الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«هاكر» يخترق نظام التعليم عن بُعد بمدرسة خاصة في الشارقة

«هاكر» يخترق نظام التعليم عن بُعد بمدرسة خاصة في الشارقة

شهدت إحدى المدارس الخاصة في الشارقة اختراق «هاكر» لنظام «التعليم عن بُعد» الخاص بالمدرسة، وذلك على مدار يومين متتاليين، ما تسبب في إرباك الطلبة والمعلمين دون معرفة شخصية الفاعل.

ودعا أولياء أمور مختلف الجهات المعنية بالإشراف على المدارس الخاصة في الدولة إلى تعزيز رقابتهم على أنظمة «التعليم عن بُعد»، خشية من تكرار عمليات الاختراق أثناء الامتحانات.

ومن جانبه، أوضح مدير عام هيئة الشارقة للتعليم الخاص علي الحوسني لـ«الرؤية»، أنه جارٍ التحقيق في الواقعة المشار إليها من خلال المختصين في الهيئة بهدف الوصول إلى الفاعل الحقيقي.

ولفت إلى أن الهيئة تتابع عن كثب سير العملية التعليمية عن بعد بشكل فاعل، وعلى تواصل دائم مع إدارات المدارس الخاصة بهدف تذليل كل العقبات التي يمكن أن تعترض الأداء، وكذلك تقديم الدعم اللازم الذي من شأنه تعزيز التحصيل الدراسي للطلبة.

وأفاد الحوسني بأن الهيئة تحرص على إلزام المدارس الخاصة بعمليات تطوير وتحديث مستمرة لأنظمة الأمن الإلكتروني الخاصة بها، وذلك تماشياً مع ما وصلت إليه الإمارات من تطور تقني عالمي.

وتابع: الإمارات تعد من أوائل دول المنطقة التي حرصت على امتلاك بنية تحتية رقمية متطورة، ما مكنها من تطبيق نظام التعليم عن بُعد بشكل دقيق وفي أقل فترة زمنية.

وأشار إلى أن التفوق التقني للإمارات لم يأتِ من فراغ، بل جاء استناداً إلى البنية الرقمية التي حرصت القيادة الرشيدة على تبنيها مبكراً، نظراً لرؤيتها الثاقبة واستشرافها للمستقبل.

وأكد الحوسني أن المرحلة المقبلة ستشهد تقييماً شاملاً لتجربة التعليم عن بُعد، التي نجحت الدولة في تطبيقها بشكل احترافي بمختلف منشآتها التعليمية بجميع مراحلها التجريبية والعملية.

وفي سياق متصل، أوضحت إدارة المدرسة التي شهدت واقعة الاختراق في الشارقة أنها بادرت بفتح تحقيق مبدئي في الواقعة، أشرف عليه أعضاء الفريق الفني التابع للمدرسة، إلا أنهم لم يتوصلوا لشخصية الفاعل.

وتابعت: نظراً لأهمية الموضوع تم إعداد تقرير مفصل بالواقعة ورفعه إلى وزارة التربية والتعليم وهيئة الشارقة للتعليم الخاص لاتخاذ اللازم وفقاً للإجراءات المتبعة.

وذكرت المدرسة أن تلك الواقعة التي تكررت على مدار يومين متتاليين أثناء الحصص التفاعلية، تمثلت في اختراق «هاكر» حصة التربية الإسلامية الخاصة بطلبة الصف الخامس وذلك في المرة الأولى.

وأضافت أن «الهاكر» تمكن في تلك المرة من إخراج معلمة الصف من الحصة وعدم السماح لها بالدخول مرة أخرى، إلى جانب العبث بنظام التعليم عن بُعد الخاص بالمدرسة، وكتابة عبارات خادشة للحياء باللغتين العربية والإنجليزية.

وأردفت بأن «الهاكر» لم يسمح لأي من الطلبة بمغادرة الحصة التفاعلية حتى يتمكنوا من الدخول مرة أخرى واستكمال الحصة، ما دعا إلى تواصل معلمة الصف مع أحد الطلبة وإعطائها الكود الخاص بفتح وإغلاق الحصة التفاعلية حتى تتمكن من الدخول مرة أخرى.

كما شهدت حصة اللغة العربية في اليوم الثاني اختراق 2 «هاكرز» بدلاً من واحد بالمرة الأولى، وتمكنا من العبث بالشرح التوضيحي الخاص بمعلمة الصف «باور بوينت»، ولم يسمحا لها باستكمال الحصة.

وحول خطورة الموقف، أكدت ولية أمر طالبة بالصف الذي شهد الواقعة مي أحمد، أنها شاهدة عيان على الواقعة التي يجب ألا تمر مرور الكرام، وخصوصاً أنها لفتت الأنظار إلى موضوع أهم وهو إمكانية اختراق أنظمة التعليم عن بعد أثناء أداء الطلبة لامتحانات نهاية العام الدراسي المقرر أداؤها بعد أيام.

وتساءلت عن مدى تأمين تلك الأنظمة التعليمية، وهل تخضع إلى تأمين تقني كافٍ أم أنها سهلة الاختراق، مما يترتب عليه خطورة أكبر تتعلق بعمليات التصحيح الإلكتروني للامتحانات التي تتم فور إجابة الطلبة على الأسئلة.

من جهتها، شددت ولية أمر رائدة النادي، على ضرورة معرفة شخصية «الهاكر» ومحاسبته من قبل المعنيين، وذلك لعدم تكرار مثل هذه التصرفات التي من شأنها التلاعب بمستقبل الطلبة.

وتمنت رصد كل نقاط الضعف في نظام التعليم عن بُعد من قبل المسؤولين لتفاديها مستقبلاً، وخصوصاً أنه نظام يتم تطبيقه لأول مرة بشكل عام بجميع المؤسسات التعليمية داخل الدولة، نظراً للظروف الاستثنائية التي تواجهها جميع دول العالم.

ودعت ولية أمر نعيمة آل علي، وزارة التربية والتعليم إلى إلزام إدارات المدارس الخاصة باعتماد أنظمة أمان أكثر تطوراً، وذلك للحيلولة دون اختراق أي نظام للتعليم عن بُعد بالمدارس الخاصة.