السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

دراسة نفسية: 71% من المبحوثين يعانون القلق نتيجة كورونا.. والنساء يتصدرن

دراسة نفسية: 71% من المبحوثين يعانون القلق نتيجة كورونا.. والنساء يتصدرن

أكدت نتائج الدراسة الأولى المتعلقة بالصحة النفسية في الإمارات خلال جائحة (كوفيد-19)، أن 71% من السكان المستهدفين بالدراسة (العينة) أبلغوا عن القلق، وعندما تم تصنيف هذه النسبة إلى درجات للقلق من الأعلى للأقل، تبين أن 38% منهم لديهم قلق متوسط إلى شديد، وأن نصف المشاركين في الدراسة (49.8%) بلغوا أعلى مستويات القلق خلال جائحة فيروس كورونا.

وأجرى الدراسة التي جاءت تحت عنوان (تقييم تأثير قلق الوالدين على مستوى شعور القلق عند الأطفال خلال جائحة كوفيد-19 في الإمارات العربية المتحدة) 8 جهات، هي: قسم طب الأسرة والمجتمع بكلية الطب بجامعة الشارقة، معهد الشارقة للبحوث الطبية بكلية الطب بجامعة الشارقة، مركز التميز للصحة النفسية للأطفال والمراهقين بمستشفى الجليلة التخصصي للأطفال بدبي، جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، كلية العلوم الصحية بجامعة أبوظبي، قسم طب الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض، قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وقسم العلوم السريرية بكلية الطب بجامعة الشارقة.

مشاركات وأرقام

وأوضحت الدراسة أنها استهدفت 2200 شخص للمشاركة إلكترونياً باستخدام الاستبيان، وأن 26 شخصاً رفضوا المشاركة في الدراسة، وأكمل 381 فقط الجزء الديموغرافي من الاستبيان قبل التوقف، وبالتالي تم المشاركة الكاملة وتحليل البيانات لـ1469 مشاركاً من إجمالي العينة المستهدفة.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن المشاركات الإناث بلغن (82.8%)، وكانت أغلب الإناث في المرحلة العمرية من 25 إلى 44 سنة بنسبة (61.7%) ومقيمات بالإمارات، وأكثر من نصف العينة (50.8%) يحملون درجة البكالوريوس، و(63.1%) موظفون، و(75.6%) من المشاركين متزوجون ولديهم أطفال.

وأوضحت الدراسة أن أكثر الحالات الطبية الشائعة لدى هذه العينة خلال جائحة كوفيد-19 كانت: ارتفاع ضغط الدم بنسبة (9.1%) منهم، والربو (8.6%)، بينما احتل الصداع المرتبة الأولى بنسبة (25.9%)، وأشار نصف المشاركين تقريباً إلى أنهم استخدموا فيتامين سي لعلاج هذه الأعراض، في حين أفاد معظم المشاركين بأنهم لا يدخنون، وقال 13.7% أنهم غيروا عاداتهم في التدخين منذ بدء الجائحة.

وبينت الدراسة أن معظم المشاركين (71.5%) أكدوا أنهم سيطعمون أنفسهم، و(59.4%) سيطعمون أطفالهم، بلقاح كوفيد-19 بمجرد صناعته أو تطويره، وكشفت الدراسة أن (85%) من المشاركين قالوا إنهم يطعمون أطفالهم بشكل دوري بالتطعيمات الروتينية، في حين أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأشخاص الذين لا يطعمون أطفالهم بشكل دوري، فهم نفس الأشخاص الذي قالوا أنهم لن يطعموا أطفالهم بلقاح كوفيد-19 إذا تم إنتاجه.

مستويات القلق

وذكرت الدراسة أن المشاركين الذين قالوا إنهم سيطعمون أنفسهم بلقاح (كوفيد-19) المنتظر كانوا أكثر قلقاً، وأن من أفادوا بأنهم سيطعمون أطفالهم بهذا اللقاح كانت لديهم مستويات عالية للغاية من القلق، وأن المشاركين الذين يعانون من الربو كانوا أشد قلقاً، ومعظم الفئات القلقة تعاطت فيتامين سي وأدوية مضادة للالتهابات والمسكنات.

ولفتت الدراسة إلى أن من يدخنون الشيشة (65% من المدخنين بالعينة) كان لديهم قلق شديد، رغم أن كثير منهم أقلع عن التدخين منذ بدء الجائحة، وأن أعلى نسبة من المشاكل العاطفية المبلغ عنها للأطفال كانت للمشاركين الذين هم آباء ومعلمون بنفس الوقت، ونسبتهم (26.7%) مقارنة بالآباء فقط (14.6%) أو المعلمون فقط (4.7%).

وقال الأطباء والباحثون المشاركون في الدراسة إن دراستهم كشفت أن جائحة (كوفيد-19)، تركت أثراً كبيراً على الصحة النفسية ورفاهية سكان دولة الإمارات لدى غالبية المشاركين في الدراسة، وأن غالبية المشاركين أبلغوا عن القلق الخفيف إلى الشديد، وسجلوا درجات فوق نقطة القطع البالغة 8 على مقياس GAD-7 (مقياس مستويات القلق)، وكانت هذه النتيجة أكثر انتشاراً بين النساء، مع مستويات أعلى من القلق يشير إلى أن الإناث يعانون من تأثير نفسي أكبر من هذا الوباء عن الذكور.

وأضافوا أنه مع تفشي الوباء زاد القلق لدى الإناث، بسبب الضغوط الإضافية المفروضة عليهم للتكيف مع تغييرات نمط الحياة في سياق كورونا، مع إضافة مسؤولية التعلم عبر الإنترنت والتعليم المنزلي، وربما إدارة العمل والالتزامات والعزلة الاجتماعية وزيادة الخوف وعدم الاطمئنان على الأسرة والأحباء.

وذكر الأطباء أن الدراسة وجدت أن التدابير الاحترازية التي نفذتها الحكومة خدمت كعامل وقائي من القلق، حيث وافق معظم المشاركين على أنهم شعروا بقلق أقل مع تنفيذ هذه التدابير، ومع ذلك أولئك الذين رفضوا الموافقة على أنهم يشعرون بقلق أقل، ظهرت لديهم مستويات أعلى من القلق المرتبطة بإدخال التعلم عبر الإنترنت، وإجراءات المطارات مثل المسحات والفرز الصحي وحظر السفر، وقد يكون هذا بسبب العواقب المحتملة التي يعاني منها المجتمع مع إدخال هذه التدابير، لا سيما بشأن مخاوف من تعطل تعليم الأطفال والتعلم عبر الإنترنت

وقال الباحثون: مع كون الإمارات العربية المتحدة مركزًا معروفًا وشعبيًا للسفر، وموطنًا لأكثر من 7 ملايين وافد، لكن ربما أدى إغلاق المطارات وحظر السفر إلى زيادة القلق لدى المشاركين، لأن قيود السفر تسبب تحديات مالية وعدم الاطمئنان مع احتمال فقدان الوظائف، وعدم الوجود مع العائلة بسبب تعليق السفر، وضعف التواصل مع بقية العالم.

وأوضح الأطباء أن المشاركين أبلغوا عن مخاوف كبيرة لديهم، والآباء والأمهات والأطفال قلقوا بشأن نقل (كوفيد-19) لأبنائهم من مكان العمل، وكذلك المخاوف بشأن فقدان الدخل إذا كان الشخص مصاباً بكورونا.

واختتم الباحثون دراستهم قائلين: هذه الدراسة الأولى التي توفر معلومات عن الاستجابة الأولية والتأثير النفسي لجائحة كوفيد19- بين البالغين والأطفال في الإمارات، مع وجود ارتباط كبير بين قلق الوالدين والأطفال، ويمكن استخدام النتائج من قبل صانعي السياسات لوضع استراتيجيات فعالة للفحص والتكيف، وصياغة تدخلات لتحسين الصحة النفسية للسكان وعلى وجه التحديد برامج الوقاية للأطفال الضعفاء، وقد تقلل مثل هذه الاستراتيجيات من التأثير النفسي خلال الجائحة وغيرها من طوارئ الصحة العامة في المستقبل.