الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

محمد بن راشد يعلن نقل مسبار الأمل إلى محطة الإطلاق باليابان

أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن إنجاز إحدى أهم المراحل النهائية لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي للمريخ، إذ دوّن سموه عبر حسابه في تويتر: بحمد الله تم إنجاز إحدى أهم المراحل النهائية لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي للمريخ عبر نقله من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، إلى محطة الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما باليابان، تحت إشراف فريق من مهندسينا الإماراتيين في عملية استغرقت 83 ساعة من العمل المتواصل.. مسبار الأمل للمريخ قريباً.

وأضاف: رغم ظروف توقف السفر عالمياً، ورغم الاحترازات الصحية العالمية.. ما زال مهندسونا يعملون وفق الجدول المعتمد لإنجاز أهم مشروع علمي فضائي في منطقتنا.. تم تطوير المسبار في أقل من المدة المعتادة عالمياً (6 سنوات فقط من 10).. وبنصف الكلفة.. والهدف إطلاقه في يوليو، وفق الجدول المعتمد.

وتابع: مسبار الأمل هو إنجاز يمثل نقطة تحول للعالمَين: العربي والإسلامي في مجال الفضاء.. الوصول للمريخ لم يكن هدفه علمياً فقط.. بل هدفه أن نرسل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون.. وبأن لا شيء مستحيل.. وبأن قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء.

بدورها، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء عن إنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح إلى موقع انطلاقه إلى الفضاء من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان، وذلك تنفيذاً للمخطط له ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

ويأتي إنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي إلى اليابان بعد التغلب على كل التحديات الراهنة الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) عالمياً، وما نتج عنه من تدابير غير مسبوقة منها الإغلاق التام للعديد من المدن والدول حول العالم، وكذلك إغلاق الحدود الدولية ووقف حركة الطيران وغيرها.

رسالة إيجابية

وأكد وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، أنه بإنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح من دبي إلى محطة انطلاقه إلى الفضاء في اليابان، فإن دولة الإمارات ترسل رسالة إيجابية جديدة إلى العالم عبر المضي قدماً في الخطوات التنفيذية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وفقاً لما هو مخطط له مسبقاً، رغم التحديات الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد عالمياً.

وأضاف: «نود أن ننتهز هذه الفرصة لنتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة للدولة لدعمها المتواصل واللامحدود لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، ولفريق العمل الوطني من شابات وشباب الوطن القائمين على هذا المشروع، الذين نشكرهم على تفانيهم في عملهم لإتمام هذه المهمة بنجاح، ولولا هذا الدعم المتواصل من قيادتنا الرشيدة ما كنا سنحتفي بهذا الإنجاز الجديد الذي سيذكره التاريخ بكل فخر».

وقال إن مواصلة الخطط التنفيذية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تعد رسالة إضافية لمسبار الأمل، الذي سيحمل إلى الفضاء شعار دولة الإمارات «لا شئ مستحيل»، مفادها بأن التحديات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد يجب ألا توقف خطط الإنسانية في المضي قدماً نحو المزيد من التقدم العلمي في المجالات كافة، وخصوصاً علوم الفضاء، وذلك باعتبار أن التقدم العلمي هو الحصن المنيع للبشرية للتغلب على الأوبئة، وأن الإنسان لن يعرف أكثر عن الكوكب الذي يعيش فيه إلا باستكشاف الكواكب الأخرى وأبرزها المريخ باعتباره الأكثر شبهاً بكوكب الأرض.

وتابع أن «مسبار الأمل» وهو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى، يحمل رسالة أمل لكل شعوب المنطقة بما يسهم في إحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم كافة، كما يجسد طموح دولة الإمارات، وسعي قيادتها الرشيدة المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه كقيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، كما يعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.



طموحات دولة الإمارات

ومن جهتها، أكدت وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ سارة بنت يوسف الأميري، أن «مسبار الأمل» يجسد طموحات دولة الإمارات ورسالتها الإيجابية للمنطقة والعالم بأهمية مواصلة العمل بشغف ومواجهة الظروف والمتغيرات بإصرار على إيجاد الحلول الهادفة لخير الناس، ما يعكس رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» بأنه لا مستحيل في قاموس دولة الإمارات.

وثمّنت الأميري الجهود النوعيّة لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والهيئة العامة للطيران المدني، والقيادة العامة لشرطة دبي، وسفارة دولة الإمارات في اليابان، وسفير اليابان لدى الدولة أكيهيكو ناكاجيما، على الدعم المتواصل لتسهيل وإنجاح عملية نقل المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى قاعدة تنايغاشيما في اليابان.

وطن اللامستحيل

وبدوره، قال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد عبيد المنصوري، «لقد حدد لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نهجاً تقدمياً في مجال الفضاء قد شكّل رسالة أمل إلى المنطقة العربية والعالم بمستقبل أفضل. فحظيت الدولة خلال فترة وجيزة بخطوات متتالية جعلت منها لاعباً رئيساً في علوم الفضاء، وجسدت عملية نقل مسبار الأمل من دبي إلى محطة الانطلاق في اليابان في ظل هذه الظروف الراهنة إحدى هذه الخطوات لتدنو بنا من تحقيق طموح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالوصول إلى الفضاء».

وأضاف المنصوري «إن مشروع مسبار الأمل هو نتاج عمل فريق مبدع من خيرة الكفاءات الإماراتية من علماء وباحثين وتقنيين يعملون ضمن فريق علمي لاستكشاف أسرار الكوكب الأحمر من خلال تحليل البيانات التي سيرسلها مسبار الأمل. ويعبر إنجاز نقل المسبار عن مدى تفاني هذا الفريق في مهمته، ورسالته لنا بأن الطموح لا حدود له، وأن دولة الإمارات قادرة بسواعد أبنائها على تحويل التحديات الى إنجازات».

نادي مستكشفي المريخ

ومن جهته، قال مدير عام وكالة الإمارات للفضاء الدكتور محمد ناصر الأحبابي، إننا نشهد اليوم، بإنجاز عمليات نقل مسبار الأمل من دبي إلى محطة انطلاقه للفضاء في اليابان، حدثاً مهماً سيكتبه التاريخ بحروف من نور ضمن قصة نجاح دولة الإمارات ومساعيها لترسيخ مكانتها العالمية في نادي الدول الفضائية ومستكشفي المريخ.

وأشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ هو مبادرة استراتيجية وطنية بموجبها ستصبح دولة الإمارات واحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، وسيقدم مسبار الأمل أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة عندما يصل إلى الكوكب الأحمر مطلع عام 2021، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة.

بدوره، أكد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء يوسف حمد الشيباني، أهمية مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، في تأكيد دور الإمارات البارز عالمياً كرائدة للتطوير والتحديث المستمر وعلى كافة الأصعدة، الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والعلمية.

ومن هذا المنطلق لفت الشيباني إلى الرؤية الحكومية بعيدة المدى، والتي أسست وما تزال تؤسس لمستقبل الإمارات وأبنائها، والتي تتمثل بتشييد صرح اقتصادي قائم على المعرفة والابتكار.

قدرة الشباب الإماراتي

ومن جانبه، أكد مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» في مركز محمد بن راشد للفضاء المهندس عمران شرف أن المشروع مثّل تحدياً كبيراً منذ اليوم الذي أعلنت فيه دولة الإمارات عن إطلاقه، وأن فريق العمل شكل كافة خبراته من خلال التحديات التي واجهها خلال عمله، مشيراً إلى أن نجاح عملية نقل مسبار الأمل إلى موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما في اليابان وفق الخطة المعدة مسبقاً وبأعلى مستويات الدقة، يجسد حرص فريق العمل على إتمام المشروع الأول من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة بما يحقق رؤية قيادة دولة الإمارات، ويؤكد قدرة الشباب الإماراتي على توظيف المهارات والخبرات التي اكتسبوها في مراحل التصميم والتطوير والاختبار والتجميع والنقل.



فريق عمل احترافي

وقال سفير دولة الإمارات لدى اليابان خالد عمران العامري، إن إنجاز عمليات نقل مسبار الأمل من دبي إلى اليابان في ظل ظروف الإغلاق الحالية التي يشهدها العالم بسبب تفشي وباء كورونا يعد إنجازاً مهماً سيذكره التاريخ، مشيداً بفريق العمل الاحترافي الذي أنجز هذه المهمة الوطنية، وبتفانيهم وإصرارهم على إتمامها بنجاح.

وأضاف أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية الضرورية للحفاظ علة صحة وسلامة الفريق المكلف باستقبال المسبار عند وصوله إلى الأراضي اليابانية ومتابعته حتى وصوله إلى محطة الانطلاق إلى الفضاء.

وقال مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، مدير مشروع مسبار الأمل لدى وكالة الإمارات للفضاء الدكتور خالد الهاشمي إن فريق العمل الذي أنجز بنجاح مهمة نقل مسبار الأمل من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى محطة إطلاقه في مهمته لاستكشاف المريخ من جزيرة تانيغاشيما اليابانية، اتبع إجراءات علمية دقيقة للغاية تتفوق على أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن، وخصوصاً أن المهمة تزامنت مع الظروف الراهنة التي يمر بها العالم جراء تفشي كورونا وما نتج عن ذلك من أهمية اتباع إجراءات وتدابير احترازية إضافية.



نخبة كفاءات وطنية تشرف على رحلة المسبار

وضم الفريق المشرف على عمليات النقل نخبة من الكفاءات الوطنية الشابة، هم كل من: مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عمران شرف، ونائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار سهيل المهيري، ونائب مدير المشروع للشؤون اللوجستية وضمان الجودة خلود الهرمودي، ومهندس أنظمة المسبار ومسؤول إدارة المخاطر محسن العوضي، وقائد فريق تجهيز المسبار للإطلاق عمر الشحي.

وأكد المهندس سهيل المهيري، أنه خلال الشهرين القادمين وبعد التأكد من صحة وسلامة المسبار سيتم تجهيزه للإطلاق، وذلك من خلال تعبئة وقود الهايدروزين، والذي سيتم استخدامه خلال الرحلة إلى كوكب المريخ، وسيتم التأكد من سلامة وصحة أنظمة الدفع ونظام الطاقة وأجهزة الاتصال وذلك استعداداً للإطلاق في يوليو.

وقال عمر الشحي إن موضوع نقل المسبار كان مدروس بعناية مسبقاً وأنه تم التخطيط لنقل المسبار إلى اليابان لأكثر من سنة، ولكن الأزمة التي يمر بها العالم حالياً أوجبت إعادة دراسة الموضوع بالكامل والتخطيط بدقة لنقل المسبار لليابان في الوقت المحدد، وذلك للالتزام بالخطة الزمنية المحددة له.

وأوضحت المهندسة خلود الهرمودي أن تصميم صندوق الشحن يعمل كغرفة نظيفة متنقلة لضمان سلامة المسبار، مبينة التعامل مع أجهزة دقيقه للغاية ويجب أن تكون هناك متابعة على مدار الساعة لتؤكد من سلامة المسبار.

وقال المهندس محسن العوضي، إنه من بداية المشروع في 2014 إلى يومنا هذا «أصبحت لدينا قاعدة بيانات بجميع المخاطر مثل المخاطر التقنية والمخاطر الإدارية والمخاطر السياسية والقيود التي تفرضها الدول حول العالم. إدارة المخاطر في مشروع مسبار الأمل لم تكن فقط من الجانب التقني بل شملت جميع هذه الجوانب والمخاطر وهذا يعتبر واحد من أهم الأسباب لوصولنا لهذه المرحلة اليوم».

3 مراحل لعملية نقل بالغة الدقة

ومرت رحلة نقل مسبار الأمل من دبي إلى موقع الإطلاق للفضاء في جزيرة تانيغاشيما في اليابان بثلاث مراحل رئيسية بالغة الدقة، استوجبت تفعيل إجراءات علمية محددة وتوفير الشروط اللوجستية المتكاملة لضمان إنجاز عملية نقل المسبار على النحو الأمثل.

المرحلة الأولى.. إلى المطار

وشملت المرحلة الأولى تجهيز ونقل المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي بدبي، واستمرت 12 ساعة، من 8 صباحاً حتى 8 مساء، وتضمنت تجهيز وتحميل حاوية الشحن المصممة خصيصاً للمسبار، وتأهيلها بكل التجهيزات المطلوبة لتمثل غرفة نظيفة مصغرة متنقلة تحافظ على درجة الحرارة ونسبة الرطوبة المحددة، وتعمل على استخدام النيتروجين لتطهير المسبار والأجهزة العلمية الحساسة من أي جزيئات غبار في الجو.

وتلا ذلك تحميل معدات الدعم الأرضية الميكانيكية المتمثلة بالأجهزة المساندة للمسبار، والتي تساعد في نقله وتحريكه، ومعدات الدعم الإلكترونية التي تساعد على مراقبة حالة المسبار أثناء الرحلة، إضافة إلى استخدامها في عمليات الاستعداد للإطلاق، ومن ثم نقل حاوية الشحن الخاصة التي تضم المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي على متن الشاحنة على مهل وبسرعة محددة لتقليل الاهتزازات التي قد يتعرض لها المسبار، وصولاً إلى تجهيز الحاوية في المطار وتحميلها على متن الطائرة التي ستحلق إلى اليابان.

المرحلة الثانية.. إلى ناغويا

وامتدت المرحلة الثانية من مطار آل مكتوم الدولي في دبي إلى مطار ناغويا في اليابان 11 ساعة، وشملت تحميل المسبار ومعدات الدعم الأرضية إلى طائرة النقل العملاقة الخاصة بالدعم اللوجستي من طراز «أنتونوف 124» المخصصة لشحن المعدات الضخمة، والتي تعد أكبر طائرة شحن في العالم، ورافق فريق المشروع المسبار لضمان سلامته طوال الرحلة، كما رصد الفريق شدة المطبات الهوائية، في ظل ما يمكن للاهتزازات الشديدة أن تحدثه على بنية المسبار، وانتهت هذه المرحلة بتسليم المسبار لدى وصوله إلى مطار ناغويا للفريق الموجود في اليابان.

المرحلة الثالثة.. 44 ساعة إلى تانيغاشيما

أما المرحلة الثالثة، فامتدت من مطار ناغويا إلى موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما، وشملت إنزال المسبار من الطائرة وفحصه والتأكد من سلامته، ثم نقله براً من مطار ناغويا إلى ميناء شيماما، وبعدها نقله بحراً من ميناء شيماما إلى جزيرة تانيغاشيما، حيث امتدت الرحلة 44 ساعة، وبعد وصوله من الميناء المتخصص في الجزيرة عمل الفريق في موقع الإطلاق على تنزيل وفحص المسبار قبل البدء بعمليات التجهيز للإطلاق.