الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اليقظة والاحترافية.. سلاح الجمارك لضبط أغرب طرق تهريب المخدرات

وسائل مستحدثة وحيل عديدة، يلجأ إليها مهربو المواد المخدرة لمحاولة خداع الجهات الأمنية عند تنفيذهم جرائم نقل وترويج المخدرات، ظناً منهم أن التجديد والبعد عن الطرق التقليدية يساعدهم في إتمام أفعالهم في غفلة من الأمن، وأصبحت الشحنات والطرود البريدية المشتراه «أونلاين» رهان مهربي المخدرات، للبعد عن الشبهات والإفلات من رجال الجمارك، بحجة أنها للاستخدام الشخصي، بينما لم يحول هذا التحدي، دون تربص رجال جمارك دبي بالمجرمين وضبطهم، معتمدين على احترافهم وحسهم الأمني العالي وصقلهم بخبرات، فضلاً عن استخدامهم أحدث البرامج والتقنيات لكشف المواد الممنوعة.

مخدرات أونلاين

وأفاد قائد فريق تفتيش في جمارك دبي خالد القحطاني، بأن مجموعة التفتيش ببريد الإمارات تستقبل الشحنات من مطارات دبي، وآل مكتوم، وأبوظبي، وميناء جبل علي، إذ ترد الشحنات لمركزي تبادل رئيسين في: دبي، وأبوظبي.

وأكد على رصد الكثير من الطرود الصغيرة التي تُشترى بشكل شخصي عبر خدمات «أونلاين»، واستخدامها في تهريب الممنوعات، باللجوء لطرق غريبة وخبيثة، من أبرزها: تهريب الهيروين داخل ألبوم الصور أو ألعاب الأطفال أو المواد الغذائية (علب النسكافيه وبودرة حليب المبيض للقهوة، وتكون العلب المستخدمة مختومة على أنها قادمة من المصنع).

وأضاف أنه من أخطر ضبطيات جمارك دبي، كانت شحن طرد شخصي عبر البريد، يزن 8 كلغ من مخدر ماريغوانا، مهربة عبر حلويات وعصائر، تم شراؤها بمعرفة معلمة خلال العام المنصرم، بحجة أنها مواد غذائية ستقدم لطلبة، ووُضع عليه عنوان جهة عمل المعلمة في محاولة للتمويه، وإبعاد الشبهات، موضحاً أنه بمرور الطرد داخل الجهاز، استرعى انتباه المفتشين الكمية الكبيرة والرائحة المنبعثة منه، وفور إحالة الطرد للتفتيش اليدوي، تبين أنه يحتوي على مخدر ماريغوانا، وحولت القضية للجهات المختصة.

مخدرات في ملابس

ويشير خالد القحطاني إلى واقعة أخرى، تكمن تفاصيلها في إقدام «خليجي» على طلب طرد بريدي يزن 5 كلغ، تحت وصف شحنة ملابس، وبالاشتباه به وفحصه، ضُبط نحو نصف كلغ من «ماريغوانا» داخل الشحنة، حيث كُشفت الجريمة باستخدام جهاز الأشعة السينية، فظهرت مادة داكنة تبين أنها مخدرات مخفية داخل مطويات «القميص والبنطلون».

يقظة الجمارك

ووفق القحطاني، تمكن مفتشو جمارك دبي العام الماضي، من التفوق على مكر أحد المهربين، وكشف حيلته، عندما أخفى مخدرات داخل إطار لوحة فنية، ولم يتمكن الجهاز من كشفها، نظراً لرقة اللوحة، لكن يقظة المفتشين وانتباههم مكناهم من اكتشاف الجريمة والوصول لمكان التهريب.

وتفصيلاً، قال: إنهم ضبطوا 3 أنواع من المخدرات، أُخفيت بداخل الإطار الخشبي للَّوحة الفنية، مؤكداً أن يقظتهم قادت إلى سقوط عملية تهريب مخدرات داخل اليد الحديدية لحقيبة سفر مرسلة عبر طرد، ومحاولة أخرى بحشو المخدرات المسحوقة بطوابع البريد LCD، مضيفاً أن محاولات تهريب سائل ماريغوانا عبر السجائر الإلكترونية، تصدرت عام 2019.

ويضيف خالد القحطاني أنه في عام 2018 ضُبط طرد بداخله 16 قطعة غيار أسلحة، في صندوق قادم ترانزيت من أمريكا، ومغادر إلى تايلاند، وفي طرد آخر، عُثر على عدد 945 كبسولة مخدرات كيدوئين، وردت على دفعات في طرود صغيرة.

تقنيات التفتيش

ويقول القحطاني: إن عدد الضبطيات الشهرية يتزايد شهرياً، بفضل التقنيات الحديثة والمبتكرة ومهارة المفتشين، مؤكداً أن البضائع الواردة من الموانئ والمطارات عبر شاحنات البريد تأتي «مرصصة» برصاص خاص بالبريد، وعند وصول الشحنات للمركز يعاين المفتشون بمعاينته، ويطابقون الرسائل الواردة، ولا يتم استقبال شاحنة غير مرصصة، إذ يقوم المفتش بمعاينة أوراق الشاحنة، ومستندات محتوى الشحن، وبعدها تُفتح الشاحنة لتفتيش الطرود بجهاز الأشعة.

ولفت إلى أنه عند الشك بأمر ما، يُفتح الطرد للتحقق من محتواه، وإذا كان سليماً يسير بشكل عادي، وعند ثبوت مخالفته، يتم تحريزه، جمركياً، ومخاطبة الجهة المسؤولة.

وأكد أن تفتيش الطرود لا يستغرق وقتاً طويلاً، بل أقل من 30 ثانية لتصويرها، لكن عند الاشتباه، تُحوّل للجهات المختصة، ما يتطلب وقتاً أطول في الفحص اليدوي ومتابعة الإجراءات.