الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

خبراء وإعلاميون خليجيون: الإمارات ستكون من أوائل الدول المتعافية من الأزمة

اتفق خبراء واختصاصيون في عالمَي الاقتصاد والإعلام على أن الإمارات تعاملت باحترافية مع أزمة كورونا منذ بدايتها، ولا سيما على الأصعدة الاقتصادية والصحية والاجتماعية والإنسانية، ما سيجعلها من أوائل دول العالم المتعافية من الأزمة، مثلما حدث في الأزمة الاقتصادية التي ضربت دول العالم عام 2008، مشيرين إلى ضرورة فتح الحدود بين دول الخليج من أجل تحقيق اكتمال التعافي التام.

وأضاف هؤلاء، خلال جلسة رمضانية استضافتها صحيفة «الرؤية» أمس الجمعة، أن العالم بعد زوال جائحة كورونا سيختلف كثيراً عما قبلها، خصوصاً على صعيد التعاطي مع المنظمات الدولية مثل منظمات الصحة وحقوق الإنسان والتجارة وغيرها، إذ ثبت وجود خلل واضح في تقديرات الأزمة لدى بعضها، وانكشف تسييس بعضها الآخر، لافتين إلى ضرورة أن تختار الدول جيداً من ينتمون إلى تلك المؤسسات بعد انتهاء كورونا.

وتفصيلاً، استضافت صحيفة «الرؤية» في ختام مجالسها الرمضانية ندوة بعنوان «دول الخليج وكورونا.. عودة إلى الانتعاش»، أدارها رئيس تحرير الصحيفة ورئيس جمعية الصحفيين الإماراتية الإعلامي محمد الحمادي، وحاضر فيها اثنان من قامات الإعلام والاقتصاد في دول الخليج وهما مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور رجل الأعمال خلف الحبتور، والمؤسس ورئيس تحرير صحيفة إيلاف الإلكترونية في لندن الإعلامي عثمان العمير.

وخلال الندوة، طرح الحمادي على المحاضرين عشرات التساؤلات التي تخص قدرة اقتصاد دول الخليج على اجتياز الأزمة الحالية، تعاطي وسائل الإعلام الغربية مع أزمة كورونا، وعدم صدقية تقارير بعض المنظمات الدولية، وخريطة العمالة في دول الخليج مستقبلاً، ووضع المؤسسات الإعلامية فيما بعد كورونا.

فتح الحدود والمطارات بين دول المجلس

طالب رجل الأعمال خلف الحبتور بفتح الحدود الجوية والبرية والبحرية بين دول مجلس التعاون الخليجي، كأداة أساسية لعودة الاقتصاد إلى طبيعته، مع ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية مشددة في المطارات، لافتاً إلى أن دول الخليج دول حيوية وناشئة ووضعت استراتيجيات لحماية شعوبها إلا أن الجائحة كشفت عن مشكلات في الخريطة السكانية ومشروعية وجود بعض العمالة في بعض دول الخليج.

وأضاف الحبتور أن الإمارات تعاملت باحترافية مع أزمة كورونا منذ بدايتها، وهو ما سيجعلها من أوائل دول العالم المتعافية من تبعاتها، مثلما حدث في الأزمة الاقتصادية التي حدثت عام 2008.

وأوضح أن الإمارات دعمت الاقتصاد بحزم موجهة للبنوك ورجال الأعمال والتجار وكذلك السكان لتخفيف وطأة الجائحة.

وأبدى عدم ثقته في مؤسسات عالمية، سواء تلك المعنية بحقوق الإنسان أو الصحة في ظل تعاملها مع جائحة كورونا، مضيفاً لا تجدر بها الثقة، ويجب على الدول أن تختار جيداً الشرفاء للانتماء إلى تلك المؤسسات بعد كورونا.

وعرّج الحبتور على عدم تعامل وسائل إعلام غربية باحترافية أو مهنية مع الوضع في المنطقة، حيث بثت بعضها تقارير إعلامية مغرضة، مضيفاً أن «هناك محطتين غربيتين فقط تتحدثان بطريقة تشاؤمية، ولا سيما عن إمارة دبي، وسنرى الحركة الاقتصادية تعود لدبي أقوى من ما قبل الأزمة في حال فتح المطارات»، محدداً «رويترز» و«سي إن إن» اللتين «لا تبحثان عن الخبر بالطريقة الصحيحة، وهناك تعمد لبث تلك الأخبار عن دبي».

الإمارات.. إنسانية التعاطي مع الوضع الاقتصادي

وأشار الحبتور إلى أنه على الرغم من أن العالم أجمع يعاني من الدين، دولاً ومستثمرين وتجاراً، لكن الإمارات تعاملت بإنسانية في تأجيل القروض إلى نهاية العام الجاري، معرباً عن أمله في تأجيلها إلى 2021، ومشيراً إلى أنه يجب أن ينظر إلى مسألة القروض بوضع خطط ميسرة للسداد كما تعاملت الإمارات مع الوضع بدعم القروض وتيسير سدادها.

ولفت إلى أنه لا يتفق مع أي مستثمر يغلق منشأته الخاصة بسبب تداعيات كورونا ولكن يفترض عليه البحث عن تخفيف النفقات والصبر، مشدداً على أهمية التخفيف من الاقتراض في الوقت الحالي الذي «لا أنصح به سوى في الضرورة القصوى».

وفي سؤال حول تغير خريطة العمالة في الدولة بعد أزمة كورونا، قال الحبتور إن المقيمين في الإمارات مقدرون ولهم كامل الاحترام «ولن نتخلى عنهم في وقت الأزمة أو بعدها، رغم لجوء بعض الشركات إلى تخفيف العمالة كجزء من إدارة الضغوط الاقتصادية في الأزمة»، مشيراً إلى أن سياسة الإمارات هي تقدير واحترام التاجر والعامل، مستشهداً بمنح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الإقامة الطويلة لخط الدفاع الأول من الأطقم الطبية.

وتقدم الحبتور بالشكر إلى صحيفة الرؤية كمنصة وطنية تستعرض القضايا الآنية في الاقتصاد والإعلام فيما يخص قطاع الشباب، ولا سيما في ظل الجائحة التي يشهدها العالم أجمع.

الحاجة لمؤسسات عالمية محايدة

من ناحيته، قال الإعلامي عثمان العمير إن العالم سيتغير كثيراً بعد كورونا، ولا سيما في التعاطي مع المنظمات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان، إذ ثبت عدم وجود منظمة ناجحة سوى الأوبك، لافتاً إلى أن هناك مفاسد وتسييساً في كثير من المنظمات العالمية، والشاهد تصريحات منظمة الصحة العالمية من سوء تقدير لأزمة كورونا.

وأضاف العمير «نحن بحاجة إلى مؤسسات عالمية محايدة ومبنية على أخلاقيات في التعامل مع الدول كبديل عن منظمات تنتهج المحسوبية»، لافتاً إلى تشكيك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منظمة الصحة العالمية وهناك دول انضمت إلى تلك المطالبات وهذا ما حدث في منظمة التجارة العالمية ومنظمات حقوق الإنسان التي تركز فقط على بلدان محددة مثل مصر ودول الخليج، متجاهلة الانتهاكات في إيران وسوريا وغيرها من البلدان.

وأردف أن «منظمات حقوق الإنسان موبوءة وغير موثوق فيها ومسيسة.. أنا لا أثق بمنظمات تضم العاطلين ولا أقيم لها وزناً».

إعلام غربي مسيّس

واتفق العمير مع الحبتور في أنه خلال كورونا سيست الأزمة من بعض وسائل الإعلام الغربية، مؤكداً أن الإمارات والسعودية واجهتا الجائحة بطريقة شجاعة، خصوصاً على صعيد المحافظة على الاستثمارات في شتى القطاعات.

وأوضح أن الصحف الورقية توقفت معظمها بسبب أزمة كورونا، ما جعل الناس يتجهون إلى الإعلام الرقمي والحديث، لافتاً إلى أن هناك أكثر من مليار إنسان يستخدمون التواصل الاجتماعي للتعبير عن آرائهم.

وأضاف المؤسسات الإعلامية القوية والصلبة هي التي تستطيع الاستمرار بعد كورونا، حيث إن العالم بدأ يستعد لتلك المرحلة.

وفي تساؤلات حول ترويج البعض بأن الإعلام ضخّم الأمور في التعاطي مع جائحة كورونا، قال العمير «الإعلام معبّر عما يحدث في البلدان وليس صانعاً للبلبلة، ولا أتصور أن الإعلام بشكل عام كان مغالياً في التعاطي مع الأزمة».

وشكر العمير صحيفة الرؤية وصحيفة إيلاف التي تابع كوادرها الجلسة النقاشية الرمضانية، لأن دور الإعلام أساسي في مناقشة القضايا المحورية، مبدياً اشتياقه لرؤية إمارة دبي التي لم يزرها منذ 4 أشهر بسبب أزمة كورونا.

وفي نهاية الجلسة الرمضانية، أكد مدير الجلسة محمد الحمادي أن وسائل الإعلام المحلية تعاملت باحترافية وصدقية عاليتين خلال أزمة كورونا، ما يعكس تحليها بروح المسؤولية والشفافية اللتين تتسم بهما، لافتاً إلى أن التعويل الآن في الخلاص من أزمة كورونا على وعي الجمهور لعودة الحياة إلى طبيعتها، كما حدث في بعض الدول الأوروبية، مثل سويسرا.

وأضاف أن رسائل القيادة الرشيدة وصلت إلى المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات بأن جهودهم مقدرة، مكرراً كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات في عيد الفطر المبارك والبقاء في المنزل.

وبيّن الحمادي أن قيادة الإمارات «علمتنا ألا نشيل هم، ونحن متفائلون بانتهاء الجائحة بعدما تعاملت مؤسسات الدولة باحترافية على الصعيد الصحي من خلال كوادر قل نظيرها، وعلى الصعيد الاقتصادي من خلال ضخ حزم اقتصادية مليارية لإنعاش الاقتصاد الوطني عدا عن الجوانب الاجتماعية والإنسانية».