الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

معلمون فقدوا وظائفهم يعرضون خدمات دورس خصوصية في المنازل

معلمون فقدوا وظائفهم يعرضون خدمات دورس خصوصية في المنازل

أبلغ أولياء أمور طلبة في مدارس خاصة «الرؤية» أن معلمي أبنائهم تواصلوا معهم هاتفياً، بعد أن فقدوا وظائفهم في هذه المدارس، عارضين عليهم خدمات دروس خصوصية لجميع المراحل التعليمية بأسعار مناسبة، وأبدوا استعدادهم للحضور إلى بيوت ذوي الطلبة مع تأكيدهم على أنهم لا يتعاملون إلا مع طلاب الأسرة الواحدة، وكذلك تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.

من جهتها، كانت أكدت وزارة التربية والتعليم أنها حظرت جميع أنواع الدروس الخصوصية باللقاء المباشر بالمنازل، وذلك في إطار التزامها بتطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لمواجهة فيروس (كورونا) المستجد، بينما أكد رأي قانوني مساءلة كل من عرّض سلامة الطفل العقلية أو النفسية أو البدنية أو الأخلاقية للخطر، في حين اعتبر رأي طبي أن معلمي الدروس الخصوصية وسيلة نقل الفيروسات سواء بواسطة الأسطح التي يلمسونها أو عن طريق ملابسهم.

الأسرة الواحدة

وقالت أفكار علي إن معلمة من المدرسة الخاصة التي يدرس فيها أبناؤها الثلاثة تواصلت معها هاتفياً وأخبرتها أنها فقدت وظيفتها لذا عرضت عليها تقديم دروس خصوصية بالمنازل بأسعار مناسبة إذ لا يزيد تدريس جميع المواد للطالب الواحد على 400 درهم أسبوعياً، مع التأكيد بتقديم شرح مفصل وكامل للحصص الإلكترونية التي تقدمها المدارس ضمن نظام التعليم عن بعد، وكذلك اتخاذها الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا عند التوجه لمنازل ذوي الطلبة وقت إعطاء حصص الدروس الخصوصية.

وأشارت إلى أن المعلمة أكدت لها أنها لا تتعامل إلا مع طلبة الأسرة الواحدة أي أنها لا تتوجه إلى أكثر من بيت لإعطاء دروس خصوصية، حفاظاً على سلامة الطلبة وذويهم، وأنها اضطرت لإعطاء هذه الدروس بعد أن أكدت لها إدارة المدرسة التي تعمل فيها أنها ستستغني عن خدماتها كتقليل من المصروفات بعد تداعيات أزمة كورونا.

حاجة ماسة

وأكدت علياء عمر وهي ولية أمر لطالبتين في المرحلة الثانوية أن منظومة التعليم الإلكتروني الحالية، لا تتعدى كونها تعليماً منزلياً لا يضيف لحصيلة الطالب المعرفية أي معلومات مجدية فيما يتعلق بالمناهج الدراسية المقررة، فالآباء هم من يتحملون العبء الأكبر في عملية التعليم عن بعد كونهم يقضون معظم ساعات يومهم برفقة أبنائهم أثناء شرح حصص البث المباشر وأيضاً متابعة أبنائهم عند تأدية التكاليف اليومية المطلوبة منهم، الأمر الذي يحملهم مسؤولية أكبر لا سيما الأمهات الموظفات اللواتي لا يجدن وقتاً لمتابعة دروس أبنائهم كونهن مطالبات بالعمل عن بُعد وتأدية مهامهن الوظيفية، لذا فإن الاستعانة بالدروس الخصوصية يكون لحاجة ماسة استدعاها الوضع الحالي.

طور التجربة

وأشار عماد أحمد وهو أب لطالب في المرحلة الإعدادية بإحدى مدارس الشارقة الخاصة إلى ورود أكثر من اتصال هاتفي له من معلمين بمدارس خاصة يعرضون عليه إعطاء دروس خصوصية تتضمن شرحاً للمناهج عبر الهاتف أو برامج التواصل الهاتفي، مع استعدادهم لتقديم هذه الخدمات في المنازل تلبية لرغبات أولياء الأمور، وذلك بعد أن فقدوا وظائفهم ولم يجدوا مصدر رزق متاحاً أمامهم سوى إعطاء دروس خصوصية، مؤكداً أن ما يدفع أولياء الأمور إلى التعامل مع المعلمين الخصوصيين هو أن نظام التعليم عن بعد ما زال في طور التجربة ولم تتضح نتائجه بعد، فضلاً عن تخوف الطلبة من التعامل مع هذا النظام كونه جديداً عليهم ولم يتعاملوا معه سابقاً، خصوصاً أن معظم المدارس تكتفي بإرسال ملفات الدروس للطلبة إلكترونيا وتطلب منهم فهمها والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بها.

حقوق الطفل

وذكر المستشار القانوني علي علوان «عند سماح أولياء الأمور للمعلمين الخصوصيين بالدخول لمنازلهم والبقاء مع أبنائهم لساعات أثناء شرح الدروس الخصوصية فهذا يلقي بالمسؤولية القانونية على عاتق الآباء الذين يعرضون حياة أبنائهم للخطر، لا سيما في ظل أزمة انتشار وباء كورونا على مستوى العالم، ما قد يتسبب في نقل عدوى الفيروس للطلبة بواسطة هؤلاء المعلمين، مشيراً إلى أنه المادة 34 من قانون حقوق الطفل «وديمة» نصت على أنه يعاقب بالحبس 6 أشهر أو غرامة لا تقل عن 5000 درهم كل من عرّض سلامة الطفل العقلية أو النفسية أو البدنية أو الأخلاقية للخطر سواء بتخلي القائم على رعايته عنه أو تركه بمكان أو مؤسسة رعاية بدون موجب.

وأضاف «اللائحة المحدثة لضبط المخالفات والجزاءات الإدارية والصادر بها قرار مجلس الوزراء للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد تنص على أن ولي الأمر يغرم 10 آلاف درهم والمعلم 5 آلاف درهم في حال ثبوت تنظيم دروس خصوصية داخل البيت».

ملابس تنقل العدوى

من جانبها، قالت مريم الجسمي طبيبة أمراض صدرية «بما أن بعض المعلمين يعتمدون على الدروس الخصوصية كمصدر دخل أساسي لهم لذا فإنهم لن يكتفوا بالتوجه لطالب واحد إذ سينتقل بين بيوت عدة لذوي الطلبة، ما يتسبب في نقل عدوى فيروس كورونا لهم، حتى لو لم يكن مصاباً به، وحتى لو أخذ كافة الإجراءات الاحترازية المتمثلة في ارتداء القفازات والكمامات وتعقيم اليدين فهو يلامس أسطح عدة يمكن أن تسهم في نقل الفيروس من مكان لآخر كالأبواب والمصاعد والكتب، فضلاً عن إمكانية نقل الفيروس عن طريق الملابس التي يرتديها هؤلاء المعلمون».

حظر دروس التقوية

وكانت وزارة التربية والتعليم أصدرت قراراً بحظر جميع أشكال دروس التقوية الخصوصية، التي تقدم للطلبة، والتدريس باللقاء المباشر بالأماكن الخاصة ومراكز التعليم المخصصة لهذا الغرض وفي المنازل، واستثنت من ذلك الدروس التي تقدم عن بُعد، مؤكدة أن هذا الإجراء يأتي في إطار التزامها بتطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لمواجهة فيروس (كورونا) المستجد.

وحذرت الوزارة أولياء الأمور من إحضار المعلمين الخصوصيين للمنزل أثناء فترة تعليق الدراسة المؤقت، إذ قد يتسبب بنقل عدوى كورونا المستجد لأفراد الأسرة، داعية إياهم إلى الحرص على صحة وسلامة أبنائهم، والاعتماد على ما وفرته الوزارة من بدائل تعليمية يقدمها المعلمون في الدروس الإلكترونية.