الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

موظفون يتحدثون لـ«الرؤية» عن أول يوم عمل في المكاتب: التجربة غريبة ومختلفة

موظفون يتحدثون لـ«الرؤية» عن أول يوم عمل في المكاتب: التجربة غريبة ومختلفة

تحدث موظفون لـ«الرؤية» عن تجربتهم في أول يوم عمل داخل المكاتب، بعد غياب دام نحو 3 شهور طُبق فيها العمل عن بعد استكمالاً للإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

وتطرق الموظفون إلى النقاط الإيجابية من الدوام في المكاتب، وكذلك إيجابيات العمل عن بعد، والعقبات التي تواجههم خلال هذه المرحلة بالعودة إلى العمل داخل المؤسسات مع ضرورة تنظيم أمور الحياة الأخرى، وكيفية تجاوزها.

وحول أبرز النقاط الإيجابية للعمل في المكاتب أكدوا أن «العمل من المؤسسات يخلق تنافسية عالية بين الموظفين، عبر بث الطاقة الإيجابية والجاهزية النفسية للإنجاز والإنتاجية، وكذلك التواصل مع الزملاء ضمن معايير وقواعد التباعد الجسدي للحماية من فيروس كورونا».

وأضافوا: ومن النقاط الإيجابية أيضاً تعزيز ثقافة العمل بروح الفريق الواحد، واعتماد ثقافة التعقيم سواء بين الموظفين أو المراجعين، والشعور بالاستقرار الوظيفي، إلى جانب توفير البيئة المناسبة للإنجاز.

وعن العقبات التي واجهتهم في أول أيام العودة إلى العمل من المكاتب، ذكروا أن هناك أشياء كانت حاضرة سابقاً والآن غابت بسبب الظروف الراهنة ووجود مخاوف من احتمالية العدوى مثل إلغاء الاجتماعات والإفطار الجماعي بين الموظفين، وأخرى تتعلق بالتعامل مع المعاملات التي تستدعي التأكد من هوية المتعاملين ورؤية ملامحهم دون كمامات، مشيرين إلى أنهم يحاولون التكيف مع الأمر بأخذ الاحترازات واستعمال المعقمات.

وأضافوا: "بات الآن أيضاً من الصعب التعامل براحة مع وجبات الإفطار أو الغذاء من المطاعم خوفاً من الإصابة، لذلك يفكر الكثيرون في جلب طعامهم معهم كونه مضموناً بشكل أكبر، وأخيراً من النقاط الإيجابية الخاصة بالعمل عن بعد مقارنة بالمكاتب هو التخلص من الازدحام المروري وتضييع الوقت بسببه، وكذلك توفير مصروفات إضافية كالوقود ومواقف المركبات".

إنتاجية أكبر

وقال سهيل الكعبي أن أول يوم لعودة الموظفين تدريجياً للدوام من مقار أعمالهم، في ظل تطبيق التباعد الاجتماعي واحتياطات الأمان أخذ شكلاً مختلفاً، إذ ألغيت الاجتماعات الإدارية وكذلك الإفطار الجماعي بين الموظفين وستتغير بالتأكيد الاحتفالات المتعلقة بالمناسبات المختلفة كقدوم مولود جديد أو عيد ميلاد، مؤكداً أن العمل في المكتب خلق حماساً كبيراً لدى الموظفين ودافعاً للإنتاجية، باعتبار أن أماكن الدوام أضحت متنفساً لدى الكثير من الموظفين كونهم يقضون بقية ساعات يومهم في بيوتهم.

وأضاف: «ولكن بعض المعاملات تتطلب من الموظف التأكد من هوية المتعامل عبر رؤية ملامحه بدون كمامة للتحقق من مطابقتها للصورة الشخصية في المستندات، الأمر الذي يشكل إحدى مخاوف العمل من المكتب لاحتمالية الإصابة بالفيروسات المعدية».

قنوات رقمية

وأشارت الموظفة ابتسام السوم إلى أن لعودة الموظفين للدوام من مقار عملهم إيجابيات تتمثل في بث الطاقة الإيجابية والعمل بروح الفريق الواحد وكذلك التطلع إلى توسيع نطاق العمل عن بعد عبر تدريب وتعليم المراجعين على استخدام القنوات الرقمية، علاوة على اعتماد ثقافة تعقيم الأماكن واليدين والتباعد الاجتماعي سواء بين الموظفين أو المراجعين، في حين توجهت بعض المؤسسات إلى تغيير نمط العمل فيها عبر التحول من النظام التقليدي في إنجاز المعاملات إلى الرقمي بهدف توفير الوقت والتقليل من حضور المراجعين لأماكن العمل.

وتابعت: «هناك أيضاً بعض العقبات في ظل أزمة كورونا إذ أصبح الحذر بين الزملاء يسيطر عليهم تجنباً للإصابة، ما يتطلب وقتاً للتعود على ظروف العمل في ظل التغيرات التي لمسناها من أول يوم، إذ جرى تقليل أعداد الموظفين في المكتب الواحد، كما اعتمدت بعض المؤسسات ترك مكتب فارغ بين كل اثنين للسماح بالتباعد الجسدي».

وتيرة الإنجاز

وذكر حمدان محمد أن العمل من المكاتب يخلق تنافسية عالية بين الموظفين، فالتواجد اليومي يسهم في خلق الحماس في تأدية المهام الوظيفية والسعي لتحقيق التميز، كما يمنح الموظف مرونة في تنظيم ساعات يومه خارج أوقات الدوام الرسمي التي تنتهي فيها مهامه بمجرد الخروج من المكتب لا سيما في الوظائف المتعلقة بخدمة المتعاملين، مضيفاً «يحقق العمل من المكاتب الاستقرار الوظيفي ويخلق لدى الموظفين جاهزية نفسية للإنجاز والإنتاجية لتوافر الظروف المحفزة في بيئة العمل، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بعد أسبوع من معاودة الدوام من مقرات العمل».

ولفت إلى أنه في أول يوم للعمل من المكتب بعد فترة انقطاع لا حظ تزايد حدة ازدحام المركبات في الشوارع الرئيسية، كما ستؤثر هذه العودة على الميزانية المالية الشخصية عبر زيادة المصروفات اليومية المخصصة لتزويد المركبة بالوقود بالإضافة إلى تخصيص مبلغ لشراء أشياء معينة، ودفع رسوم مواقف المركبات التي تزيد سنوياً على 3400 درهم.

وتابع: «يحتاج الموظفون إلى وقت كافٍ للتأقلم مع الدوام من مقر العمل، لا سيما أن عملهم من المنزل لأكثر من 3 أشهر جعلهم يتعاملون بحذر وتخوف من الآخرين سواء زملاء العمل أو المراجعين لإنجاز معاملاتهم، ما سيبطئ من وتيرة الإنجاز».

تقليص الساعات

وأكدت خديجة إبراهيم آل علي أن ارتداء الكمامة طوال 8 ساعات أمر مرهق ويسبب متاعب في التنفس، لذا أرى من الضروري تقليص ساعات العمل المعتادة، لافتة إلى أن التعامل مع المراجعين في ظل الإجراءات الاحترازية يتطلب التأكد من هوياتهم، ما يؤدي لهدر الوقت، ولكن من ناحية أخرى فإن العودة للعمل تخلق متنفساً للموظفين للخروج من المنزل والتعامل مع الآخرين، ما يجدد الإبداع الفكري لديهم وينعكس ذلك على تطوير مستوى العمل عبر طرح مقترحات لابتكارات ومبادرات خلاقة.

وقالت: «أبقى في المكتب من الساعة 8 صباحاً حتى الخامسة مساء، ما يضطرني لطلب وجبتي الإفطار والغذاء من المطاعم، الأمر الذي يشكل خطراً ويعرضني لاحتمالية الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مطالبة المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة بتقليص ساعات الدوام اليومي، حفاظاً على سلامة موظفيها».

تفهم التغييرات

ولفتت مروى محمد إلى أن مباشرتها لعملها من المكتب بعد غياب أشهر كان مختلفاً إذ شعرت بنشاط ورغبة في الإنجاز، فالعمل من المكتب يكون محفزاً أكثر من البيت لأن التوجيهات والتواصل بين الإدارة والموظف تكون مباشرة ما يخلق أريحية ومرونة، حتى على مستوى تعامل الموظف مع المراجعين، مشيرة إلى أن تطبيق إجراءات التعقيم والتنظيف المستمر للمكاتب وجميع المرافق، وتوفير القفازات والكمامات وأيضاً المعمقات بكميات وفيرة أشعر الموظفين بأنهم في بيئة آمنة ونظيفة.

وقالت: «أسهمت أزمة كورونا في تغيير نمط حياتنا، فعلى الرغم من مباشرتنا للعمل من المكتب إلا أن الأمر يتطلب من الإدارة تفهم التغييرات التي نتجت خلال فترة عملنا من المنازل والتي جعلتنا نحتاج وقتاً حتى نتأقلم مرة أخرى على الدوام من مقر العمل».