الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الالتهاب متعدد النُظم.. خطر ما بعد تعافي الأطفال من كورونا

الالتهاب متعدد النُظم.. خطر ما بعد تعافي الأطفال من كورونا

قالت منظمة الصحة العالمية، إن عدة بلدان متأثرة بجائحة كوفيد-19 قد أبلغت عن حالات لأطفال تم إدخالهم إلى العناية المركزة في المستشفى بسبب متلازمة نادرة سببها «الالتهاب متعدد النظم» (Pediatric Inflammatory Multisystem Syndrome - PIMS) مع بعض الأعراض المشابهة لمرض «كواساكي» ومتلازمة الصدمة السامة، ظهرت عند هؤلاء الأطفال بعد تعافيهم من الإصابة بكورونا، على الرغم من ندرة حدوث مرض خطير متعلق بكوفيد-19 أو وفيات مرتبطة به بين الأطفال.

وأوضحت المنظمة أنه يشتبه بالإصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد النظم (التهاب يصيب أكثر من جهاز في جسم الطفل في وقت واحد) عند الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين حديثي الولادة إلى 19 عاماً المصابين بالحمى لأكثر من 3 أيام بالإضافة إلى علامتين أوعرضين آخرين من بين: التهاب ملتحمة العين غير الصديدي، علامات التهاب الجلد والأغشية المخاطية مثل الطفح الجلدي وتقرحات الفم واحمرار اليدين والقدمين، وأعراض التهاب عضلة القلب والصمامات أو إصابة الشرايين الإكليلية، وانخفاض ضغط الدم أو الصدمة، واختلال في تخثر الدم، أو أعراض إصابة الجهاز الهضمي كالإسهال والقيء وآلام البطن.

وأشارت إلى أنه يترافق مع هذه الأعراض ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الالتهاب والتي تشمل ارتفاعاً في سرعة ترسب الدم (ESR) أو ارتفاع نسبة بروتين سي التفاعلي (CRP) أوالبروكالسيتون(Procalcitonin) ، مع غياب أي سبب آخر واضح قد يفسر هذا الالتهاب مثل الإنتان الجرثومي بالمكورات العنقودية أو العقديات، إضافة إلى ذلك وجود دليل على الإصابة بفيروس كورونا المستجد أو مخالطة محتملة بمرضى كوفيد-19.

وعزت منظمة الصحة العالمية هذه الحالات النادرة إلى فرضية مفادها أن هناك ارتباطاً زمنياً لهذه المتلازمة مع عدوى كوفيد-19، لأن بعض الأطفال الذين تم اختبارهم كانوا إيجابيين إما عن طريق تفاعل سلسلة البلمرة PCR أو الأمصال.

وشددت المنظمة على مقدمي الرعاية الصحية، بضرورة الحرص على تشخيص هذه المتلازمة مبكراً وهو أمر مهم لضمان العلاج المبكر، وتقليل خطر حدوث مضاعفات طويلة المدى.

من جانبها قالت استشاري ورئيس قسم الأطفال في المستشفى الأمريكي بدبي، الدكتورة عبير خياط، إن الأطفال إذا أصيبوا بكوفيد-19، فاحتمالية ألا تظهر لديهم أعراض أو تكون الأعراض خفيفة تتراوح بين 60 إلى 70%، وبعضهم يصابون بأعراض مثل نزلات البرد العادية أو الالتهاب الرئوي، وأحياناً يحدث ضيق تنفس وإسهال وقيء، وأن نسبة حوالي 5-7% من الأطفال المصابين بكوفيد-19 هم من يحتاجون إلى الرعاية المركزة، وغالباً ما يكونون أطفالاً في عمر أقل من 5 سنوات وبالأخص من هم أقل من عام، أو يعانون من أمراض مزمنة.

وأوضحت أن الالتهاب متعدد النظم PIMS هو مرض يصيب أكثر من جهاز في جسم الطفل وأعراضه متشابهة مع مرض «كواساكي» وتتمثل في: ارتفاع درجة الحرارة، واحمرار في اللسان والعينين، وتشقق الجلد وتوسع شرايين القلب، وانخفاض حاد في الضغط، وغالباً ما يصيب الأطفال المتعافين من كورونا، ما يؤدي إلى التهابات في القلب أو الكلى أو العينين وغيرها.

وأشارت إلى أنه غير معروف سبب حدوث هذا المرض للأطفال المتعافين من كوفيد-19، إلا أن هناك دلائل على أن الاستجابة المناعية لدى هؤلاء المتعافين كانت عند مستوى مرتفع، ما أدى إلى التهاب الأوعية الدموية وإصابة أعضاء الجسم بأعراض مشابهة لكواساكي ومتلازمة الصدمة السامة.

وحذرت من أن المشكلة الأكبر أن الأهالي يتجنبون الذهاب للمستشفيات في المرحلة الحالية عند إصابة أبنائهم بمثل هذه الأعراض، ويعالجونهم من الأعراض في البيت، وهذه عملية بها خطورة، لأن الطفل لو لم يعالج في الوقت المناسب وبالعلاج الصحيح ستتضاعف الأعراض والاختلاطات.

ولفتت إلى أنه عند الكشف على هذه المتلازمة عند حالات الأطفال المؤكدة بكوفيد-19 أو المشتبه بها، قد نجد أن الطفل مريض بـ«كواساكي» وهو ما يسهل إعطاء الدواء في مرحلة مبكرة ومن ثم الحد من المضاعفات التي قد تؤثر على شرايين القلب والتي قد تؤدي إلى ضرر الشرايين الإكليلية التي تغذي عضلة القلب وبالتالي التسبب في تجلط الدم ونقص تروية عضلة القلب.

وأكدت أنه يجب على الأهل ألا يتوتروا بشأن إصابة أبنائهم بكوفيد-19، لأنهم غالباً لن يعرفوا بإصابة أبنائهم بسبب عدم ظهور الأعراض، لكن المهم أن يراجعوا طبيب الأطفال في حال ظهور الأعراض، لأخذ النصيحة وتفادي علاج الأعراض منزلياً.

وأشارت إلى أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي لجميع أفراد العائلة خلال فترة البقاء بالمنزل لتفادي النتائج السلبية على صحة الأطفال الجسدية والنفسية مثل زيادة الوزن واضطرابات النوم والسلوك، بسبب النوم المتأخر، وعدم ممارسة أي نشاط بدني، ومشاهدة الشاشات بكثرة، وتناول الغذاء غير الصحي.

وعزت الدكتورة عبير خياط، تدني نسبة الأطفال المصابين بكوفيد-19 حول العالم، حيث لا يمثلون سوى (2.4%) من إجمالي المصابين، إلى عدة أسباب أهمها: ارتفاع نسبة الإصابات اللاعرضية عند الأطفال، وبالتالي قد يكون الأطفال مصابين دون معرفة الأهل، وكذلك حرص الأهالي الشديد على أبنائهم، حيث تم حجرهم في المنازل منذ بدء الجائحة التي حدت من مخالطتهم لمصابين، وبالتالي لم يتعرضوا للإصابة بنفس الدرجة التي تعرض لها الكبار.

وأوضحت أنه من الصعب القول إن مناعة الأطفال أقوى من الكبار، لكن هناك تفسيرات بسيطة، حيث إنه من الممكن أن يكون الجهاز المناعي لديهم أكثر مقاومة لفيروسات كورونا عموماً بالمقارنة مع الكبار، بسبب إصابات الأطفال المتكررة بالفيروسات خلال السنوات الأولى من العمر، كما أنه ينبغي وجود مستقبلات يرتبط بها الفيروس على الخلية لكي ينتشر ويتغلغل ويتكاثر في الجسم، وقد تكون هذه المستقبلات غير ناضجة عند الأطفال وبالتالي من الصعب اختراقه للخلية وتكاثره بالجسم.