوارئ على مدار 24 ساعة، بأحدث معدات الفحص الطبي وتزويده بالكمامات والمعقمات ووسائل الوقاية إضافة إلى الطواقم الطبية المؤهلة والمدربة للتعامل مع الحالات الصحية، بينما يضم المركز غرف عزل مزودة بمستلزمات مكافحة العدوى.

ويجسد تأسيس مركز الصحة الوقائية، الذي يراعي تطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة العالمية، جهود الإمارات الإنسانية وإعلاء قيم التضامن مع المجتمعات والشعوب في الأزمات والكوارث ونهجها الراسخ في الفزعة لنجدة الأشقاء والأصدقاء في أحلك الظروف لتعيد لهم الأمل في الحياة بعد أن ضاقت بهم السبل.

وأكد رئيس قسم برامج الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة الدكتور فيصل مصلح الأحبابي جاهزية المركز لرصد واكتشاف أي حالات مشتبه بها، والتعامل مع الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» إضافة إلى تدريب الأطباء على تطبيق إجراءات مكافحة العدوى طبقاً للبروتوكولات الطبية المعتمدة مع توفير وسائل تشخيص الحالات التي تعتمد على التقنيات الحديثة.

وأضاف الأحبابي أنه تم وضع خطط وقائية لتطبيق إجراءات مكافحة العدوى وتدريب الفريق الطبي الموجود داخل المركز والمسؤول عن مكافحة العدوى على كيفية التعامل الصحيح للوقاية من مختلف أنواع الفيروسات، وفى مقدمتها فيروس كورونا المستجد.

وأشار رئيس قسم برامج الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة إلى أنه تم تجهيز المركز بجميع الأدوات الطبية والأجهزة الصحية للمتابعة اليومية لرعايا الدول الشقيقة والصديقة العائدين من الصين، وذلك من خلال طاقم طبي يعمل على مدار الساعة، إضافة إلى عمل زيارات صباحية لكل الأشخاص المتواجدين في الحجر الصحي لمتابعة درجة حرارة الجسم والتأكد من عدم ظهور الأعراض المرضية عليهم.

وقال الأحبابي إن المركز يضم سيارات إسعاف تتواجد في موقع الحجر الصحي على مدار الساعة لنقل الحالات المشتبه بإصابتهم بالفيروس، إضافة إلى توفير كادر طبي لمتابعة ضيوف الإمارات خلال فترة حضانة الفيروس والمقدرة بـ14 يوماً، إذ يتم خلال هذه الفترة تقديم الرعاية الطبية اللازمة وتوفير سبل المعيشة الكريمة.

وأوضح الأحبابي أن «الحجر الصحي» المقدر بـ14 يوماً مخصص للأشخاص المخالطين لحالات مصابة بالفيروس ولكن لم تظهر عليهم علامات المرض بعد، بينما «العزل الصحي» مخصص للأشخاص الذين ظهرت عليهم علامات الإصابة بالفيروس.

وفي إطار تعزيز مفاهيم الصحة الوقائية لضمان سلامة العاملين، قدم الدكتور فيصل الأحبابي محاضرة تثقيفية للكوادر الطبية والعاملين في مركز الصحة الوقائية للتعامل مع الحالات الصحية المشتبه بأن تكون حاملة لفيروس كورونا المستجد والمصابة به، وتضمنت الإرشادات التوعية الأساسية وتعريف المفاهيم الصحية للعدوى ومصادرها وطرق الوقاية منها.

وقدم الأحبابي شروحات وافية حول مفهوم العزل الصحي الذي يتمثل في عزل الحالات المشتبه بها لمدة 14 يوماً، وهي فترة حضانة الفيروس للتأكد من عدم الإصابة وإمكانية التعامل بشكل طبيعي، منوهاً بالعوامل المساعدة في انتشار الفيروس مثل العادات غير الصحية، فيما قدم شرحاً وافياً حول طرق الوقاية من المرض من خلال استخدام مطهر الأيدي وتجنب الاختلاط بالمرضى المصابين بأعراض تنفسية وغسل اليدين كثيراً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية وغيرها من طرق الوقاية من الإصابة بالفيروس.

وفي ختام المحاضرة تم التأكيد على أهمية تلقي المعلومات الصحيحة من الجهات الصحية الحكومية وعدم تداول معلومات خاطئة متعلقة بالأمراض بشكل عام من جهات مجهولة المصدر.