الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

اعتماد استخدام الفحوصات المصلية لـ«كورونا» في الدولة

اعتماد استخدام الفحوصات المصلية لـ«كورونا» في الدولة

أصدرت الجهات الصحية في الدولة، الدليل الإرشادي للفحص المصلي لكوفيد-19 (فحص وجود الأجسام المضادة في الجسم ضد عوامل المرض المختلفة)، لاستخدام الاختبارات المصلية في الرعاية السريرية والصحة المهنية والتطبيقات الوبائية والبحثية.

وأوصت مجموعة العمل الوطنية التي أعدت الدليل، والمؤلفة من مجموعة من كبار الأطباء والمتخصصين بالدولة، باستخدام الاختبارات المصلية التي تمت الموافقة عليها من قِبل إدارة الأغذية والدواء الأمريكيةFDA أو التي تم منحها إذن استخدام الطوارئ (EUA) من نفس الإدارة، وتُعد مجموعات الفحص (أداة الفحص) التي تحمل علامة CE (المطابقة الأوروبية) مقبولة طالما كانت هناك أدلة على أنه تم التحقق من المجموعة من خلال هيئة تقييم المطابقة المستقلة.

وأوضح الدليل أنه تم تطوير الأساليب المصلية وسيكون لها استخدامات مهمة للصحة العامة والسريرية لرصد جائحة كوفيد-19 والاستجابة لها، وأن المقاييس المصلية لفيروس سارس كوف2، تتمتع الآن بترخيص استخدام الطوارئ (EUA) من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، التي راجعت أداءها بشكل مستقل، وأنه في الوقت الحالي، لا توجد ميزة محددة لاختباراتIgG ، IgM، أو إجمالي الأجسام المضادة.

واختبارات IgM هي أجسام مضادة تعد مؤشراً على وجود إصابة شديدة وحديثة في نفس الوقت عند الشخص المصاب، وتظهر هذه الأجسام عند الإصابة ثم تختفي بعد فترة قصيرة، أما IgG فهي أجسام مضادة تظهر بعد اختفاء الأجسام المضادة IgM وتبقى طويلاً، وهي مؤشر لحدوث إصابة قديمة.

وأكد الدليل على أنه من المهم تقليل نتائج الاختبار الإيجابي الكاذب، عن طريق اختيار مقياس ذات خصوصية عالية (أكبر من 99.5%)، واختبار السكان والأفراد الذين لديهم احتمال مرتفع للتعرض السابق لفيروس سارس كوف2.

وأشار الدليل إلى أنه غالباً ما تصبح الأجسام المضادة قابلة للكشف بعد 1-3 أسابيع من ظهور الأعراض، وفي ذلك الوقت تشير الأدلة إلى أن العدوى من المحتمل أن تنخفض بشكل كبير، وأن درجة معينة من المناعة للعدوى المستقبلية قد تطورت.

فوائد الفحص المصلي

ولفت الدليل إلى أنRT-PCR هو الاختبار القياسي الذهبي المستخدم لتشخيص عدوى كوفيد-19، ومع ذلك، يمكن أيضاً استخدام فحوصات أخرى مثل المستضدات ومقايس الأجسام المضادة (فحوصات الأمصال) لتشخيص حالات كوفيد-19 في وقت سريع.

وأشار الدليل إلى أنه يمكن أن تساعد فحوصات الأجسام المضادة المصلية في تشخيص حالات عدوى كوفيد-19 القديمة في حالة إذا كانت نتيجة فحصRT-RCR سلبية، وبالتالي يمكن تتبع انتشار المصل في المجتمع ويمكن أن يدعم ذلك قرارات العودة للعمل مستقبلاً، ويمكن أيضاً استخدام فحوصات الأمصال لتحديد أهلية التبرع بالبلازما من المرضى الذين تعافوا من مرض كوفيد-19، كما أن له قيمة كبيرة في الدراسات الوبائية لوباء فيروس سارس كوف2.

أنواع الفحص

وحدد الدليل 5 أنواع للفحوصات المصلية هي: اختبارات نقطة الرعاية (POCT)، وفحوصات الممتص المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA) (متعدد الخطوات، النوعي، وشبه النوعي)، والمقاييس المناعية الكيميائية (CLIMA) (متعددة الخطوات، النوعية، شبه الكمية، الكمية)، وفحوصات التحييد أو المعادلة، وفحوصات تحييد الكشف عن الأجسام المضادة، إلا أن َإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم تسمح حتى الآن باستخدام اختبارات التحييد لـسارس كوف2.

أنواع الأجسام المضادة

وأوضحت اللجنة العلمية والطبية التي أعدت الدليل، أن الأجسام المضادة لفيروس سارس كوف2 الذي يسبب مرض كوفيد-19، تبدأ في التطور بعد حوالي 6 إلى 10 أيام من الإصابة بالعدوى، ويبدو أن IgM وهي الأجسام المضادة التي تظهر أثناء الإصابة الحديثة، تبلغ ذروتها بعد 12 إلى 15 يوماً تقريباً من الإصابة بعدوى الفيروس، وتستمر بكميات كافية لمدة 35 يوماً، وبعد ذلك تنخفض الكمية بسرعة، وقد لوحظ أن IgG وهي الأجسام المضادة التي تستمر لفترة طويلة، تصل إلى الذروة بعد 17 يوماً تقريباً من الإصابة بهذا الفيروس وتستمر لمدة 49 يوماً على الأقل.

ووضعت اللجنة عدة توصيات في الدليل أهمها، النصح بإجراء فحوصات بأداة فحص ذات حساسية أكثر من 99.5%، ولا ينصح فريق العمل باستخدام مجموعات POCT لأن المجموعات الحالية المتاحة حتى الآن ليس لها الخصائص والحساسيات المطلوبة.

كما أوصت اللجنة باختبار الأشخاص أو السكان الذين لديهم احتمال كبير للاختبار الأولي لوجود أجسام مضادة، مثل الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الأعراض المتوافقة مع كوفيد-19، أو الذين يتعرضون لمناطق أو مؤسسات تعاني من تفشي المرض، كما يوصَى باستخدام منهج اختبار من خطوتين أو خوارزمية اختبار متعامدة لزيادة القيمة التنبؤية.

وقالت اللجنة إنه لا يوصى باختبار الأجسام المضادة لـIgA، حتى تتوفر مزيد من المعلومات حول ديناميكيات الكشف عن IgA في المصل، كما يجب طلب إجراء الفحص المصلي كطريقة للمساعدة في تحديد التشخيص عندما يكون هناك مرضى سابقون بكوفيد-19، أو في المرضى الذين يعانون من مضاعفات متأخرة لهذا المرض، مثل متلازمة الالتهابات المتعددة في الأطفال.

وشددت اللجنة على أنه لا ينبغي استخدام الاختبارات المصلية لتشخيص عدوى كوفيد-19 الحادة أو لاستبعاد العدوى في المرضى الذين يعانون من العرض السريري المتوافق مع هذا المرض، ولا يجب استخدام نتائج الاختبارات المصلية لاتخاذ قرارات بشأن تجمع الأشخاص المقيمين في البيئات الجماعية أو دخولهم إليها، مثل المدارس أو أماكن النوم المشتركة أو المرافق الإصلاحية.

الفحص والعودة للعمل

وأكدت اللجنة أنه لا ينبغي استخدام نتائج الاختبارات المصلية لاتخاذ قرارات بشأن إعادة الأشخاص إلى مكان العمل حالياً، ولا يجب استخدام نتائج الاختبارات المصلية لتشخيص الالتهابات الحادة، ولا ينبغي استخدام الاختبارات المصلية لإصدار جوازات مناعة للأشخاص حتى يتم إثبات وجودها ومتانتها ومدتها، كما يجب تثقيف المجتمع فيما يتعلق بالقيود الحالية على الاختبارات المصلية.

ونصحت اللجنة بكتابة تعليقات معينة عند ظهور نتائج الاختبارات المصلية السلبية، نصها: لا تحتوي هذه العينة على أجسام مضادة IgG أو IgM لسارس كوف2، وأن هذه النتيجة السلبية لا تستبعد عدوى الفيروس ويوصى بالربط مع عوامل الخطر الوبائية وغيرها من النتائج السريرية والمختبرية للمريض، ولا ينبغي استخدام النتائج المصلية كأساس وحيد لتشخيص أو استبعاد عدوى الفيروس الحديثة أو السابقة.

وأشارت اللجنة إلى أنه في حالة نتيجة الفحص الإيجابية، يوصى بالربط مع عوامل الخطر الوبائية وغيرها من النتائج السريرية والمختبرية، ولا يمكن استنتاج الحصانة الوقائية بناءً على هذه النتائج، لكن في حالات نادرة، قد تكون النتائج الإيجابية الكاذبة ناتجة عن الإصابة السابقة بفيروسات تاجية بشرية أخرى، ولا ينبغي استخدام النتائج المصلية كأساس وحيد لتشخيص أو استبعاد عدوى الفيروس الحديثة أو السابقة، كما يجب تفسير نتائج اختبار الأجسام المضادة بحذر في المرضى الذين يعانون من نقص المناعة، السرطان، عمليات الزرع، استخدام البيولوجيا، وغيرها من الأمراض التي تسبب نقص المناعة.