السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مطالب بتأسيس منصة تطوعية لمساعدة الطلاب على التحصيل الدراسي

مطالب بتأسيس منصة تطوعية لمساعدة الطلاب على التحصيل الدراسي

تعليم عن بعد

طالب خبراء تربويون متطوعون في قطاع التعليم، بتأسيس منصة تطوعية تحت إشراف الجهات التعليمية في الدولة، لتكون بمثابة دعم تعليمي للطلاب عن بُعد، لا سيما من ذوي التحصيل الدراسي المتوسط والضعيف، وتغني الطلاب عن ظاهرة الدروس الخصوصية.

وأوضح هؤلاء المنحدرون من خلفية تدريسية وتقاعد بعضهم بينما لا يزال الآخر في مجال التعليم، أن كثيراً من الأسر تضم 3 أو 4 طلاب يدرسون عن بُعد في الوقت ذاته مما يشكل عبئاً على بعضهم، وينعكس على التحصيل الدراسي للطلاب، لافتين إلى أن المنصة ستنهي ظاهرة الدروس الخصوصية، وستحدث تفاعلاً حقيقياً بين الطلاب والمعلم.

وقالوا إن المنصة ستكون آلية في اختيار الكوادر التطوعية وإجازتها وتسجيل أولياء الأمور والطلاب المحتاجين إلى مساعدة في مواد بعينها أو في كل المواد، ثم اختيار المواعيد المناسبة والدروس المختارة التي يحتاج الطالب فعلياً إلى مزيد من الفهم فيها.

غرف دراسية

وفي غضون ذلك، كشفت جمعية المعلمين لـ«الرؤية»، أنها بصدد تطوير غرف دراسية عن بُعد بإمكاناتها كافة واستقطاب كفاءة تطوعية من المعلمين، لمساعدة الطلاب ذوي التحصيل الدراسي المتوسط والضعيف على تدريس المناهج العلمية حسب الطلب.

وقالت رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين شريفة موسى، إنه تم البدء فعلياً في تلك المنظومة بأجر رمزي إلى حين استقطاب معلمين متطوعين دون أجر، مضيفة أن آلية التدريس ستكون «أونلاين»، وحسب ما يحتاجه الطالب سواء كانت الحاجة لتدريس درس بعينه أو محتوى وحدة دراسية.

ولفتت إلى أن كلفة الحصة الواحدة في الدروس الخصوصية تعدت 400 درهم، ما يؤكد ضرورة قطع الطريق على تلك الظاهرة من خلال معلمين متطوعين ذوي كفاءة عالية.

وبينت أن الفرق بين التعليم عن بُعد والدروس التي تشرف عليها الجمعية، أن منظومة التعلم «أونلاين» تسير وفق تسلسل الدروس المدرسية في المنهج، لكن المنصة ستمنح الطالب فرصة التركيز على دروس بعينها يحتاج إلى مزيد من الشروحات والتوضيحات بشأنها.

ولفتت موسى، إلى أنه يجري في الأيام المقبلة توسيع نطاق التطوع بالنسبة للمعلمين لتوسيع أنشطة الدروس الطلابية «أونلاين» بعد تأهيل المكان المناسب للتعلم عن بُعد.

دعم تربوي وتعليمي

ومن ناحيتها، قالت مقيم وخبير جودة تربوي معتمد عفاف راضي، إن مبادرة التطوع في القطاع التعليمي تأتي لمساعدة أولياء الأمور والطلاب الذين يحتاجون دعماً تربوياً وتعليمياً، بديلاً عن الدروس الخصوصية، لافتة إلى أنه يجب أيضاً وضع حدود لتلك المنصة حتى لا تتم إضاعة وقت الطلاب من جانب آخرين ليس لديهم المقدرة في تقدير وقت المعلم.

وأشارت إلى أنه يجب على ولي الأمر مراقبة هذه المنصة وتنظيم وقت الطالب للاستفادة من الجهود التطوعية، موضحة أن التطوع واجب على كل معلم لرد الجميل للدولة التي سمحت بالتواجد فيها في ظل الظروف الراهنة من الحماية المتكاملة والحرص الشديد على صحة الأبناء جسدياً وعقلياً، والاستثمار الرائع الذي يتم الآن والطفرة العلمية التي تحدث في التعليم عن بُعد.

ولفتت إلى أهمية تلك المنصة التطوعية سواء للطلاب في استرجاع معلومات الدراسة وتوضيح المعلومات، إضافة إلى ثقل قيم التطوع في نفوس الطلاب وأولياء الأمور أيضاً، موضحة أنه يجب أن تتم تحت مظلة معتمدة من وزارة التربية والتعليم أو دائرة التعليم والمعرفة بجدول معتمد ومراقبة إضافة إلى تحديد كفاءة المعلمين المتطوعين.

وأضافت أنه حال تبني المنصة، سيتم الإعلان عن الجدول من خلال المنصة الإلكترونية تحت إشراف دائرة التعليم والمعرفة والتسجيل من قبل أولياء الأمور، بما لا يتعارض مع جدول الحصص الرسمي الخاص بالمدرسة والصفوف، كما أنه لا بُدَّ من إجراء استبيان يطرح للطالب وولي الأمر لتطوير المنصة.

مبادرات تطوعية

ومن ناحيتها، قالت المعلمة المتقاعدة أطياف علي: إنها على استعداد للمشاركة في التطوع لشرح مادة اللغة العربية للطلاب المحتاجين من خلال منصة تطوعية للتعليم عن بُعد، لافتة إلى أن الوقت الحالي يتطلب كافة جهود المعلمين وخبراتهم لمساعدة الطلاب على فهم المناهج الدراسية بالشكل الأنسب.

فيما قال المستشار الإداري لأكاديمية آسيا الدكتور رأفت رخا: إن الإمارات علّمت العالم كيف يكون العطاء والتفاني في خدمة البشرية جمعاء دون تفرقة، وهذا ما دفع وسيدفع الآلاف من المعلمين لأن يتطوعوا لمساعدة الطلاب في التعليم عن بُعد بشكل تطوعي لمساعدة الطلاب ممن يعيشون على أرض هذا الوطن.

وأضاف أن هذه المبادرة امتداد لمسيرة العطاء والبذل التي تعرفها الإمارات وتثبت يوماً بعد يوم أنها الرائدة والملهمة والمعلمة للبشرية للتسامح والكرم والعطاء.

أولياء أمور

ومن ناحيتهم، أكد أولياء أمور أنهم يحتاجون فعلياً إلى منصة تطوعية تتيح لأبنائهم فهم بعض المواد الدراسية الفائتة، والتي لم يتمكنوا فعلياً من تحصيلها لأسباب متعددة، وأهمها ضيق وقت التعليم عن بُعد لبعض الحصص الدراسية، وعدم تسني مراجعة ومناقشة بعض الدروس مع المعلمين، ووجود أعداد طلاب كثر في المنازل تتجاوز الـ43 يدرسون في آن واحد، وغيرها من الأسباب التي لا تجعل الطلاب يحصلون كافة الدروس المدرسية في المناهج الدراسية.

وقالت ولية الأمر ميرا علي، إنه من الصعب الآن الاعتماد على الدروس الخصوصية في التحصيل الدراسي، إضافة إلى وصول سعر الحصة الواحدة إلى 500 درهم، مما يعظم دور منصات تطوعية تقوم بمقام الدروس الخصوصية في تقوية التحصيل الدراسي للطلاب.

وقالت سعاد عوض، إن لديها 4 أبناء يدرسون في صفوف التعلم عن بُعد في أوقات متزامنة، مما يجعلها لا تقدر على التركيز في مساعدتهم جميعا وفي نفس الوقت، ولا يستطيع جميع أبنائها التحصيل الدراسي بشكل جيد، لا سيما للدروس في مواد الرياضيات والكمياء والفيزياء وغيرها، مما يجعل منصات التعليم عن بُعد التطوعية لدروس حسب الطلب ضرورة.

ورأى سعيد ناجي، أن الجهود التطوعية في الإمارات أضحت ثقافة لكافة المواطنين والمقيمين، وهذا ما نحتاجه فعلياً في الوقت الحالي في قطاع التعليم، لا سيما مع اقتراب انتهاء الفصل الدراسي الثالث في ظل تجربة التعليم عن بُعد الحديثة على الطلاب وأولياء أمورهم، مما يساعد الطلاب في تعزيز تحصيلهم الدراسي بشكل متقن.