كشفت «القلب الكبير»، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة ودعم اللاجئين والمحتاجين حول العالم وتتخذ من الشارقة مقراً لها، عن وصول إجمالي عدد الترشيحات التي تلقتها المؤسسة إلى 242 من 52 دولة، للدورة الرابعة من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة اللاجئين، وتسعى المؤسسة من خلال الجائزة إلى تحفيز ممارسات العمل الإنساني وتقديم نماذج مبدعة من المؤسسات التي أحدثت تغييرات إيجابية على واقع وحياة اللاجئين عبر برامجهم ومبادراتهم في مجتمعاتهم المحلية.
وتبلغ قيمة الجائزة، التي تنظمها «القلب الكبير» بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 500 ألف درهم إماراتي، وتحظى برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتشكل الملفات الواردة من قارة أفريقيا 49% من إجمالي عدد الملفات المرشحة للجائزة، في حين بلغت نسبة الملفات الواردة من قارة آسيا 44%، ومن قارة أوروبا 5% ومن بقية دول العالم 2%.
وجاء أكبر عدد من الملفات المرشحة للجائزة من المملكة الأردنية الهاشمية بإجمالي 24 ملفاً، تليها جمهورية كينيا بـ19 ملفاً، ثم جمهورية أوغندا بـ18، وجمهورية نيجيريا بـ17 ملفاً، والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الكاميرون بـ11 ملفاً لكل منهما، وجمهورية باكستان بـ10 ملفات.
وراوح عدد الملفات المرشحة من بريطانيا، وجمهورية بنغلاديش، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية إثيوبيا وجمهورية غانا، وجمهورية الهند، وجمهورية أفغانستان، وجمهورية تركيا، وجمهورية جنوب أفريقيا، بين 4 و8 ملفات لكل منها.
تطوير ممارسات العمل الإنساني
وأتاحت مؤسسة القلب الكبير فرصة المشاركة في الجائزة للمرة الأولى ضمن هذه الدورة، للمؤسسات في جميع أنحاء القارة الأفريقية، بعد أن كانت المشاركة مقتصرة على قارة آسيا، ومنطقة شمال أفريقيا فقط، وذلك بهدف زيادة نطاق المشاركة، بما يعكس جهود مؤسسة القلب الكبير المتمثلة في تشجيع ودعم المبادرات الإنسانية المتميزة والمستدامة في تقديم العون للاجئين، والعمل على إدماجهم في مجتمعاتهم المحلية والمجتمع الدولي، وتوفير مقومات العيش اللائق والكريم لهم.
وتشير آخر الإحصاءات الدولية، إلى أن عدد الأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد والنزاعات تجاوز حاجز الـ70.8 مليون شخص في عام 2018، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي أكدت أن هذا الرقم هو أعلى مستوى تشهده المفوضية منذ ما يقرب من 70 عاماً على تأسيسها، وهو ضعف المستوى الذي كان عليه قبل 20 عاماً، وأكثر بـ2.2 مليون شخص عن عام 2017.
وتُجْمع المنظمات الدولية المختلفة في بياناتها وتقاريرها، على أن غالبية اللاجئين يعيشون في بلدان تعاني من مشكلات اقتصادية تنموية وضعف في الموارد والبنى التحتية، وأن تأثير الصراعات والأزمات على هذه البلدان تجاوز اللاجئين ووصل إلى كافة الفئات المحلية بدون استثناء.
وأكدت مدير مؤسسة القلب الكبير مريم الحمادي التزام المؤسسة بمواصلة جهودها في تطوير معايير وثقافة العمل الإنساني وأدواته، وبدعم المؤسسات العاملة في هذا المجال لتكون قادرة على الاستجابة للتحديات التي تفرزها الصراعات والأزمات المستمرة في أكثر مكان من العالم.
وأشارت إلى أن هذا العدد الكبير للملفات المرشحة للجائزة، يمثل استجابة عالمية لتوجهات الإمارة في مناصرة ودعم اللاجئين، يؤكد جدية المساعي نحو الوقوف إلى جانب اللاجئين ومساندة المجتمعات التي تستضيفهم، كما يوجه رسالة أمل لكل لاجئ في العالم تخبره أن هناك من يقف إلى جانبه ويعمل من أجله.
وأوضحت أن توسيع النطاق الجغرافي للجائزة ليشمل إلى جانب قارة آسيا كافة أنحاء القارة الأفريقية، بالإضافة إلى أن استقبال الملفات المرشحة وللمرة الأولى بشكل مباشر على الموقع الإلكتروني لمؤسسة القلب الكبير، سمح للمزيد من المنظمات بمشاركة العالم تجاربهم في دعم اللاجئين والمساهمة في توفير احتياجاتهم.