الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

خبراء: الإعلام التقليدي نجح في مواجهة شائعات كورونا مقابل «الاجتماعي»

أوصى خبراء في قطاع الإعلام في الدولة بضرورة إيجاد مسارات جامعية لطلبة كليات الإعلام في تخصص إعلام الطوارئ والأزمات وضرورة تحليل الأحداث والمعالجات الإعلامية الخاصة بفيروس كورونا في الدولة خلال الفترة الماضية، وإيجاد آلية لتوحيد الخطاب الإعلامي خلال الأزمات والرد بمهنية وموضوعية على أي هجوم خارجي.

وأوضح هؤلاء خلال ندوة نظمتها جامعة أم القيوين حول دور الإعلام التقليدي وأثره خلال وما بعد أزمة كورونا، أن الإعلام التقليدي - رغم ما يواجه من تحديات - استطاع أن يكسب ثقة الجمهور خلال أزمة كورونا في مقابل الإعلام الحديث الذي لم يحظ بالصدقية الكافية لدى المتابعين.

حاضر في الندوة المفكر الأستاذ السابق في جامعة الإمارات الأستاذ الدكتور عبدالخالق عبدالله، وعضو المجلس الوطني، مدير عام مؤسسة وطني الإمارات ضرار بلهول الفلاسي، ورئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، رئيس تحرير منصة وصحيفة الرؤية محمد الحمادي.

وقال الأستاذ الدكتور عبدالخالق عبدالله، على الرغم من أن فيروس كورونا يعتبر عاصفة هوجاء هزت الحياة وزلزلت قناعات وأربكت دولاً وأحدثت خسائر اقتصادية كبيرة إلا أن مزعم أن الوباء سيؤسس لعهود قيادات دولية جديدة غير صحيح، مشيراً إلى أن الأوبئة في التاريخ خلال الـ100 سنة الأخيرة لم تؤسس لعهود جديدة ولم تغير كثيراً أوضاع الدول ولكن تفعل الحروب ذلك فقط.

وبين الدكتور عبدالخالق أن الإعلام التقليدي نجح نجاحاً مبهراً في مواجهة الشائعات حول كورونا بينما فشل الإعلام الاجتماعي في كسب ثقة الجمهور، لافتاً إلى أن أزمة كورونا ردت اعتبار الإعلام التقليدي في ثقة الجمهور وصدقيته رغم أن البعض استصدر شهادة وفاة في حقه سابقاً.

وبين عبدالخالق أن الإعلام التقليدي ولد راقياً وسيظل إعلاماً راقياً لكنه استدرك قائلاً إن الإعلام التقليدي لم يجتهد كثيراً في تحليل البيانات الخاصة بفيروس كورونا خليجياً ولم يقدم قراءات مبسطة تتناسب مع القراء، مبيناً أن الإعلام التقليدي يجيد تمجيد الذات ولا يجيد نقد الذات، رغم أن صفحته بيضاء في تواجده القوي وصدقيته في أزمة كورونا.

من ناحيته، اتفق ضرار بالهول الفلاسي مع الدكتور عبدالخالق في أن الإعلام التقليدي نجح بامتياز في مواكبة أزمة كورونا محلياً من ناحية سرعة الاستجابة، بينما لم يكتسب الإعلام الحديث ثقة الجمهور في أزمة كورونا بسبب أن معظم المغردين أصبحوا أطباء يفتون في الطب وعلاجات جديدة لكورونا.

وأضاف الفلاسي أن الإمارات حازت تقديراً دولياً بسبب مساهمتها الإنسانية لدول العالم في أزمة كورونا بعكس بعض الدول التي استولت على معدات وأجهزة طبية للغير، حيث ساعدت الإمارات دول العالم خلال أزمة كورونا، ما منحها ثقلاً سياسياً فلم تستثن أحداً من المساعدات حتى إيران.

وأشار إلى أن الإعلام استطاع من خلال الإحاطة الإعلامية الدورية لحكومة الإمارات بث الثقة في نفوس الجمهور وحاز بشفافية الأرقام النجاح المطلوب بامتياز، في حين فشل الإعلام الجديد في تغطية أحداث كورونا لانشغال رواده بالسبق على حساب دقة المعلومة.

وأضاف الفلاسي أن الإعلام الإماراتي قضى على الشائعات في أزمة كورونا من خلال سرعة الاستجابة وتوفير المعلومة، إضافة إلى وجود أقوى قانون جرائم إلكترونية في العالم، والذي يحقق الأمان النسبي على سوشيال ميديا.

وضرب الفلاسي مثالاً على التجارب الرقمية في الإعلام المتميزة، والتي استطاعت جذب المتابعين إليها بتجربة منصة «البيان» ومنصة «الرؤية» اللتين استطاعتا جذب الجمهور الرقمي محلياً وعربياً، مضيفاً أن ما حققته البيان والرؤية من جوائز رقمية دليل على استقطاب الجمهور الرقمي.

من ناحيته، رأى محمد الحمادي أن الإعلام التقليدي له ميزتان تظهران في الأزمات دائماً هما أنه مهني ويستطيع جذب الجمهور بدقة معلوماته، إلا أن الحمادي أوضح

أن الإعلام التقليدي سيواجه بعد جائحة كورونا أزمات تخص الاستمرارية والتمويل بسبب ضعف الاشتراكات والإعلانات.

وأشار الحمادي إلى أن تلك التحديات ستواجه الإعلام التقليدي الحكومي والخاص على حد سواء، لا سيما أن هناك نقاشاً يدور بشكل موسع مفاده «إلى متى سيستمر الدعم الحكومي للإعلام التقليدي».

وأفاد رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية بأن الإعلام المحلي منذ فترة التسعينات يمتلك ميزة تطوير الذات والشاهد على ذلك أن كل صحفنا لديها منصات رقمية بالتوازي مع الورقي، مضيفاً أن الصحافة والإذاعة والتلفزيون لن تختفي طالما واكبت التطورات، لكن التخوف سيكون منصباً على المؤسسات الإعلامية الصغيرة والتي لم تواكب التطور.

وأضاف الحمادي: «إن وسائل التواصل الاجتماعي منحت الجميع حق الكلمة وفق الضوابط المعمول بها، لكننا لا بد من أن نعمل على آلية لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة، مشيداً بخطوة مجلس الوزراء بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإنشاء أكاديمية الإعلام الجديد باعتبارها خطوة استباقية لسد عجز احترافية الإعلام الرقمي ومعالجة للانتقادات الموجه له.

وأشار الحمادي إلى أن عدم توافر المعلومة أو حجبها من أهم التحديات التي تواجه الإعلاميين، لا سيما خلال أوقات الأزمات، لافتاً إلى أن فريق عمل منصة وصحيفة الرؤية عمل بجهد خلال أزمة كورونا على إشعار الجمهور بالمعلومات الموثوقة والمفيدة لجمهور لمتابعين.

وبين الحمادي، بعدما أثنى الفلاسي على منصات الرؤية الرقمية، أن تجربتنا في منصة الرؤية رغم حداثتها إلا أن زيارة سوشيال ميديا والموقع الإلكتروني تضاعفت لأننا نراهن على المحتوى الشعبي الذي يهم الجمهور.

من ناحيته كشف عميد كلية الاتصال الجماهيري في جامعة أم القيوين الدكتور هيثم السامرائي أن الجامعة تعتزم أخذ الموافقات اللازمة لاعتماد مسار إعلام الأزمات والطوارئ ضمن مسارات كلية الإعلام، لافتاً إلى أن تزويد الجماهير بالمعلومة يغلق الباب على الشائعات وقت الأزمات

وأضاف السامرائي إذا غابت المعلومة عن المتلقي فإن الجمهور مضطر إلى منصات التواصل الاجتماعي لجمع كافة المعلومات والشائعات، مشيراً إلى أن هناك 3 أنواع من المعالجات الإعلامية في زمن كورونا، هي المعالجة المثيرة، والتي تتعمد التضليل والتشويش، والمعالجة الناقصة، والتي تعتمد على التهوين من قيمة المعلومة، والمعالجة المتكاملة، والتي تبنتها وسائل الإعلام الإماراتية بكافة الشفافية والصدقية في الطرح.