الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

وزارة التسامح تنظم الملتقى الافتراضي «لتعارفوا» تحت شعار «شارك. تعلم. تنمو»

وزارة التسامح تنظم الملتقى الافتراضي «لتعارفوا» تحت شعار «شارك. تعلم. تنمو»

نظمت وزارة التسامح، أمس الجمعة، الملتقى الافتراضي الذي يحمل شعار «كلنا واحد» ضمن المبادرة المجتمعية «لتعارفوا»، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، واختصاصي الطب النفسي ومدير معهد العلاقات الإنسانية في دبي الدكتور ريمون حمدان، الذي يدير الجلسة من مدينة واشنطن بالولايات المتحدة، بمشاركة أفراد 5 أسر من مختلف قارات العالم، الذين استعرضوا تجاربهم في مواجهة كورونا.

وتضم الأسر المشاركة: أسرة أرانجا كارونارانتني (سريلانكا)، وساشا دالاس (المملكة المتحدة)، والقس براد ريد (الولايات المتحدة - أمريكا)، وجون سوريا (الهند)، وأسرة الدكتور سالم محمد عويس الشامسي (الإمارات).

وركز الملتقى على تبادل الخبرات في إطار «شارك. تعلم. تنمو»، من أجل تعزيز القيم الإنسانية الراقية والتسامح والتعايش معاً في سلام.

مشاركة ونجاحات

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن العالم في حاجة ماسة إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة جائحة كورونا، وهو كذلك في حاجة إلى من يبث فيه روح الأمل والإيجابية والإنسانية، حتى تنجح هذه المواجهة، مؤكداً أن وزارة التسامح تعمل على تفعيل كافة قدراتها للقيام بهذا الدور، في إطار القيم الإنسانية الراقية التي يمكنها توحيد الجهود وتوفير البيئة المناسبة للجميع، سواء في الإطار المحلي أو الإقليمي أو العالمي لمواجهة كافة أنواع الأزمات، ولا سيَّما الأسر التي تحمل العبء الأكبر في هذه المواجهة.

وأضاف أن الملتقى الذي تنظمه وزارة التسامح تحت شعار «لتعارفوا» يفتح الباب أمام كافة الأسر لتتشارك تجاربها النجاحة، في إطار 3 أهداف، هي «شارك. تعلم. تنمو»، والتي يعدها الملتقى نقطة انطلاق للاستفادة من تجارب الآخرين وإفادتهم في نفس الوقت بما لدينا من تجارب.

وأكد أن الإمارات منذ اليوم الأول لتأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيَّب الله ثراه، وهي تركز دائماً على مد يد الدعم والمساندة إلى الجميع، بغض النظر عن الدين واللون واللغة، لأنها تبحث دائماً عن دعم الإنسان كونه إنساناً، وجميعاً شركاء في هذا الكوكب، ولديها قناعة مطلقة بأهمية دور الأسر وأهمية دعمها ومساندتها، فهذه الأسر هي التي تواجه التحديات والأزمات، وتتحمل العبء الأكبر من هذه الأزمة، وتبذل جهوداً كبيرة لكي تدعم أفرادها وتحميهم، وترعى الأطفال، كما أنها في نفس الوقت تواصل أداء مسؤوليات العمل.

التلاحم الأسري

وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك، أن الأسرة المتلاحمة والمتماسكة أحد أهم مقومات مواجهة كافة الأزمات التي تواجه أي أمة أو شعب من الشعوب، ولا شك أن التلاحم الأسري في الإمارات أصبح نموذجاً عالمياً، حيث أظهرت الأسر والمجتمع الإماراتي قدرات رائعة في مواجهة جائحة كوفيد-19، لذا فالأسرة هي الأكثر قدرة على دعم وتثقيف أفرادها والتخفيف عنهم وهم يواجهون هذه المتغيرات مؤكداً أن الهدف من هذا الملتقى تسليط الضوء على النقاط المضيئة بهذه التجارب في مواجهة الجائحة ومناقشتها، وفق مبادئ وقيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.

وبيّن أهمية هذا التوقيت في مواجهة كورونا، بعدما تعدَّدت التجارب العالمية بمواجهة الجائحة، واكتشف الجميع أهمية التركيز على أسلوب العمل الجماعي، لذا وجود الجائحة يُحتِّم على الجميع القيام ببناء الجسور وتفعيل قيم التعارف من خلال تبادل القصص والتجارب، والتعلم من بعض، ولتنمو بشكل أكثر حكمة وأن تصبح المجتمعات أكثر اطلاعاً، مؤكداً حرص الوزارة على إطلاق هذه المبادرة التي تركز تقديم التجارب الحية للأسر عبر العالم، من قلب منازلهم وقصصهم الخاصة، وعرض كيفية مواجهتهم للأوقات العصيبة، وتسليط الضوء على القصص الشخصية عن الأمل والنمو والفرص الجديدة في مواجهة Covid19.

تواصل إنساني

وقال الشيخ نهيان بن مبارك: «هذا الملتقى الافتراضي يسلط الضوء على السعي النبيل للتعرف إلى بعضهم البعض بشكل أفضل، حيث يعد التفاعل مع الآخرين جزءاً أساسياً من كونك إنساناً، نحن نبحث دائماً عن الفرص حيث يمكننا أن نكون اجتماعيين ونتواصل مع الآخرين، إذ منحتنا الشهور الماضية تحدياً جديداً لحياتنا الشخصية والمهنية، وسيستمر في المستقبل المنظور، وسيعيش معظم العالم على مسافة مادية أكبر من بعضهم البعض، أكثر من أي وقت مضى، ولكن لمجرد أننا نبتعد جسدياً، فهذا لا يعني أننا يجب أن نفصل اجتماعياً».

وأكد أن هذا الملتقى دليل على الرؤية المستقبلية للدولة، وعلى الجهود الإنسانية المخلصة للقيادة الحكيمة للإمارات، وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي تنير الطريق بقيادتها وإنجازاتها في كل ما يتعلق بشؤون الأسرة التي تعيش بهذا البلد، حيث ساعدت سموها على جعل الإمارات مثالاً للتميز والنجاح بين دول العالم، معبراً عن شكره العميق وتقديره لأم الإمارات لقيادتها ولتوجيهها ودعمها المستمرَّين.

مشاركات أسرية

من جانبهما، عبر الدكتور سليم الشامسي والدكتورة مي الجابر اللذان يمثلان الأسرة الإماراتية بالملتقى، عن اعتزازهما بأن يكونا جزءاً من هذه التجربة الاجتماعية القيمة، التي لا تتوقف فقط على إقليم أو دين أو مستوى اجتماعي، بل تتخطى كل ذلك إلى مستوى الإنسانية التي وجدت نفسها فجأة وبلا مقدمات مطالبة بأن تدافع عن وجودها على هذا الكوكب، وتحملت الأسر الجانب الأكبر من المسؤولية في الحفاظ على أبنائها، ومواجهة الظروف الاقتصادية والمجتمعية الصعبة التي فرضتها الجائحة.

واستعرضت أسرة إيرانجا كاروناراتني من سريلانكا تجربتها في مواجهة كورونا، بأنهم شعروا منذ اللحظة الأولى لاجتياح كورونا للعالم بضرورة أن يعمل جميع أفراد الأسرة كفريق عمل متجانس ومتكامل، وأن يستغل كل منهم قدراته ومهاراته الحياتيه ومواهبه لمصلحة الأسرة بشكل عام، وكان النظام والترابط فيما بينهم كلمة السر لنجاحهم بالتعامل مع ما فرضته مواجهة هذه الجائحة من صعوبات وتحديات جمة، خاصة عند كبار السن وأصحاب الهمم الذين في حاجة دائمة للمساعدة والدعم.

وأكدت أسرة ساشا وغراهام كلوز من المملكة المتحدة، على اعتزازها بالمشاركة في الملتقى، ومشاركة قصة عائلتهم مع شعب دولة الإمارات في هذه الفترة المزدحمة بالمشاعر المتضاربة والعميقة لدى الجميع، وسر السعادة يكمن في أن الأسر تتناول الجوانب الإيجابية بتجاربها، وكيفية تحويل الظروف الصعبة إلى فرصة للتناغم والتعايش مع ملامح العالم الجديد.

من جانبه أكد الدكتور ريمون حمدان أن الملتقى كان بمثابة عصف ذهني شارك فيه الجميع، ليخرج بخلاصات رائعة تمثل خبرة جيدة للأسرة على مستوى العالم، مؤكداً عن سعادته بإدارة هذا الحوار الرائع الذي ركز على الجوانب المشرقة ولم يغفل التحديات، وتحول كل المشاركين إلى داعمين لبعضهم البعض، لتتجلى الأخوة الإنسانية والتعايش في أسمى معانيه، وليكون شعار هذه اللقاءات «لتعارفوا» فعلاً على أرض الواقع.