رغم أن تقديم واجب العزاء والمشاركة في تشييع الجثامين يعتبر واجباً دينياً وأخلاقياً ومجتمعياً متأصلاً بين أفراد المجتمع الإماراتي، إذ يشارك في مراسم العزاء والدفن القريب والغريب من مختلف الأعمار لمواساة أهل الفقيد وذويه، إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت التزاماً ملحوظاً من مواطني الدولة أثبت مستوى وعيهم العالي أثناء تقديم هذا الواجب بما يضمن عدم وجود تجمعات كبيرة، لدرء مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد من خلال تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي.
واعتبرت مديرة الرعاية الصحية الأولية في الشارقة الدكتورة أميرة سيف الخاجة، أن تقديم واجب العزاء هاتفياً لأسر المتوفين في الوقت الحالي الطريقة الأنسب للحفاظ على الصحة العامة ضمن جهود الجهات الصحية لمنع انتشار فيروس كورونا.
وقالت الخاجة: «من الأفضل أن يقتصر تشييع الجنازة على أعداد قليلة من أسر المتوفين ضمن الإجراءات الاحترازية للتباعد الاجتماعي، لافتة إلى أن التقليل من الأعداد يقلل فرص الإصابة بفيروس كورونا».
ولفتت الخاجة إلى أن هناك العديد من الإجراءات ينبغي الالتزام بها، إذا كان تقديم واجب العزاء اضطرارياً، والذي يفضل بالأساس أن يكون هاتفياً، لكنه إذا استدعت الضرورة حضور العزاء المنزلي فإنه يجب أن يكون السلام على أهل المتوفى دون تلامس وكذلك ينبغي غسل اليدين جيداً قبل وبعد الذهاب إلى العزاء.
وأشارت إلى أنه يفضل إذا كان حضور العزاء ضرورياً أو اضطرارياً أن يقتصر على دقائق معدودة دون أن يمتد إلى فترات طويلة، وأن يكون الذهاب فردياً وفي أوقات متباعدة، حيث اعتاد الناس أن يذهبوا لأداء العزاء بعد صلاة المغرب، مؤكدة أن أخذ الاحتياطات الواجبة أثناء العزاء مهم في التقليل من انتشار الفيروس وعلى رأسها التباعد الاجتماعي.
وشكلت تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في العزاء الهاتفي نبراساً لعدم التجمع في الأوقات الحالية، إذ غرد سموه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً: «قدمت التعازي هاتفياً إلى أبناء وأسرة الفقيد أحمد علي بن شميل الكعبي، رحم الله والدهم.. نثمن التزامهم وحسهم الوطني في صلاة الجنازة والعزاء ونحييهم وكل من يقتدي بهم، ما قاموا به رسالة للمجتمع بضرورة توحيد جهودنا وتعاوننا في هذه المرحلة المهمة لنحفظ أهلنا ومجتمعنا ووطننا من كل مكروه».