الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الانتهاء من ملء خزان وقود «مسبار الأمل» بالهايدروزين.. وجاهز للإطلاق

الانتهاء من ملء خزان وقود «مسبار الأمل» بالهايدروزين.. وجاهز للإطلاق

أكد مدير عام وكالة الإمارات للفضاء الدكتور محمد ناصر الأحبابي، أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يلعب دوراً مهماً في بث الأمل في الشباب العربي، ويهدف إلى إلهام الأجيال القادمة وحثهم على الاهتمام بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قائلاً: «نعيش مرحلة تاريخية ليس فقط في الإمارات وإنما للمنطقة العربية بإرسال أول مسبار عربي إسلامي إلى كوكب المريخ».

وأشار إلى أنه رغم التحديات الحالية التي تؤثر في العالم أجمع فإن تنفيذ مشروع مسبار الأمل استمر وفق الجدول الزمني المخطط له، ما يعد إنجازاً آخر في حد ذاته، منوهاً بأن المشروع سيكون نقطة فارقة في رحلة الإمارات للتميز والريادة بالقطاع الفضائي.

وأضاف خلال الإحاطة الإعلامية المرئية التي عقدت اليوم الخميس حول مستجدات مشروع «مسبار الأمل»، أن الإمارات أضحت تمتلك أكبر قطاع فضائي على مستوى المنطقة، لافتاً إلى أن مسبار الأمل والبرامج الفضائية التي تنفذها الدولة عززت من إقبال الأجيال الناشئة على دراسة العلوم والتوجه لدراسة البرامج الفضائية في المرحلة الجامعية.

وأفاد الأحبابي بأن قطاع الفضاء الوطني يضم حالياً 10 أقمار اصطناعية مدارية، و8 أقمار اصطناعية جديدة قيد التطوير، ويبلغ إجمالي الاستثمارات في القطاع نحو 6 مليارات دولار «22 مليار درهم».

وأكد أن خطط تطوير القطاع الفضائي للدولة تنطلق استناداً إلى عدة محاور، هي الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، السياسة الوطنية لقطاع الفضاء، الخطة الوطنية للاستثمار الفضائي، وقانون تنظيم قطاع الفضاء، كخارطة طريق لتطوير قطاع الفضاء بالدولة.

جاهزية الإطلاق

من جانبه، قال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) المهندس عمران شرف، إنه منذ وصوله بنجاح إلى المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان يخضع مسبار الأمل لعمليات تجهيز فائقة الدقة للإطلاق.

واستعرض مراحل التجهيز وصولاً إلى الإطلاق، وأفاد بأنها تتضمن تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بحوالي 700 كيلوغرام من الوقود، وفحصه والتأكد من عدم وجود أي تسريبات، إضافة إلى اختبار أجهزة الاتصال والتحكم، ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق، وتركيب المسبار على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء، وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة.

وأضاف شرف: «إننا حالياً في المرحلة الأخيرة للتجهيزات الخاصة بالمشروع وتم الانتهاء من ملء وقود الهايدروزين، وتتواصل الاختبارات حتى يوم الإطلاق، ويتم حالياً تجهيز المسبار ووضعه داخل كسبولة الإطلاق، وتعقب ذلك مرحلة وضع الكبسولة على الصاروخ، ثم شحن البطارية تمهيداً للإطلاق».

وأوضح أن التصميم الأولي للمسبار كان يحتوي على 3 ألواح شمسية، ومع تطويره ومروره بتجارب عديدة تم اعتماد لوحين فقط للمسبار، لأنه الأنسب لمتطلبات الإطلاق ولبيئة المسبار وتحمله.

مشاركة وطنية

وأكد أن فريق عمل المسبار نجح بفضل دعم قيادة الدولة الرشيدة في تجاوز التحديات كافة التي واجهت المشروع، وحتى نقل المسبار إلى اليابان، واستعرض التدابير الاحترازية التي تم اتخاذها بالمشروع بسبب الأزمة الصحية الحالية التي تؤثر في العالم أجمع.

وأشار شرف إلى أنه تم تقسيم فريق عمل نقل مسبار الأمل إلى 3 فرق، للتغلب على التحديات المرتبطة بعمليات النقل وللالتزام بالخطة الزمنية المحددة سلفاً.

وذكر أن الفريق الأول وصل إلى اليابان في 6 أبريل الماضي، وخضع أعضاؤه بعدها للحجر الصحي ثم خرجوا ليكونوا في استقبال المسبار، بينما وصل الفريق الثاني مع المسبار يوم 21 أبريل، وأعضاء هذا الفريق حالياً متواجدون ضمن الكوادر الوطنية في القاعدة الفضائية، بعد انقضاء فترة خضوعهم للحجر الصحي لمدة أسبوعين، أما الفريق الثالث الاحتياطي فمتواجد حالياً في الإمارات وعلى أهبة الاستعداد لتقديم الدعم والمساندة العاجلة حال اقتضت الضرورة.

ولفت شرف إلى أن مشروع مسبار الأمل شارك فيه 200 شخص من كوادر إماراتية، و150 شخصاً شركاء استراتيجيين في المعرفة، بالإضافة إلى 100 شخص من المقاولين الفرعيين للمشروع، مؤكداً أن 34% من العنصر النسائي يساهمن في تطوير مسبار الأمل، سواء في تطوير تكنولوجيا البيانات أو الأجهزة العلمية.

من جهته قال نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) مسؤول تطوير المركبة الفضائية سهيل الظفري، إن فريق تأسيس المركبة ضم أكثر من 50 مهندساً إماراتياً، لافتاً إلى أن المشاركة بهذا المشروع مصدر فخر لكل شاب إماراتي.

وأكد أن «مسبار الأمل» مصدر إلهام للمجتمع العلمي العالمي، وهذا الإنجاز الإماراتي الذي اضطلعت فيه الكوادر الشابة بدور مهم مصدر إعجاب وتقدير من العالم.

مهمة وفخر

بدورها، قالت قائدة الأجهزة العلمية ضمن الفريق العلمي في مشروع «مسبار الأمل» مريم الشامسي، إنها بدأت العمل في المشروع منذ عام 2015، وتفتخر بمشاركتها بهذا المشروع الوطني الرائد التي يعزز من ريادة الدولة في قطاع الفضاء.

و أشارت إلى أن الفريق العلمي سيتولى استقبال البيانات العلمية في المحطة الأرضية وتحليلها والتأكد من صحتها، وتوفيرها للمجتمع العلمي عبر منصة إماراتية سيتم الإعلان عنها لاحقاً.

وأكدت الشامسي أن المجتمع العلمي العالمي لديه اهتمام كبير بهذا المشروع الرائد وما سيقدمه من بيانات مهمة، موضحة أن الكوادر النسائية المشاركة فخورة بدورها في هذا المشروع الوطني الرائد.

وتحدد يوم 15 يوليو الجاري عند الساعة 00:51:27 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات موعداً مستهدفاً لإطلاق المسبار، وهو اليوم الأول ضمن «نافذة الإطلاق» الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية.

وتمتد هذه النافذة من 15 يوليو إلى 13 أغسطس المقبل، علماً بأن تحديد موعد «نافذة الإطلاق» يخضع لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ، وبما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة، وتمتد فترة «نافذة الإطلاق» لعدة أيام تحسباً للظروف المناخية وحركة المدارات وغيرها.

ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية التنفيذ والإشراف على كافة مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال مسبار الأمل للفضاء، وتقوم وكالة الإمارات للفضاء - بصفتها الهيئة الاتحادية المختصة بالقطاع الفضائي بالدولة - بالتمويل والإشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة للمشروع.